مقالات

الطلاق وضحاياه 

 

بقلم :نور عبد المنعم الحوفي

 

أبغض الحلال ولكنه حلال ، يحدث عندما ينتهي الأمر بالزوجين إلى النهاية التي لا سماح ولا فرصة في بداية جديدة ، يحدث عندما يجد كلًا من الطرفين إنعدام الرغبة في الآخر ، عندما تنتهي سبل الحياة بينهم ، كما لو ينقطع مجرى الماء وتجف أرض العطاء حتى تصبح كاحلة بدون ماء ولا زرع وإن وجد الزرع سيكون ضعيفًا تأتي عليه الحياة وعواملها بكل سهولة حتى تقضي عليه وهو” الطلاق“.

الطلاق وضحاياه 
الطلاق وضحاياه

 

الطلاق هو حالة واقعية تحدث بين الزوجين عندما تنتهي المحبة بينهما ولكنها في بعض الأحيان لا تتحول إلى كره لأن هناك حالات بينهم طلاق وما زال يكن كلًا منهم للآخر كل الحب والتقدير ولكن يُوضع ذلك حتى بند الحب من أجل ضحايا هذه الزيجة ، الضحايا التي لم يلتفت لها القلب عند طلب الطلاق، القرار الذي قاما بتنفيذه الوالدين تاركين نتائجه على الأبناء.

 

نرى عزيزي القارئ بأن الطلاق زادت نسبته ومع كل مرة تسقط بيوت وتسقط أبناء ربما لم يكن السقوط ماديًا بل أن سقوطه يكون سقوط نفسيًا لم يتحمل نتائج هذا السقوط ومعاناته سوى الضحية فقط وعلى هذا فقط كانت أسباب الطلاق ربما المتعارف عليها بالشيء الواضح الصريح :-

الطلاق وضحاياه 
الطلاق وضحاياه

١_زواج القاصرات

زواج القاصرات أصبح وسيلة لبعض الآباء من أجل أن يتقاضى من وراء زوجها بعض الأموال حتى يقلل من ثِقل أعباء الحياة عليه بأن يجعلها في يد رجلًا آخر ، ربما لم يكن هذا هو السبب الواضح وأن لم يكن، فما هو السبب الذي يدفع الأهل إلى زواج أبناءهم في أعمار لا تتعدى الخامسة عشر عامًا؟!

 

٢_الرغبة في الاكتشاف

نعم عزيزي القارئ الرغبة في الاكتشاف هو ما يدفع بعض الشباب إلى الزواج دون النظر إلى فيما بعد ذلك فهو لا يفكر كيف سيقام البيت وما به ، هو فقط يفرح بأنه سيقال عليه شخصًا متزوج .

 

٣_إنعدام الخبرة في الحياة الزوجية

وهذا ما يترتب على الرغبة في الاكتشاف.

 

٤_عدم تحمل المسؤولية للطرفين

فكل منهما يظن بأن الزواج هو إقامة الأفراح وغيرها من مراسم الزواج دون معرفة الزوج والزوجة ما عليهما من مسئولية إتجاه كلاً منهما الآخر وإهمال كلا منهما مسئولية البيت الذي يظنون أنه عبارة عن بعض المزح والمرح فقط .

 

٥_السويشيال ميديا

السوشيال ميديا هي عبارة عن وحش مُتخفي في ثوب يرى بأنه معلوماتي ولكن ثوبه الحقيقي هو وحش كاسر ، السوشيال ميديا جعلت عقول الشباب لديهم سقف توقعات يفوق الواقع بلا لم تجعل لهم سقف بل جعلت توقعاتهم تحلق في السماء ، فإذا تزوج الفرد ولم يجد ما صورته له السوشيال ميديا ، تقم الحروب على الطرف الآخر ومن هنا تبدأ مشكلات الزواج وما يترتب عليها.

 

ولكن في كل ذلك لم يحمل الأهل همًا لتلك الثمرة التي تأتي نتاج ذلك وما مصيرها هي ثمرة الأبناء التي تكون هي الضحية في كل ذلك ، هي التي تكون في مهب الريح تأخذها حيث تشاء دون من يقف بجوارها فكلاً من الآباء اختاروا طريقهم بأنفسهم، تاركين وراءهم حطام حياتهم تكمل عليه الحياة حتى يصبح رمادًا.

 

الزواج لم يكن مجرد إقامة الأفراح ، الزواج هو إقامة الفرد بنفسه ، هو التعمير في الأرض وليس التخريب فيها ، الزواج هو المودة والرحمة التي تُبنى بها البيوت وليس البغضاء والخراب ، الزواج هو روحين تتجمع في روح واحدة، الزواج هو اقتسام رغيف العيش حتى لا يعرف الغريب بأن هناك فردًا بات جائعًا ، الزواج هو حياة تبدأ وليست حياة تنتهي مع بدايتها ، تاركة وراءها أملًا كان في بدايته ، الزواج هو الاستقرار .

 

على كل مقبل على الزواج أن يعرف ما هو الزواج قبل الدخول فيه ، يجب أن يعرف قيمة نفسه هل هي قادرة على الغوص في تلك الحياة التي تختلف تمامًا عن ذي قبل ، يجب أن يعرف بأن الغاية من الزواج هو إعمار الأرض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا