الحج قبل الإسلام

 

كتبت: سارة هشام

 

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر ذو الحجة , شهر الرحمة والمغفرة الذي أهداه الله للمسلمين للتكفير عن خطاياهم وذنوبهم والذي فيه يتقرب المسلمين من الله من خلال الصوم وذبح الأضاحي أو بتأدية مناسك الحج الذي يعتبره الكثيرون من المسلمين أجمل أمنية يمكن تحقيقها ولعلنا عزيز القارئ نعرف الكثير عن فضل هذا الشهر الكريم من خلال قصص القرآن التي ذكرت في الكتاب الكريم كقصة بناء بيت الله الحرام و قصة فداء الله سيدنا إسماعيل بكبش بدلاً عنه ولكن هل راودك في ذهنك يومًا كيف كان العرب يقومون بالحج قبل الإسلام , لذلك تابع عزيزي القارئ للتعرف أكثر عن الحج و العادات الغربية والساذجة عند العرب قبل الإسلام.

 

فقد ثبت من خلال الأحاديث الصحيحة أن قريشًا كانت تحج إلى بيت الله الحرام قبل الإسلام ولكن غير أن صفات حجهم و طوافهم وغير ذلك من عادات قد أبطلها بعدها الإسلام و أبقى على البعض الآخر .

 

1- جمع الطعام والأضاحي للحجيج

كانت الكعبة مصدر رزق أهل مكة , حيث كانت الأصنام في ذلك الوقت هي التى تجعل القبائل العربية تهب إلى مكة , حيث زاد اهتمام القرشيين بها وأنشأوا مكان للسقاية في مكة وقاموا بتوفير الطعام فكانت الرفاده من الأمور العظيمة التي يقوم بها أهل قريش أثناء موسم الحج .

 

فقد كانوا كل رجل من أهل قريش يجمع المال بقدر طاقته حتى يجمع مالاً وفيرًا حيث كانوا يستخدمون ذلك المال الذي يتم جمعه في توفير الطعام والإبل لنحرها والنبيذ للحجاج , حيث كانوا يقومون بإطعام الحجيج حتى ينتهى موسم الحج وأول من قام بتلك الأمور هو هاشم بن عبد مناف ثم أصبح لكل قبيلة أصنامها.

 

2- أشهر الحج عند العرب قبل الإسلام

لقد خصص العرب قبل الإسلام ثلاث أشهر للحج حيث كانت تلك الأشهر من الأشهر الحرم .

 

3- مناسك الحج عند العرب قبل الإسلام

أول مناسك الحج أو العمرة عند العرب كانت الطواف بالكعبة حيث كانوا لا يجمعون بين الحج والعمرة وذلك لاعتباره من أكبر الفجور لديهم , كما كان كذلك الحجر الأسود مقدسًا كذلك عند الحجاج قبل الإسلام.

كما كان الحجاج يسعون بين الصفا والمروة في الجاهلية ويلبسون المآزِرُ التي يعدها الاحماس وإن لم يجد المآزِرُ طافوا عراة حتى حرم نبي الله ذلك في السنة التاسعة للهجرة .

 

4- علامات التحلل من الحج عند العرب

الحلق والتقصير وكان الحجاج كذلك قبل الإسلام يقفون بعرفة علامة على انتهائهم من طقوس الحج ثم يذبحون الهدي وكانوا لا يمسوا الذبائح أبدًا بل يوزعها على فقراء مكة وكانوا يلطخون جدارن الكعبة بدماء الهدي اعتقاد منهم أن ذلك يقربهم إلى آلهتهم .

 

5- نشيد الطواف عند العرب قبل الإسلام

ومن أغرب مظاهر الحج عند العرب ما سمعناه أكثر من مرة في مشاهد الأفلام الدينية وهو نشيد كان ينشده الحجاج أثناء الطواف بالكعبة سمعناه كثير ولم نفهم معناها كلمات النشيد تقول “نحن غرابا عك عك إليك عانية عبادك اليمانية كيما نحج الثانية لبيك اللهم هوبل لبيك يحدونا الأمل الحمدلك والشكر لك والكل لك يخضع لك لبيك اللهم هوبل”

وتعود قصة تفسير النشيد إلى قبيلة يمنية اسمها عك يقصد أهلها الكعبة كل عام للحج وكانوا يرسلون أمامهم عبدان أسودان يطوفان أمام الكعبة وينشدا نحن غرابا عك أى نحن عبدا قبيلة عك وتأتي كلمة غرابا إلى أن العرب قديمًا كانوا يطلقون على العبد شديد السواد بالغراب فيرد أهل القبيلة أثناء طوافهم عك اليك عانية أي أن قبيلة عك جاءت إليك خاضعة مستسلمة عبادك اليمانية أي عبادك الذين أتوا من اليمن , كيما نحج الثانية أي أننا جئنا كيما نحج مرة ثانية وظل ذلك النشيد يذكر أثناء الطواف إلى أن جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأصبح المسلمون يطوفون حول الكعبة مرددين” لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك” .