*الرسام في مصر القديمة *
كتبت: ندي عماد
اللوحات الجدارية المصرية القديمة لمحة رائعة عن الماضي. في المقابر كانت مهمة الرسام الحفاظ على روح الموتى. اتبعت معظم فن القبور عمومًا قواعد ثابتة وكان لها معنى خاص عند قدماء المصريين.
تعد وجهات النظر الأمامية والملف الشخصي التي يتم تصويرها في شخصية بشرية واحدة من أكثر السمات المميزة للفن المصري. هذا يذكرنا بحقيقة أن قدماء المصريين رأوا العالم من منظور الثنائيات: الحياة والموت ، الفيضانات والجفاف ، الخير والشر. كانت هذه الصور المركبة للأجزاء الأكثر تميزًا في جسم الإنسان أكثر تفصيلاً من الوضع الواقعي وساعدت كا (روح) مالك المقبرة في التعرف على جسده
*القياس يهم*
تم عرض المنظور وحالة الشخصيات في نظام من الشرائط يشبه إلى حد كبير سلسلة من القصص المصورة أو رواية مصورة. لم يستخدم استخدام المنظور بنقطة التلاشي في الفن المصري. كان الحد السفلي للسجل هو الخط الأرضي ، وقد ظهر العمق من خلال تداخل الأشكال أو من خلال الأشكال المكدسة واحدة فوق الأخرى. يشير حجم الشكل إلى أهميته النسبية في الصورة. تم تصوير الملوك على أنهم أكبر من الحياة ليرمزوا إلى قوتهم الشبيهة بالآلهة. كما تم تصوير مالكي المقابر ، كأهم موضوع في التصميم ، على نطاق واسع. في المقابل ، تم اختيار الزوجات والأطفال والخدم والحيوانات أصغر ، مما يشير إلى أهمية أقل.
*نظام الشبكة*
كان إنشاء نسخ متماثلة دقيقة من الأرقام أمرًا بالغ الأهمية. كانت إحدى طرق ضمان النسبة الصحيحة هي استخدام نظام الشبكة – مجموعة من الخطوط الرأسية والأفقية المرسومة على الحائط المكشوف. سمح هذا النظام للرسام الأولي بنسخ وتوسيع تصميم مغطى أيضًا بشبكة بأمانة. تم شد الحبال المنقوعة بالحبر الأحمر بين قطعتين من الخشب ثم قطعت على الحائط لإنشاء خطوط مستقيمة تمامًا. لا تزال هذه الخطوط أحيانًا مرئية على الجدران غير المكتملة.
*لوحة إلهية*
استخدم قدماء المصريين اللون ليس فقط من أجل جاذبيته الجمالية ولكن أيضًا لمعناه المدرك. تم استخدام كل من الألوان الدافئة والباردة ، مما يوفر العمق والاهتمام بفنهم بالإضافة إلى إشارات لآلهتهم. اعتقد المصريون أن بعض الألوان لم تكن مجرد رمزية ولكنها كانت مشبعة بقوى أو سمات محددة مرتبطة بآلهة مختلفة. نتيجة لذلك ، يمكن احتواء قوة عظمى داخل كائن إذا تم صنعه أو رسمه بألوان ذات معنى.
تتكون الأصباغ المستخدمة في صنع الألوان المختلفة بشكل أساسي من معادن تحدث بشكل طبيعي في مصر والمناطق المحيطة بها. تم طحن المعادن في ملاط حجري وخلطها في أواني بالماء ومادة لاصقة مثل صمغ الخشب أو بياض البيض. كان الطلاء المصنوع بهذه الطريقة يسمى “تمبرا”.
*الألوان – مصدرها ومعناها*
• يصنع الأبيض من كربونات الكالسيوم (الجير) أو كبريتات الكالسيوم (الجبس) ونقاوته تعادله. كما تم استخدام الكالسيت (ويسمى أيضًا المرمر المصري).
• كان اللون الأصفر مصنوعًا من المغرة. تم استخدام اللون الأصفر لرسم الجسد الأنثوي بينما تم استخدام الأصفر الذهبي والذهبي نفسه لتمثيل الشمس ولحم الآلهة ، ولا سيما رع إله الشمس. كان الذهب يعتبر معدنًا إلهيًا لأنه لم يتلطخ أبدًا.
• كانت الفضة نادرة جدًا في مصر – فقد تكون أثمن من الذهب. كان يُعتقد أنه ما صنعت منه عظام الآلهة.
• يتكون اللون الأزرق من أزوريت (كربونات النحاس) ويمثل السماء والنباتات والشباب والمياه ونهر النيل. تم صنع اللون المعروف باللون الأزرق المصري من تسخين الكوارتز والملكيت المطحون وكربونات الكالسيوم معًا. كلما كانت الحبوب أدق ، كانت شحوب اللون الأزرق.
• تم إنشاء اللون الأخضر بالنحاس أو عن طريق طحن الملكيت وكان يرمز إلى أوزوريس والحياة الأبدية والازدهار والقيامة. كما أنها تمثل التجدد والخصوبة ، لذلك كان هذا اللون مقدسًا للإلهة حتحور واستخدم لتصوير جسد نفتيس – إلهة الولادة من جديد.
• كان اللون الأحمر مصنوعًا من المغرة ، تمامًا مثل الأصفر. يعطي المغرة مجموعة من الألوان من الأصفر إلى الأحمر إلى البني الغامق ، اعتمادًا على كمية المياه المستخدمة. كما كان يستخدم أكسيد الحديد في كثير من الأحيان. خلال عصر الدولة الحديثة ، تم استخدام اللون الأحمر للريال لكنه يتحول إلى اللون الأصفر مع مرور الوقت. تم استخدام اللون الأحمر لطلاء درجات لون بشرة الذكور. كما مثلت الشمس والشر والقوة والدم وقوة الحياة.
• كان الأسود مصنوعًا من السخام أو الفحم ، ويشير إلى اسم مصر القديم “كيميت” أو “الأرض السوداء” والتربة التي تتغذى على الطمي حول نهر النيل. تم استخدام الأسود أيضًا للإشارة إلى العالم السفلي وأوزوريس.
المرجع:
تاريخ الفن غى مصر القديمة- محرم كمال
