مقالات

انعدام الرغبة الحياتية

بقلم: نور عبد المنعم الحوفي

 

ربما يدفعك التفكير الغير منتهي فيما يحدث حولك بالرغبة العارمة في محاربة ذاتك ، وجلدها طوال الوقت، ربما تجد تفكيرك المبالغ فيه بشكل غير مألوف في أشياء فاقت عنان تفكيرك إلى الجنون ، ربما تفكيرك طوال الوقت في مستقبل لم يكن ظاهرًا لك يجعلك تزهد المستقبل قبل أن يأتي نظرًا لما تراه من غموض به فيجعلك الأمر تتحول إلى شخص منعدم الرغبة في حياته من الأساس .

انعدام الرغبة الحياتية
انعدام الرغبة الحياتية

 

تجد نفسك ، كل من حولك يظن بك السوء ، يرى منك المعروف ؛ شيئًا تفعله من أجل التفاخر بين الناس فقط ، يرى الكلمة الطيبة لك كلمة مزيفة ، يرى بأنك لم تكن الصديق المثالي له ، يرى بأنك المخادع في قصته وتلعب دورًا غير دورك ، تلعب دور مُنتحل شخصية كرتونية ورقية ضعيفة ؛ يرى بأن شخصيتك الأساسية هي وحش متخفي وراء قناع كرتوني ، في النهاية تجد نفسك بين الجميع لا قيمة لك ، لا قيمة لحبك لهم ، لا قيمة لحياتك بينهم ، ترى نفسك كالهواء في حياتك فائدتك التنفس فقط ، ولكن تجد من يخبرك بأن تنفس هواءك كالغبار نريد التخلص منه.

 

لا تعرف أين أنت ؟ ولماذا أنت في هذه الحياة ، ترى بأنك شخصًا الجميع ليس لديه رغبة في الحياة معك ، فأنت أصبحت رمادًا بعد أن كنت نارًا تحترق من أجل أن تضئ لهم قلوبهم ، أصبح الجميع يرى نارك محاولة لحرق قلوبهم ، تجد نفسك واقفًا بين الجميع غريب بعد أن كنت أنت المسكن لهم ، أصبحت أنت لهم الغُربة والوحدة ، لم ينظر أحد إلى قلبك عندما أتهموك بكل ذلك ، بعد أن ردوا حبك لهم بالسخرية، أصبح كلامك لهم جميعه أنت شخصًا غير مرغوب فيه .

انعدام الرغبة الحياتية
انعدام الرغبة الحياتية

 

فربما كانت انعدام الرغبة بك مبني على عيوبك التي يكتشفها البعض مع الوقت، ولكن تعود وتتكرر سؤالًا تطرحه ، هل على الرغم من كل عيوبي لم تكن هناك ميزة واحدة تغفر لي عندهم وتشفع لي ؟
تجد نفسك مرة آخرى متيقن بأن الناس لم ترى سوى عيوبًا بك تاركين كل ميزة بداخلك .

 

ومن ثَم يشتكي الآخرين ، ما سبب كل ذاك التغير المفاجئ ؟ لم يكن لديك سوى ردًا وحيدًا لم تستطيع قوله ولكن لو بإمكانك لكنت صفعت على وجه من يسألك ” ما الذي تريدني أن أكون عليه بعد أن جعلتوا مني شخصًا غير مرغوب فيه ، فإنني رغم كل ما بداخلي لكم ، وصفوتني كما لو إنني شبح يطارد أحلامك ، بعد أن كنت لكم طيرًا يحلق في السماء من أجل أن ينزل بأحلامك إلى الأرض حتى تستطعون لمسها “.

 

أصبحت شخصًا لديه انعدام الرغبة في حياته كما لو إنك تعديت سن اليأس وتقف منتظرًا قطار إنتهاء رحلتك ، ولكن بداخلك شابًا في بداية حياته متعلقًا بالحياة يأبى الرحيل قبل أن يلمس أحلامه بيده كما لمسها الآخرين ، ولكن صوت سن اليأس يعلو فوق صوت قلبه راغبًا في الرحيل عن عالمًا بات لا يرغب فيه ، فهو حائرًا في ذاك الشاب المولع بالحياة وإكتشاف ما بينها وبين الشيخ المُسن الذي أصبح لديه انعدام الرغبة في الحياة التي لم تكن مُنصفة له يومًا ما.

 

ولكن نهاية لم تكن الحياة دومًا منصفة ولكن هناك الله سبحانه وتعالى مُنصف لنا ودومًا يبعث لنا أملًا لكي تتجدد رغبتنا في الحياة مرةً أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا