أخبار مصرالتاريخ والآثار

العلاج بالأعشاب في مصر القديمة

بقلم/ أماني حمام زغلول

 

عرف المصريون خصائص النباتات والأعشاب الطبية .. أدركوا مزاياها وفوائدها.. استخلصوا موادها الفعالة وكانت خير علاج لكثير من الأمراض ولراحة البشرية، واكتشف الأطباء والكهنة منذ عصورهم المبكرة علم الصيدلة والكيمياء.. وكيف لا !! ولفظ كيمياء مشتق من الكلمة المصرية القديمة ((كمت)) .. ومازال العالم الحديث يستخدم الكثير من الألفاظ والعبارات العلمية في هذا العلم التي يرجع إلى أصول مصرية.

 

تعود الحضارة المصرية الى اكثر من 4000 سنة  قبل الميلاد،وكان الطب عندهم خليطا من (السحر     والشعوذة) . وقد ميز المصريون القدماء مهنة الطب عن بقية المهن الاخرى. فلم يسمح بمزاولتها إلا للكهان الذين كانو يدرسون الطب في معاهد خاصة ملحقة بالمعابد تسمى (بيوت الحياة). واشترط أن يكون الكاهن قوي الإيمان طاهر القلب . وكان الطبيب يعلق على منزله شعار الطب (الكوبرا المقدسة) لما ترمز إليه من معنى القوة.

 

وكان امنحوتب (ومعنى اسمه الذي أتى سالما ) من أشهر الأطباء في مصر القديمة . ويرجع عهده إلى الأسرة الثالثة. عام ،واعتبروه إلها للطب وأقامو له المعابد والتماثيل وقدمو إليه القرابين .ومازالت مظاهر حياة المصريين القدماء منقوشة على جدران المعابد والقبور وفي اوراق البردي ،اوراق البردي ، وبالرغم مما خالط الطب المصري القديمالطب المصري القديم من السحر والشعوذة والطلاسم إلا انه كان متقدما على غيره .ويتضح ذلك من أن جزءا كبيرا من طب أبقراط وديسكوريدس وهم أشهر أطباء الإغريق والرومان .

 

مأخوذ عن الطب المصري القديم ،وقد اعتمد المصريون القدماء في تحنيط جثث الموتى وحفظها من التلف على بعض النباتات ،كالكتان والحناء ونبيذ البلح (العرقي) ونشارة الخشب وثمار العرعر والبصل والقرفة وخيار شمبر والمر واللبان والصمغ إلى جانب ملح النطرون .
وفرت لنا البرديّات دليلًا على بعض الإجراءات العلمية الصحيحة،وأشهر البرديات الطبية الباقية منذ عصر الفراعنة تعتمد متونها على العلم إلى أقصى حد .

 

فهي تضم الوصفات الطبية وطرق تحضيرها .ولذلك فهي تعد من أقدم دساتير الأدوية في تاريخ العلم والعالم . وقد سميت هذه البرديات بأسماء مكتشفيها .أو الأماكن التي اكتشفت فيها أو تحفظ بها حاليا ،وعُثر على عدد من الوثائق المكتوبة التي تصف الممارسات الطبية المصرية القديمةمن بينها.

بردية إيبرس الطبية

1- برديّة إيبرس:

اكتشفت في الأقصر . ويعود تاريخها إلى عام 1552 ق.م. ومن العقاقير النباتية التي ذكرتها البردية: زيت الخروع كعلاج للإمساك وكدهان للشعر . والثوم والبصل وكزبرة البئر والكرفس والشبت والكمون والينسون والشمر والقرفة وجذور العرقسوس وبصل العنصل والرمان للديدان وضد الاسهال . والزعفران والجميز والتين وغيرها من النباتات . وهذه البردية محفوظة الان في متحف ليبزج بالمانيا

2-بردية هيرست

تحتوي على مائتين وخمسين تشخيص ، وعدد كبير منها يعالج العظام المكسورة وعضة الحشرات والحيوانات ، و تحتوى على عدد من الوصفات الطبية المختلفة عثر على هذه البردية فلاح مصرى من دير البلاص “بمحافظة قنا” فى عام 1901م ، وسلمها لجورج رايزنر”أحد أهم علماء الآثار فى العالم” ، حيث كان وقتها مُشرف على حفائر السيدة هرست فى هذه المنطقة.

تعود البردية إلى عهد الملك تحتمس الثالث أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر وتحتوى على عدد من الوصفات . حيث تضم وصفات نباتية لنمو الشعر من بذر الخل وحب العزيز . إلى جانب وصفات أخرى من ماء الشعير والعسل والدهون النباتية والزيوت . وهذه البردية محفوطة في جامعة كاليفورنيا .

بردية إدوين سميث

3-بردية سميث

اكتشفت في الاقصر ويعود تاريخها الى عام 1700ق.م مكتوبة بالحبر الاحمر والاسود , وتحوي وصفات وتعاويذ لتحويل الكهل إلى شاب
كما تقدم وصفا من الحالات الجراحية والأورام والقروح وكيفية علاجها . والبردية محفوظة بالجمعية التاريخية بنيويورك .

3-بردية برلين :

وتعود إلى عهد رمسيس الثاني (الأسرة التاسعة عشر ) وتحتوي على 170 وصفة طبية لعلاج كثير من الأمراض التي كانت متفشية في ذلك العهد. والبردية محفوظة الآن بمتحف برلين بالمانيا .

بردية لندن
وتحتوي على وصفات لعلاج العيون والحروق وامراض النساء . وهي محفوظة الان بمتحف لندن

بردية كاهون لأمراض النسا والولادة

4- بردية كاهون

وتعود الى الأسرة الثامنة عشر (عام 1900 ق م ) وقد اكتشفت بمنطقة اللاهون الأثرية بالفيوم ,ومنها اشتق اسمها . وتحوي البردية 35 وصفة طبية لأمراض النساء والولادة , وهي محفوظة في متحف المتروبوليتان بنيويورك .
وهذه البردية تعد تحفة علمية لا تقدر بثمن اشتراها عالم الأثار الإنجليزي فلندرز بتري بقروش معدودة من نابشي القبور الذين نهبوا وضيعوا ثرواتنا وعلمنا ليتعلم العالم كله منها كم كان في مصر من علم ومعرفة من ثقافة وريادة في كل العلوم والفنون وليعرف العالم أن مصر كانت هي النور الذي أضاء ظلمة البشرية وخطى بالبشرية كلها من عصر الهمجية ..إلي عصر الإنسانية.

 

ولقد تمكن العلماء من معرفة النباتات الطبية من النقوش التي عثر عليها على جدران المعابد حيث رسمت بجوار اسمائها او عثر عليها إلى جانب الموميات . وأشهر هذه النباتات :السنط والصفصاف. والبلح والدوم والتين والجميز والرمان والعنب والزيتون . والخس والكراث والثوم والبصل والخبيزة . والشعير والكتان واللوتس الاحمر والازرق والنعناع الاخضر , والترمس والحلبة والحناء وحبة البركة والقرنفل وحب العزيز والعرقسوس والصبار والحرجل والبابونغ وحصا لبان وغيرها .

 

واهتم قدماء المصريين , بصفة خاصة , بشجرة نبات الخروع لإعتقادهم بفائدتها في شفاء الصداع , فكانو يسحقون فروع الشجرة ويمزجون المسحوق بالماء ويضعون كل ذلك على الرأس. أما المصابون بالإمساك فكانو يمضغون بضع بذور من ثمرة الخروع من أجل طرد الفضلات كما استعملو شجرة الخروع لتنمية شعر النساء وكانو يحصلون على زيت الخروع من عصر البذور .

 

هكذا عرف المصريون القدماء طرق طبيةمتطورة، جمعت بين العلاجات الروحية والعلاجات العشبية والجراحة وسمحت لنا سجلاتهم المكتوبة بمعرفة أفكارهم على الرغم من عدم دقة ما توصلوا إليه، لكن بعض من نظرياتهم وممارساتهم لم تكن مختلفة كثيرًا عما نعرفه اليوم.

المصادر:

التدواى بالأعشاب في مصر القديمة ،ليز مانكه ، ترجمة أحمد زهير
عجائب الطب الفرعونى القديم والتدواى بالاعشاب ،محمد فتحى عزازى

إقرأ أيضا:-

ذوي الإحتياجات الخاصة في مصر القديمة

مستحضرات التجميل بين الماضي والحاضر

طب الأعشاب القديم وما يجب استخدامه للبقاء بصحة جيدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا