مقالات

حب الوصول للكمال وإدعاء المثالية

كتبت: حنان شوقي 

 

لماذا نظل نبحث عما يرضينا دائمًا وما يرضينا ليس يشوبه عيب أو خلل وذلك لأن الجميع يبحث عن الكمال ولكن ما لا يدركه البعض أن الكمال لن يحدث أبدًا وأن المثالية لن تتحقق فهي معادلة تصعب على الجميع .

حب الوصول للكمال وادعاء المثالية
حب الوصول للكمال وادعاء المثالية

 

الكمال والمثالية لن يتحققوا سويًا سوى باللإدعاء من يبحث عن الكمال يدعيه بشكل ملفت للإنتباه ليس هناك شخصًا كاملاً كُلنا نحمل بين طياتنا المزيد من العيوب والثغرات التي تعرقل وصولنا للكمال وبما أننا نحمل الخير والشر سويًا داخلنا فلا داعي من البحث عن الكمال كثيرًا سنظل نخطئ حتى ندرك عدم المثالية والكمال داخلنا .

 

حتى إن حاولنا الوصول فالأمر ليس بتلك البساطة التي ينظر بها البعض قد يصل الأمر للنفاق بعض الأحيان حتى تحافظ على تلك الصورة الملائكية التي لا يشوبها عيب واحد ، الغريب أننا جميعًا نعلم أن الكمال لله وحده ومن الطبيعي أن نخطئ أحيانًا ونستقيم أحيانًا أخرى كي نستغفر الله ونذهب له نادمين نبغى رضاه وهذه سُنة الحياة .

 

إن لم نخطئ سيأتي الله بقوم آخرون ليخطئوا كي يتوب عليهم ويستبدلنا بهم لأننا لسنا بملائكة .. مجيئنا الحياة و نزولنا من الجنة للأرض له حكمة قد يعظم على البعض معرفتها أو بالمعنى الأصح يقينها لأن الغالبية العظمى تعرفها ، نحن جئنا من العدم لنصل للعدم وما بين العدم والعدم حياة لابد من العيش بها بكل ما فيها كي تصل لما بعد العدم .

يتساءل البعض وماذا بعد العدم ؟!

بعد العدم الحياة الكبرى .. الخلود والعيش بنعيم الجنان أو ما لا يريد الجميع الوجود به ، هل ستضحي بالخلود من أجل بعض السنوات القليلة بالدنيا !!
هل الدنيا أخير عندك من جنات النعيم !!
زائلة وإن لم تكن الآن فتكن في وقتً ما وليس عليك بالكمال لم يُطلب منك بل عليك بأن تعيشها مسالم تعلم ما لك وما عليك جيدًا فلا تسحبك الدنيا كثيرًا وتجبرك على التلون كي تصبح الشخص الكامل المثالي الذي لن يكون داخلك أبدًا ، لا تجعل الحياة تسحبك لما لا يرضي الله و ترغمك على تصديق نفسك في وهم لا يطول ولا تجعل الغرور ينهمر عليك كي تثبت ما أنت عليه وتصل لما لا يرضي الله وتصبح مسخ ينافق الجميع كي يصبح مثالي أكثر من اللازم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا