التاريخ والآثارمقالات

أساطير وخرافات انتشرت عبر التاريخ حول الكسوف والخسوف!

بقلم :أمانى حمام زغلول

 

شهدت مصر فجر يوم الاثنين الماضى الموافق 16 من مايو، فى تمام الساعة الرابعة و27 دقيقة خسوفا جزئيا للقمر ولمدة 34 دقيقة، وفتح المعهد القومي للبحوث الفلكية أبوابه للجمهور وهواة الفلك لمتابعة رصد خسوف القمر الكلي من مرصد حلوان، واستغرق الخسوف من بداية الخسوف الجزئي الأول حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني مدة قدرها ثلاث ساعات وسبع وعشرون دقيقة تقريبا

يقوم الخسوف والكسوف وحركة الكواكب وغيرها من الظواهر الفلكية بجذب الكثيرين من محبي عجائب الطبيعة، لكن لطالما ارتبطت هذه الظواهر بالخرافات والشائعات والأساطير عبر التاريخ. ففي عام 1628، تنبأ فلكيون أن خسوف القمر المتوقع حدوثه سيكون مصحوباً بموت البابا أوربان الثامن، بابا الفاتيكان. وأثارت هذه النبوءة ضجة سياسية كبيرة، إذ اضطر سفراء الفاتيكان إلى التأكيد بشكل مستمر على أن البابا بصحة جيدة، كما أصدر الفاتيكانالفاتيكان مرسوماً يُجرّم مثل هذه النبوءات ونشرها. ومرّ الخسوف بسلام وعاش البابا، لكن هاجس الخسوف ظل يطارده ويطارد من خلفوه على مدار مئات السنين.

من جهة أخرى، ارتبط الخسوف في التراث الديني بخروج الأرواح الشريرة والشياطين، واقتراب نهاية العالم. حتى أن مارتن لوثر، مؤسس العقيدة الإنجيلية الذي رفض الاعتراف بأساطير الفلك، قال إن الخسوف والكسوف “نذير شؤم وشر، كولادة طفل مشوّه”. كما كان على قناعة بأن الخسوف والكسوف يتكرران بوتيرة أسرع في زمانه، واعتقد أن هذا ينبئ باقتراب نهاية العالم. كما ساد الاعتقاد قديماً بأن الأرواح الشريرة التي تخرج أثناء خسوف القمر تُفسد طعام البشر، وتُسبب عُسر الهضم وأمراض المعدة. فأثناء حصول هذه الظواهر الفلكية، امتنع الناس عن الطعام والشراب خشية أن يصيبهم مكروه. كما التزمت النساء الحوامل بيوتهن أثناء فترات الخسوف والكسوف، إذ ساد الاعتقاد بأن الخروج في هذا الوقت أو التعرض للضوء قد يضر بهن وبالأجنّة في أرحامهن. فانتشرت روايات تقول بأن الضرر على المرأة قد يبدأ بالإعياء والإصابة بالأمراض، ويصل إلى تشوه الجنين أو الإجهاض. حتى إن النساء الحوامل مُنعت من استخدام أو مسك السكين وأي آلة حادة أثناء تلك الفترة، لأنها قد تُحدث علامة في جسد الجنين، ومن هناك ساد اعتقاد بأن تعرض الإنسان لجرح أثناء الخسوف والكسوف يزيد من النزيف، ويجعل الجرح غائراً، ويزيد من الوقت الذي يحتاجه للالتئام، وهذا بالتأكيد أمر خاطئ.

شعوب أخرى قررت النظر إلى هذه الظواهر بإيجابية، فاعتقد سُكان التبت أنه وقت حدوث الكسوف والخسوف، تتضاعف كل من الحسنات والسيئات التي يفعلها الإنسان. واعتبر البعض الظاهرتين فرصة للتخلص من الذنوب عن طريق الاغتسال والتطهر. ولجأ البعض إلى الاستحمام في وقت الخسوف أو الكسوف لتُزال عنهم الذنوب والطاقة السلبية، ويصلوا إلى الخلاص. كذلك أقامت بعض الثقافات والديانات شعائر للاغتسال في الأنهار للتطهر من الذنوب. ومن إحدى أشهر الأساطير انتشاراً عبر التاريخ هي أن الكسوف والخسوف يحدثان نتيجة خلاف بين الشمس والقمر، وتكون الغلبة فيه لمن يطرد الآخر. وارتبط هذا الخلاف بعراك بين الآلهة الغاضبة، بحيث ينسحب إله الشمس أو إله القمر بعد أن يمنى بالهزيمة. فعندما يغادر إله الشمس السماء، يحدث الكسوف. وحين يغادر إله القمر، يحدث الخسوف.

حديثاً، أظهر بحث أجرته كلية كوبنهاغن لإدارة الأعمال في الدنمارك أن حركة أسواق المال تتأثر بفترات الكسوف والخسوف، إذ يعزف المستثمرون عن اتخاذ إجراءات قد يرونها “خطرة”. وشمل البحث، الذي تم عام 2010، تحليل بيانات على مدار ثمانين عاماً، من أربع أسواق مال أميركية، وعشر أسواق مال آسيوية. وأظهر البحث أن المضاربين وأصحاب رؤوس الأموال يكونون أكثر تردداً في الأوقات التي يشعرون فيها أنهم لا يتحكمون في مجريات الأمور، أو أن الطبيعة أقوى منهم. لكن في كل الأحوال، تعود الأسواق لتصحيح أوضاعها خلال يومين على الأكثر بعد انقضاء الخسوف والكسوف

 

إقرأ أيضًا:-

 

((نقوش كحك العيد موجودة حتي الآن علي جدران المعابد))

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا