رؤية وابداع

الجزء الثاني من رواية(لم تكن وهمًا)

دعاء الزغبي

لأن يمكن دي كانت أول مرة تحصلها صدفة كده ويالها من صدفة فبدأت تحادث نفسها وهى في طريقها للرجوع لمنزلها:

معقول ال جرا ده نفس الشخص ال كان بخيالي وبعدين ده مش بس شكل ده روح كمان وأناقة بكل شيء حتي بكلامه..يااااه هو في حد كده في الزمن ده ده أناكنت خلاص يأست من كل الناس..أنا فرحانة أوي وشعور جميل بيتملكني مش عارفة أوصفه أبدًا .

خلاص البيت هناك آخر الشارع أخيرًا وصلت .دقت حور جرس الباب كعادتها كل يوم لكن اليوم مش عادي دقت الجرس أكتر من مرة وبسرعة و فتح ليها إياد ابن أختها أغلى حد عندها هو طفل جميل عنده خمس سنين بس بيموت فيها وبيحبها يمكن أكتر من مامته كمان.

وأول مافتح لحور الباب فرح إياد وعمل حفلة كل يوم خالتو جت خالتو جت.

-حبيب قلبي القمر وحشتني جدًا ياقلبي .

-وإنتِ كمان أوي ياخالتو لكن فين الشوكولاته ال بتجيبيهالي كل يوم إوعي تكوني نسيتيني.

-وده معقول أنساك بالعكس جبتلك اتنين مش واحدة .

بعد كده سألته حور أومال فين تيتا قالها فى المطبخ فجرت حور ودخلت المطبخ وحضنت مامتها ومامتها استغربت وقالت لها وهي بتضحك وفرحانة لما شافت حور سعيدة:

-ماشاء الله حبيبتي شكلك مبسوطة خير فرحيني.أكيد ترقية في شغلك أو علاوة ولا عريس صح يارب حبيبتي.

-يووووه ياماما مفيش فايدة معاكي أبدًا لازم تجيبيلى سيرة العرسان في أي حوار بينا هههههه عمومًا ولا حاجة من كل دول بس أنا فرحانة أوي أوي مش عارفة ليه يا أجمل وأحلى أم في الدنيا وباستها وهى عماله تلف بيها وسابتها وهي عمالة تدعيلها بالسعادة دايمًا.

وراحت حور أوضتها فلقت سلمى أختها باستها وقالتلها مالك كده زعلانه أنا النهاردة مش عاوزة أشوف أي حد زعلان .

-معلش ياحور أنا زعلانة عشان أحمد مش هيقدر يجي أجازة السنة دي بيقول شغله رفض ينزل مصر السنة دي عشان كورونا وفي حالات في الكويت وأنا وإياد هنسافر له في نص السنة تكون كورونا اختفت إن شاء الله.

-طيب حبيبتي ده مش يزعلك والأيام بتعدي بسرعة وإن شاء الله تشوفوا بعض قريب

-إنما تعالي هنا وبسرعة احكيلي إيه الفرحة دي ال باينة عليكي؟

حور بكل خجل ولخبطة قالتلها:

-فرحة إيه لاء عادي

-ياسلام طب واللمعة ال بعيونك دي والسعادة ال مالية وشك في إيه ماتقوليلي ومتبقيش بايخة مش متعودين على كده إنتي دايمًا حزينة ومكتئبة.

-ياسلام ياسلمى لما تكبري المواضيع لكن قوليلي بجد هو أنا باين عليا حاجة؟

-طبعًا يابنتي يارب دايمًا سعيدة حبيبتي.

-طب يلا روحي ساعدي ماما في المطبخ وأنا هنام ساعة على مايخلص الأكل.

-مين ده ال هيطلع من الأوضة ومين ال هينام أبدًا بتحلمي لازم تحكيلي كل حاجة الأول وبعدين أمشي.

-لاء يلا عشان بجد ياسلمى تعبانة ومحتاجة أنام شوية يلا بقى بلاش بواخة.

-ولا هطلع لازم تعترفي

-ياستي هنروح من بعض فين أكيد هحكيلك.

وبعد ماتش بينهم بالمخدات مشت سلمى وهى بتأكد لحور إنها مش هتسيبها بحالها إلا لما تحكيلها وحور قالتلها :

-يلا بقا ياساتر لازم كل حاجة تعرفيها كده وقفلت الباب وغيرت ملابسها ووقفت تسرح شعرها ونظرت لنفسها بعمق في المراية وكأنها بتتأمل ملامحها لأول مرة ودار حديث بينها وبين نفسها:

فعلًا عندهم حق كل ملامحي سعيدة وبتضحك..يااااه ده أنا بقالي كتير مضحكتش وإزاي هبتسم وأضحك بعد فشلى في حياتي وانفصالي لكن صفحة وطويتها من حياتي مش حابة أفتكرها خليني في ال حصل النهاردة

ومددت على سريرها على ضهرها وسرحت تسترجع الموقف بكل تفاصيله وأد إيه زياد كان جنتلمان وفعلًا كله رجولة وشهامة يعني من ال أي حد يتمناه.

-بلاش مبالغة ياحور إنسان عادي وموقف وعدى وخلاص ليه مكبرة الموضوع .

-فعلًا موقف وعدي لكن مش قادرة أنساه وفرحانة أوي معرفش ليه كمان زياد فارس أحلام لأي بنت زياد كان طويل عريض المنكبين لأنه مهتم جدًا بالرياضة خاصة كمال الأجسام شعره أسود ومرجعه لورا وعينه سوده ونظراتها ثاقبة بمجرد النظر فيها بروح لعالم تاني هو ملامحه حادة وبنفس الوقت جذابة جدًا كلها رجولة أنا بشوف إنه ممكن يكون زي أبطال الأفلام القديمة زي رشدي أباظة أو عمر الشريف .

-خلاص إيه ياحور إنتي زودتيها أوي نسيتي بسرعة كده العهد ال أخدتيه على نفسك إنك متسمحيش لأي راجل يدخل حياتك بعد ال جرالك ونسيتي إن كل الرجالة زي بعض فوقي ياحور عشان كفاية صدمات ليكي مش هتتحملي أكتر من كده .

-أيوا لكن زياد

-مفيش لكن كلهم زي بعض إنسيه خالص وكفايه لحد كده.

هكذا دار الحوار بين حور وبين نفسها وغمضت عينيها من التعب وراحت في سبات عميق وكأنها لم تنم منذ زمن إلى أن أيقظها إياد علشان الغدا

الغريب إنها مبطلتش كلام على الغدا وده غير ال اتعودوا عليه وحكت الموقف ال حصل ومامتها وسلمى مستغربين على رد فعلها لأنهمعارفينها انها دبش شوية في الردود خاصة مع اي راجل لكن كانوا مبسوطين لانهما شايفنها سعيدة وبعدين كان حور عندها شغل متأخر خلصته واستعدت عشان تنام لأنها بتصحى بدري الساعة٧عشان شغلها ودار حديث بينها وبين سلمى وقالتلها:

 

-أخبار قلبك ايه؟

-ولاحاجة طبعًا إيه ال بتقوليه ده

-ياسلام ده إنتي مبطلتيش كلام عن زياد ثانية وإحنا على الغدا .

-مش عارفه ياسلمى إيه الشعور ده أنا حاسة إني مبسوطة وكمان مش قادرة أنسى الحوار ال دار بينا .

-أنا بس خايفة عليكي .

-هو أنا بعمل إيه أنا بس بفتكر ال حصل بس ياترى هشوفه تاني .

-إنتي عاوزة تشوفيه

-ايوا لاء مش عارفه بقى أنا متلخبطة. بس ياترى ممكن يجي المكتبة عشان يشوفني ولا أنابالنسبة له ولاشيء مجرد موقف ماهو كمان إنسان زيه بمواصفاته دي ومركزه ده هيفكر فيا أنا ليه؟

-وإنتي مالك بقى فيكي إيه ناقصة إيد ولا رجل

-أنا!!!!أنا مجرد حطام ناقصني روح خلاص مش من حقي أفكر في أي حاجة من دي ياسلمى إنتي ناسية ال جرالي

-ياسلام هو كل حد فشل في تجربة ييأس كده لاء طبعًا مش يمكن ده تعويض ربنا ليكي بعد ال شوفتيه بحياتك سيبي ربنا يعوضك بطريقته ودلوقت نامي لأنك اتأخرتي خلاص بقينا الفجر

-هقوم أتوضى وأصلي وأنام ساعتين

-ماشي حبيبتي اه متنسيش إلبسي طقم شيك بكرة مين عارف هههههه يمكن تشوفي زياد

-والله إنتي رايقة روحي يلا نامي تصبحي على خير

-وإنتي من أهل الخير

وصلت حور الفجر ودعت ربنا إنه يحفظها من كل شر ويعوضها خير ونامت ساعتين ولبست طقم جميل وشافت نفسها في المراية وقالت كده تمام (حور مكنتش جميلة لكن كانت جذابة ملامحها هادية ومريحة) وفطرت ونزلت بسرعة على شغلها وأخدت تاكسي وطول ماهي في التاكسي بتسأل نفسها معقول هشوفه صعب رجل أعمال زيه أكون في باله أساسًا أوحتى يقوم من نومه بالمعاد ده عشان يشوف مجرد إنسانة عادية موظفة على أد حالها في المكتبة لازم أفوق من الخيال ده مش معقول يعني

خلاص التاكسي قرب يوصل والمكتبة باينة أهي ومفيش أي حد قدامها ولا زياد ولا حاجة الظاهر فعلًا كان موقف وانتهى وشعورها كان مجرد وهم نزلت حور من التاكسي حزينة جدًا ومشيت بسرعة علشان متتأخرش وهى ماشية بسرعة سمعت صوت عالى بينادي:آنسة حور

-إيه ده معقول ..معقول يكون هو وبسرعة التفتت له كان بيعدي الشارع بسرعة علشان يلحقها

-صباح الخير ياحور قصدي آنسة حور

-صباح النور إنت كنت فين قصدي خير في حاجة؟

-سكت برهة وهو بيبتسم ابتسامة كلها مكر وفرح بنفس الوقت وقالها:اه في حاجات..حاجات ياحور.

