رؤية وابداع

و ما من سميع

أحمد فوزي

من مكان بعيد تنادي و تنادي و تنادي

ترى

أ واحدًا ؟

عشرة ؟

ألفًا ؟

بل تُراك تصرخ في وجه الجميع

و ما من سميع

 

***

 

تتشرب نهد الحياة و أنت عنها مفطوم

 

و تزرع فؤادك قربانًا و ذاك القلب مكلوم

 

و تفك جيادك المبتورة بعد خنقتها

 

مختنقة من أثر الجرح المركوم

 

ثم تجلس و تهاجر و تثبط و تهرول

 

و تفرح و تترح و و تدمع و تضحك

 

تنتظر الشفيع

 

و ما من سميع

 

****

 

هجروك رغبة منهم ، وهم قسرًا قالوا انتظر

 

و اقتاروا عليك جوارحهم و بذخوا عليك بجرحك

 

و ألهبوك بجحيم كنت ظانها نار إبراهيم

 

انتظرت منهم المن و السلوى

 

و لم يهدوك إلا قنطارًا من الضريع

 

و ما من سميع

 

*****

 

و هذي أصفاد أقلام و تيك محبرتك و كلماتك

 

لم تكن لهم إلا مزيج جنونك و بعض هراءاتك

 

إلا رأوا كليمات من دروشتك و صفائك

 

فما آمنوا بك إلا في حفيف ثعبان وديع

 

و ما من سميع

 

****

 

ضعت و بعض الضياع علاء

 

و عُريت و بعض العُري رداء

 

و اغتصبوا فطرتك العذراء

 

و باعوك نخاسة سلعة لأهوائهم

 

ألا إن في بعض البيع شراء ؟!!

 

باعوك شيخًا و كهلًا و شابًا

 

و صبيًا و غلامًا و وليدًا حتى في مهد الرضيع

 

و ما من سميع

 

****

 

قتلوك و اغتالوك و ضربوك

 

ثُمَّ قبلّوك و داعبوك و رموك

 

و تغزلوا فيك و مدحوك ثم هجوك

 

ثُمَّ رثوك في مرثية و دعوا لك بالرحمة

 

ثم دعوا عليك في ليلة القدر و ما رحموك

 

كل هذا و أنت مازلت في بأس منيع

 

فهل من سميع ؟؟؟؟!!!!!!

إقرأ أيضاً:

لكوخ العظيم

اعشق

تُراني أُحِبُكَ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا