الحياة بعد الموت

 

بقلم/ هايدي محمد جعفر

تأثر موقف المصريين القدماء من الموت بإيمانهم بالخلود. واعتبروا الموت انقطاعا مؤقتا ، بدلا من وقف الحياة.

لضمان استمرارية الحياة بعد الموت ، أكرم المصريون القدماء الآلهه ، خلال وبعد حياتهم على الأرض. وعندما يموتوا ، يتم تحنيطهم حتى تعود الروح إلى الجسم ، وإعطائها التنفس والحياة.

و تُوضع معدات منزلية أطعمة وشراب على موائد خارج حجرة دفن المقبرة لتلبية احتياجات الشخص في العالم الآخر. كما تُدرج نصوص جنائزيه مكتوبة مؤلفة من تعاويذ أو صلوات لمساعدة الموتى في طريقهم إلى العالم الآخر .

و لتحضير المتوفى للرحلة إلى العالم الآخر ، يتم إجراء مراسم “فتح الفم” على المتوفى من قبل الكهنة.

هذه الطقوس المفصّلة تضمنت التطهير ، التبخير (حرق البخور) ، و المسح و التعاويذ  ، بالإضافة إلى لمس المومياء بأشياء طقوسية لاستعادة الحواس مثل القدرة على الكلام ، اللمس ، الرؤية ، الرائحة والسماع. تعود مراسم “فتح الفم” إلى العصر الاهرامات على الأقل.

وقد أجريت في الأصل على تماثيل الملوك في المعابد الجنائزية الخاصة بهم.و بحلول الأسرة الثامنة عشرة (المملكة الحديثة) ، كان يتم تنفيذه علي المومياوات.

اعتبرت الرحلة إلى العالم الآخر مليئة بالخطر.

عند وصول المتوفي إلى مملكة دوات (أرض الآلهة)، عليه أن يعبر من خلال سبع بوابات، و يتلو بدقة تعويذة سحرية عند كل محطة. و إذا  نجح  يتم الوصول إلى قاعة أوزوريس، مكان المحكمة.

و هناك يقوم آلهة الموتى بطقوس « وزن القلب » لتحكم هل كانت أعمال الشخص الارضية فضيلة. ويشرف على وزن القلب الإله أنوبيس ذو رأس ابن آوى، و يسجل الحكم تحوت (چحوتي)، إله الكتابة.

ويستمع  42 من الآلهة إلى اعترافات المتوفين الذين يدعون أنهم أبرياء من جرائم ضد النظام الاجتماعي الإلهي والإنساني. ثم يتم وُضع قلب الشخص على ميزان، يقابله ريشة تمثِّل ماعت، إلهة الحق والعدل. فإذا كان وزن القلب مساويا للريشة، يكون الشخص مبرَّرا ويخلد. إذا لم يكن كذلك، فقد التهمته الإلهة (أميمت) وهذا يعني أن الشخص لن ينجو في الحياة الآخرة. عندما يجتاز الفرعون الاختبار، يتوحد مع الإله أوزوريس. ثم يسافر عبر العالم السفلي على مركب الشمس يرافقه الآلهة، للوصول إلى الجنة وتحقيق الحياة الأبدية.

إقرأ أيضًا:_ 

نشأة الدولة العباسية الجزء الثاني

أين بداية ” الفانوس والمسحراتي”