-مش فاهمه

-أنا هنا من بدري

-لكن أنا مشوفتش عربيتك ولاإنت

-ههههه كنتي متوقعة تشوفيني

-لاء طبعًا قصدي ايوا لاء أشوفك ليه يعني

-ههههههه طيب طيب إهدي ممكن

-هادية أنا جدًا عادي هو جرا إيه

-لا أبدًا بس حسيتك متلخبطة شوية

-ها كتير مش شوية

-شوفتي أهو متلخبطة..ها قوليلي يلا متلخبطة ولا أنا بتخيل؟

-إيه ده هو أنا قولت إيه ياخبر معلش أنا يمكن منمتش كويس إمبارح.

-هتصدقيني لو قولتلك أنا كمان

-طيب ليه خير

-قوليلي إنتي الأول منمتيش ليه كويس إمبارح

-عادي مفيش سبب مجرد أرق

-متأكدة ياحورإنه مفيش سبب تاني

-وإنت ليه مش نمت أكيد مشكلة الشغل ال شغلاك

-تؤ تؤ حاجة تانية خالص شغلتني جدًا جدًا جدًا لدرجة طول اليوم بفكر فيها وبستنى الساعات تعدي عشان آجي أستناها عند المكتبة

-اشمعنى المكتبة(طبعا حور كلها شعور بالسعادة ونبضات قلبها بتزيد لدرجة وزياد بيتكلم حاسة قلبها هيقف)

-مش عارفة ليه يمكن لأن ال شغلتني بتشتغل في المكتبة مثلًا؟

-تعال اتفضل عندي في المكتب وفرصة تاخد فكرة عن المكتبة ونوعيات الكتب فيها

-تمام ياريت وكمان تعزميني على فنجان قهوة عشان حابب أتكلم معاكي شوية

طلبت حور فنجانين قهوة وسألته تشربها إيه قالها مظبوط

-عم حسن لو سمحت اتنين قهوة مظبوط

-من عنيا يااستاذة حور

-ودلوقت اسمحلي أسألك ايه ال حابب تعرفه عني وليه؟

-حابب أعرف عنك كل شيء زي ماإنتي نفسك تعرفي عني كل شيء

-أنا؟لاء طبعًا مين قال كده

وقامت حور وقفت وبصوت كله غضب واضح إنت فاهمني غلط ولا إيه حكايتك وخلاص قررت تمشي وبسرعة وهنا أمسك زياد بذراعها والتفتت له

-ايه ده ازاي تمسك دراعي كده إنت ازاي

في اللحظة دي كانت حور بتتكلم بانفعال وعينها مثبتة بعين زياد وهنا قالها:هوس

-اهدي لوسمحتِ ليه كل الانفعال ده اتفضلي لوسمحتي نكمل كلامنا

دخل عم حسن يقدم القهوة ومشي وزياد قال:

-حور لازم نتكلم لازم أنا مش مصدق نفسي إني أخيرًا بكلمك وتكلميني

-بتتكلم كأنك كنت تعرفني من قبل وبتتمني تكلمني

-أنا فعلًا كنت بدور عليكي من زمان أوي يااااااه لو تعرفي

-بوجه كله احمرار وبخجل شديد حور مش قادرة ترفع رأسها وتنظر له مش مصدقة ال بتسمعه معقول تعويض ربنا يكون كده ياااااااه لو تعرف يازياد أد إيه نفسي أقولك إني بستناك طول عمري وبدور عليك من زمان أنا كمان يااااااه لو أقدر أقولك

-حور ردي على كلامي عاوز أعرفك أكتر و لو المكان مش مناسب يبقى نتقابل في أي كافيه ونتكلم

-هو فعلًا المكان شغل يعني مش مناسب أبدًا

-اعذريني ماصدقت لقيتك خايف تروحي مني بجد خايف

-أنا!!!!أنا معقول ال تقصدها

-ومين غيرك ياحور يلا هسيبك دلوقت عشان اتأخرت عن الشركة وهكلمك تاني ممكن رقم الفون بتاعك

-طيب تمام وتبادلوا أرقام الفون

-تصدقيني لو قولتلك إني مش عاوز أمشي مش قادر أنا عاوز أستني معاكي

-إزاي وشركتك

-كل حاجة بالدنيا مش مهمة إنتي الأهم عندي إنتي الدنيا بال فيها الكون بال فيه ياحور

-أنا مش عارفه أقول إيه مش عارفة أتكلم

-ههههههه طيب خلاص همشي دلوقت وأكلمك لما تروحي

-اتفضل

مشي زياد ونظراته كلها تعبير عن إعجابه بيها وتتبعته بنظراتها وكل صديقاتها بيقولوا لبعض مين ده إيه هو في كده إيه الوسامة دي يخرب عقلك ياحور تعالي هنا قوليلنا مين ده بسرعة…

إلى اللقاء في الجزء القادم(لم تكن وهمًا)

إقرأ أيضاً:

الجمل الباكي

الكوخ العظيم

موطن العشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا