المرأة والحياة

عندما يتحول الحب إلى إدمان

كتبت – مايا أحمد زكي:

لا شك أن الإخلاص في الحب أمر يتمناه كل مُحب، وأن المحبوب يشكل ركنًا هامًا من أركان الحياة، ومن الواجب على كل محب أن يكرم محبوبه وأن يلبي احتياجاته ليجد في المقابل إرضاءً لحاجته، ولكن في النهاية الحب مثله كمثل أي شعور في الكون، له مسار محدد إذا انحرف عنه نتج عن ذلك خطر كبير على الفرد، فماذا إذا انحرف الحب وتحول إلى الإدمان؟

عندما يتحول الحب إلى إدمان
عندما يتحول الحب إلى إدمان

إدمان الحب بين الخرافة والواقع:

لأول وهلة قد تظن أن الحب لا يصلح لأن يتحول إلى إدمان، أو أن هذا الأمر خرافة لأنك لم تسمع به من قبل، لكن الحقيقة عزيزي القارئ أن إدمان الحب موجود بالفعل وقد تكون أنت غارق في ذلك الإدمان أو تعرف من هم غارقون فيه لكنك لا تعلم أن ذلك الأمر هو إدمان وليس حبًا طبيعيًا سويًا.

بعض سمات الحب الطبيعي:

الحب الطبيعي الذي يجري في مجراه السليم، يكون فيه توازنا، فلا المحبوب يسطو على كل جوانب الحياة، ولا كل جوانب الحياة تطغى على وجود المحبوب فتلغيه، كما أن المنح فيه يتسم بالحكمة والمنع فيه أيضا كذلك، وهذا لا يقلل أبدا من قوة شعور المحب بالحب تجاه شريك حياته لكن القوة المتزنة بلا شك أفضل بكثير من القوة الطائشة المؤذية.

عندما يتحول الحب إلى إدمان
عندما يتحول الحب إلى إدمان

بعض سمات مدمني الحب:

حين نتحدث عن إدمان الحب نجد أنه منافٍ لطبيعة الحب الرقيقة الرزينة، حيث نجد أن المحبوب فيه يسيطر على مجمل أفكار المحب، ويتفرغ فيه المحب لشريك حياته فقط، فيهمل نفسه وأحلامه وكل الأنشطة في حياته ولا يضع صوب عينيه إلا المحبوب فقط، فهذا وبلا شك يؤثر سلبًا عليه ويجعله ضعيف الشخصية ويجعل منه شخصا فاقدًا لهويته الحقيقية.

هيستريا العطاء:

ينتج عن ذلك أن المدمن للحب ينتظر من شريك حياته ما يقدمه له، وحين يعجز عن سد حاجته يشعر بالألم والضيق بشكل كبير، فإدمان الحب يضغط على طرفي العلاقة، طرف يمنح بشكل جنوني وبالمقابل طرف آخر ينتظر العطاء بشكل جنوني أيضًا، والطرف الثاني يعجز عن المنح بهذا الشكل الهستيري لأنه مناقض لطبيعة شخصيته.

أعلى مستويات الغيرة:

في هذا النوع من الإدمان تكون الغيرة في أعلى مستوى لها، فيود مدمن الحب أن يغلق كل الأبواب على محبوبه حتى لا يصل له أحد، يود أن يكون ملك له فقط وبالتالي يبتعد به عن أحلامه وعن حياته بأكملها، فبلا شك إذا كان الطرف الآخر غير مدمن للحب سيود أن يكسر تلك القيود ويفر بعيدًا.

وفي النهاية، لابد أن نعلم أن الحب الطبيعي هو الحب الذي يمدنا بأسمى معاني الحياة، لكن إدمان الحب هو ما يسلبنا إياها، فقد يعتقد البعض أن الحب الجنوني الهستيري الذي يسببه إدمان الحب هو أمر جيد، ويتمنون لو أن يحبهم أحد كهذا الحب، لكنهم سوف يعانون فيما بعد، فالأفضل دائما هو الشعور الطبيعي الرباني الذي فُطرنا عليه، ليس الذي أدمناه في حياتنا.

مراجعة :حنان مرسي

إقرأ أيضا:

الخاطبة الإلكترونية أخر صيحة في الزواج

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا