المرأة والحياة

حب المراهقة كما لم تعرفه من قبل

كتبت – مايا أحمد زكي:

تعتبر مرحلة المراهقة من أهم وأخطر المراحل العمرية والتي تثير بشكل كبير اهتمام الآباء والأمهات “الذين هم على قدر من المسؤولية”، وذلك للحصول على أفضل المعلومات التي تساعدهم على مشاركة أبنائهم تلك الفترة العمرية حتى تمر عليهم بسلام دون مشاكل تؤثر بالسلب على نفسيتهم فيما بعد، وخلال السطور التالية سنتعرف على حب المراهقة كما لم نعرفه من قبل.

حب المراهقة كما لم تعرفه من قبل
حب المراهقة كما لم تعرفه من قبل

سيرة الحب في المراهقة

ولا يخلو الحديث عن مرحلة المراهقة من سيرة الحب، الذي يعيشه المراهق بكل القلب، وكأنه هو الغاية الوحيدة من الحياة أو السبيل الوحيد للعيش في هذه الدنيا وما دونه هو العدم، الحب الذي تندفع فيه المشاعر، وتتدفق فيه الأشواق كأنها نيران متدفقة من فوهة بركان هو القلب، الحب الأسطوري الذي يُحكى عنه بكل شغف والذي يحمل في طياته مقدرة عجيبة على تخطي الصعاب.

النار في الهشيم

كل العقبات تذلل، كل الشموع تقاد، كل الضحكات تتعالى، كل الدقات تتسارع، كل قصائد الحب تقرأ، كل الجوابات تكتب في حضرة حب المراهقة، لا شك أنه هو الحب الطاهر النقي العفيف الذي يعرف من خلاله المراهق ما هو معنى الحب ويلمس روحه من خلاله ويرى الدنيا بعينين مختلفتين عن عينيه، لكنه في بعض الأحيان كما النار التي تنتشر بسرعة في الهشيم، تخلف خلفها أكواما من رماد وضباب من الآلام.

العودة بالخيبات

يعتقد المراهقون أن حبهم أبدي وأنهم سيكملون الطريق رغما عن أنف العقبات كلها ويتخذون من مقولة محمود درويش شعار لهم “إني أحبك رغم أنف قبيلتي ومدينتي وسلاسل العادات” لكن سرعان ما تحل عليهم لعنة الباقي من المقولة “لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعني فأعود بالخيبات” ويعود بالفعل كلا منهما محمل بخيبات يقضي على إثرها فترة من الحزن والمعاناة.

أسباب الفشل

وعلى غرار قول “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” فإن بعض العلاقات الغرامية في سن المراهقة لا تكلل بالنجاح، وذلك لعدة اسباب منها:

1- عدم اكتمال النضج.

2- قلة الخبرة في الحياة.

3- تمكن المشاعر منهم للدرجة التي تسيطر فيها على العقل والتفكير.

4- رؤيتهم أن الحب هو الغاية الوحيدة من وجودهم على هذه الأرض.

5-يحبون فقط بالمظهر.

6- يحبون من يظهر لهم الإهتمام.

لماذا يقع المراهق في الحب؟

هناك أسباب عديدة للدخول في علاقة حب أثناء مرحلة المراهقة منها:

1- يتعلق المراهق بقصته الغرامية فقط نتيجة لفجوات نفسية وأزمات قد مر بها في طفولته كفقدان أحد الوالدين أو الافتقار إلى الحنان والأمان.

2- يدخل المراهق في قصة حب فقط لرغبته في الاستطلاع ومعرفة أسرار الحب وليحاكي قصص البالغين التي يقرأها ويسمع عنها.

3- تعرض المراهق لضغوط نفسية من أهله ودراسته فيلجأ للإنغماس في علاقة حب.

4- مرحلة المراهقة هي بداية اكتشاف الفرد ذاته، لذا يحب المراهق ممارسة دوره كرجل بالغ وتحب المراهقة ممارسة دورها كإمرأة ناضجة ولا يجدون لذلك سبيل يسير إلا الحب.

حب المراهقة كما لم تعرفه من قبل
حب المراهقة كما لم تعرفه من قبل

دور الأهل في حب المراهقة

للأهل دور كبير في سيرة الحب تلك، ويجب عليهم معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع المراهق أثناء تواجده في علاقة عاطفية، فالترهيب والعنف والصراخ والعقاب يزيد من صعوبة الأمر، على الأهل تفهم طبيعة المشاعر وخاصة في ذلك السن، حيث تكون مشاعر بالفعل حقيقية نابعة من صميم القلب، وإن بدت للأهل مشاعر طائشة وتنتهي بالوقت.

نصائح إلى أولياء الأمور

عزيزي ولي الأمر، الحب ليس جريمة أو وصمة عار، الحب مشاعر نقية برئية فإذا أحسها أبنك او شعرتها أبنتك لا تسن السكاكين عليهم أبدا، راقب الأمور جيدا وكن على علم بمستجدات تلك المشاعر.

وبكل اللطف وجه أبنائك إلى الصواب، علمهم أن العلاقات غير الشرعية لا تجدي نفعا، وأن سنهم الآن لا يسمح بتلك العلاقات لكن في المستقبل القريب سوف تسنح لهم الفرصة للحب الحقيقي والإرتباط الجاد، أظهر لهم عطفك عليهم ورحمتك بقلوبهم الرقيقة التي أحبت، وأخبرهم أنك أكثر خبرة في الحياة منهم لذلك تخشى عليهم التخبط و المأساة.

اخبرهم عزيزي ولي الأمر أن تلك العلاقات حين تنتهي تترك ندوب في القلب وتترك ذكريات يصعب نسيانها وتترك أحزان قد تتسبب في أذى نفسي وتكوّن داخلهم عقد نفسية قد تتدمر على إثرها حياتهم، خذوا بإيدي أولادكم وجنبوهم الوقوع في علاقات خطرة، صاحبوهم حتي يطمئنوا لكم، علموهم أن للحب وقته وللعلم وقته.

وفي النهاية، لا شك أن هناك علاقات حب استمرت من المراهقة وحتي الشيخوخة وقد نجحت نجاح باهر، أي أن ليست كل علاقات الحب في المراهقة مختوم عليها بختم الفشل والاندثار، لكن تلك العلاقات الناجحة تتطلب وعي كبير من المراهقين ووعي من الأهل وعلمهم بتلك العلاقة ومجرياتها، ويفضل أن تكون تلك العلاقات رسمية راضٍ عنها الله سبحانه وتعالى حتى تنجح منذ البداية وحتى النهاية.

مراجعة :حنان مرسي

إقرأ أيضا:

عندما يتحول الحب إلى إدمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا