اضطراب القلق .. أسبابه
كتبت: تقى سيد
أحيانا يشعر الفرد بقلق وخوف كبير من اللاشيء فيجعله ذلك يعاني في حياته إذا لم يتخطى ذلك، لا شك أن الجميع يشعر بالقلق والخوف ولكن إذا زاد الشيء عن حده أنقلب ضده فإذا زاد نسبة القلق والخوف عن اللازم يصبح عائقًا في حياة الشخص.
دعونا نغوص قليلا بحياة المريض ومهما حاولنا فلن نصل لما يشعر به هذا الشخص.
اضطراب القلق هذا الاسم الذي من الممكن أن يكون لأول مرة يطرق مسامعك يجعل المصاب يعاني كثيرا فحياة الشخص المصاب بذلك تكون مختلفة ومن الممكن أن تكون كثيرة الاختلاف عن الأشخاص الطبيعيين فهو يشعر دائما بقلق مبالغ فيه إذا ذهب لمكان بمفرده يشعر بخوف وكأن العالم في الخارج سوف يبتلعه إذا رأوه يسير وحده في الطرقات، يشعر بخوف من خوض علاقات وتجارب جديدة فهو يخاف من أن يكون عبءً على الطرف الأخر وهذا يجعله خائفًا من أن يتركه في منتصف الطريق ولا يجد من ينتشله من جيبات الغب فيعود تائهًا من منتصف طريقه هذا، بالإضافة إلى القلق والخوف الطبيعي الذي يشعر به الجميع قبل دخول الامتحان فهذا المصاب يكون خوفه وقلقه مبالغ فيه يصل إلى اضطراب في النوم إذا أنعم به من الأساس وبالإضافة إلى مصاحبته ببعض الآلام بأعضاء في جسده.
أسباب اضطراب القلق:
يعتقد العلماء أن الناقلات العصبية مثل: النورأدرينالين والسيروتونين تؤثر في حدوث اضطراب القلق.
والقلق له أنواع كثيرة ومنها:
1- خوف الخلاء (Agoraphobia): وهذا النوع يجعل الشخص يهاب الأماكن المزدحمة والأماكن العامة بالإضافة إلى الميادين.
2– اضطراب القلق المعمم (Generalized anxiety disorder): ويعتبر هذا النوع هو الخوف من خوض أي تجارب حياتية أو القيام بأي نشاط حتى الأعمال الروتينية يصبح قلقا منها.
3- اضطراب الهلع (Panic disorder): وهذا النوع يمكن أن يصل المصاب به إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل: سرعة ضربات القلب وضيق التنفس بالإضافة إلى الشعور بألم بالصدر وهذه تعتبر سلاسل من القلق والخوف المتزايد والمتواصل لأقصى حد خلال دقائق قليلة جدا.
4- الصمت المُختار (Selective mutism): وهو أن تفشل في التعبير عن الكلام في مواقف محددة مثل: خوف الأطفال من الكلام وهم بالمدرسة وهذا نراه كثيرا حولنا.
5- وهناك نوع آخر يكون ناتج عن حالة مرضية مسبقة: مثل الإصابة بحالة صحية معينة مسبقًا مثل مرض السكري وأمراض القلب.
6- الخوف من الانفصال: ويعتبر هذا الاضطراب اضطراب طفولي ويجعل الأطفال خائفون من انفصالهم عن الوالدين.
7– الاضطراب الاجتماعي: وهو الخوف من الأحداث الاجتماعية والانخراط بها، فيجعل الشخص قليل الثقة بالنفس بالإضافة إلى شعوره بالخجل.
ما هي أعراض مرض اضطراب القلق؟
تختلف الأعراض من شخص لآخر، ومنها:
– الصداع.
– العصبية والتوتر.
– الارتباك.
– صعوبة في التركيز
– العصبية وقلة الصبر.
– التعب.
– غصة في الحلق
– الأرق.
– الشعور بتوتر في العضلات.
– ضيق في التنفس.
– آلام في المعدة.
وهناك أعراض أخرى باختلاف الحالة:
تبدأ نوبة القلق أحيانًا كثيرة في سن مبكر، يشعر فيها الفرد بأنه قلق و فاقد للأمان دائما وإن لم يستدعِ الأمر لذلك، بالإضافة إلى أن هذا الشخص يصبح أحيانا تفكيره سلبي ويتوقع دائما أن هناك شيئا سيئا سوف يحدث وإن لم يكن هناك خطر عليه فهو شعور مترسخ بداخله وهو “الخوف”.
عوامل الخطر لاضطراب القلق
هناك عوامل متعددة من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض اضطراب القلق وخاصةً القلق المعمم وتشمل:
1- الطفولة القاسية
الأطفال الذين مروا بصدمات في حياتهم أو شاهدوا موقف مؤلم أمامهم مثل وفاة شخص عزيز أو الإصابة بأمراض خطيرة هذه الأشياء تجعلهم يصابون بنوبة من الخوف والقلق ويصبح خوفهم من المستقبل كبير.
2- التوتر النفسي
تراكم الضغط والتوتر النفسي يُولد بداخلك شعور بالقلق مثل المرض الشديد قبل دخولك الامتحان يجعلك بداخل ضغط كبير مما يسبب لك توتر نفسي والذي ينتج عنه اضطراب القلق المعمم.
3- الشخصية
هناك أشخاص يمتازون ببعض المزايا في شخصيتهم وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالإضافة إلى الأشخاص الذين يفقدون الأمان بحد كبير ويكونون بحاجة للاحتياجات النفسية مثل صداقة آمنة وبيت آمن وغيرها من العلاقات التي تشعر الشخص بالأمان أو تسلبه منه هذا يجعلهم عرضة للإصابة أيضا.
4- عوامل وراثية
ينتقل اضطراب القلق المعمم وراثيا فمن الممكن أن يكون هناك تاريخ عائلي للمصاب جعل هذا الاضطراب ينتقل من جيل إلى آخر.
مضاعفات اضطراب القلق
اضطراب القلق ليس فقط يشعرك بالخوف والقلق المبالغ ولكن من الممكن أن يسبب أيضا أمراض خطيرة وصعبة ومنها:
– الصداع
– الشعور بالاكتئاب والأرق.
– استعمال مواد تسبب الإدمان واللجوء لها.
– اضطرابات بالمعدة سواء هضمية أو معوية.
– صرير الأسنان وهو: احتكاك الأسنان ببعضها بشدة مما قد يسبب تلف الأسنان.
كيفية الوقاية من اضطراب القلق؟
– عادات نوم جيدة والنوم والاستيقاظ بمواقيت محددة وهذا يمنع الأرق قليلا بالإضافة إلى أخذ عطلة نهاية الأسبوع.
– نشاط منتظم فهذا يساعد على النوم الجيد.
– تجنب القيلولة أو الحد منها قليلا.
– قلل من استخدام مادة النيكوتين.
– اجعل غرفة نومك تشعرك بالراحة ولا تحاول الدخول بها سوى بمعاد نومك.
– قم بفعل نشاطات تحبها قبل وقت نومك مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ.
