مقالات

مرض الحب القاتل

 

بقلم: عبدالعزيز مصطفى محمد

 

من لم يعرف الحب هو من لم يذق طعم الحياة أبدًا فالحب هو ذلك الهيام الذي يسبح بصاحبة في غيوم العاشقين و يجلي بالشوق كل بلاغة الشعار و يسكن في جوف الحبيب نور يزيل به كل ظلمات النفوس حتى تصبح كالثوب الأبيض الناصع لا تراه الشمس إلا و إنارة ما حولة و لكن للحب علل تنتج عن الخذلان و الجفاء و البعد أحيانًا فترى كما قال تراهم سكارى تراهم حيارى من فرط الحزن و الحزن هو وليد مرض الحب القاتل ، والاكتئاب هو مجموعة من الاضطرابات المزاجية التي تسبب شعورًا متواصلًا بالحزن الدائم و الإحساس المتواصل بفقدان المتعة، و فقدان الاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز.

 

و الحب قد يكون مصحوبًا دائماً بالشعور بالذنب ، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات. ويؤثر ذلك كله على المشاعر، والتفكير، والتصرفات ؛ مما يسبب كثيرًا من المشكلات العاطفية والنفسية والجسدية أيضًا، والتي بدورها تؤثر سلبًا في أداء الأنشطة اليومية. وقد يسبب الشعور باليأس من الحياة، والتفكير المتواصل في الانتحار، وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة من المرض أو الدخول في عزلة عن المجتمع المحيط و لا يقصد بها عزلة داخل المنزل أو الغرفة بل العزلة عن الأقرباء و الأصدقاء و تجنب الاجتماعات العائلية و ما سواها من التجمعات التي قد تفيض جانب من الإهتمام …

 

هل الحب هو سبب الاكتئاب المباشر ؟؟

بالطبع الإجابة المنطقية هي لا و لكن الإجابة العامة على السؤال بأن المرادف المنطقي للحب هو دوامة الاكتئاب القاتلة و الحب المقصود ليس حب العاشقين فقط ، لا بل النطاق أوسع و أعمق فحب كل شيء و فقدانك لها يؤهلك أن لم تجد البديل المناسب في الدخول في دوامة النفس البشرية و عقابها المؤلم من خلال كثرة التفكير و لوم وعتاب لا ينقطع حتى الوصول إلى خاتمة المطاف الاكتئاب النفسي.

علاجات الاكتئاب و الهروب منه ..

و تتمثل علاجات الاكتئاب النفسي في أشياء بعينها مثل اللجوء إلى العبادات في المقام الأول و الحرص على عدم الانعزال مهما كلف الأمر من صعوبات و الإنخراط في المحيطين بك حتى لا تتولد لدى الفرد أي شعور بالدونية في نطاق معارفك و لكن على المرء اختيار مجالسة من ينصحون و يعبرون به إلى بر الطمأنينة والثقة بالنفس فبعض الأشخاص قد تكون مجالسهم أصعب من العقبات التي يشعر بها المكتئب نفسة لذلك الحذر و ثانيًا الإيقاف عن اللوم المتكرر للنفس فهى أمور غير مجدية إطلاقًا و قد حذر الله سبحانه وتعالي في سورة القيامة من تلك الأنفس..

بقوله تعالى ..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)
صدق الله العظيم ..

و قد شرح الله تعالى في محكم الآيات عذابات النفس اللوامة و تيسيرها الرحيل على بعضها فرارًا من الدنيا و تماشيًا مع الهوى متناسيًا العقاب الإلهي لذلك جعل بعض علماء النفس ضرورة الالتجاء للعبادات في المقام الأول من العلاج النفسي لأن القرب من الله وحبه وحده فقط قد يغنيك عن لومك و عتابك لنفسك فإن الله وحده يكون الدواء أن كان الداء هو نفسك و نسأل الله جميعًا السلام و الطمأنينة والسكينة في حياتنا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا