رؤية وابداع

وستمضي الأيام

انجي الجزايرلي

هكذا خاطبت خديجة نفسها تمتعض الألم وتحاول إثبات قوتها أمام الأيام كم مرت بها أيام ثقال لا يكاد الدمع ينضب إلى أن مرت ليال و شهور وهي تخفي حزنها تارة بينما تنفر دمعة ثائرة تارة أخرى تلاحقها يدها على تمهل كي لا تدع الباقر يفر وتسيل الدموع كم مر من وقت عن مقابلتها إياه .

كم كانت روعة البدايات عندما التقيا ذلك اليوم في عرس ابنة خالتها نورين كان من المدعويين من أصدقاء خالد يدعى سيف الدين شاب وسيم عيناه جذاباتان صوته ساحر هاديء ذو طابع حسن وغمازة شمالية أسمر الشعر قمحي البشرة فارع الطول تراه وكأنه أحد جانات السينما في الستينات كان يعمل ببنك دولي صديق خالد ونورين منذ الجامعة أما أنا فكنت فتاة بسيطة هادئة حزينة لأني فقدت والديا وقامت جدتي لأمي بتربيتي كنت متفوقة لكن فضلت كلية الصيدلة عن الطب البشري وها أنا في السنه الرابعه.

عندما تلاقت عيوننا حدث مالم يكن بالحسبان وجدت قلبي يرتجف رجفة لا أعرفها من قبل من دون الفتيات التي كن بارعات الجمال يبدين زينتهن أما أنا فكنت أبسطهن زينة لا يوجد إلا حمرة الخجل حتى فستاني ارتديته بسيط جدًا من اللون الفيروزي .

وبعض الحلي الأرق والأبسط لكن وجدته يتركهن وينظر لي بابتسامة لم أنساها أبدًا بدأ قلبي وقتها يدق دقات متسارعة مابين فرحة ومابين خوف أما هو فلم يفلتني من نظراته إلى آخر الحفل ومرت بضعة أيام وذهبت لنورين فكانت ابنه خالتي المقربة تكبرني بعام فوجدته وأنا ارتاد مصعد عمارة نورين يحمل زهورًا فكاد قلبي يسقط بين يديه وازدادت حمرة وجهي توهجًا وعيناي لا تقوى للنظر إليه فإنه سحرني حقًا

أما هو فابتسامته الجميلة تزين وجهه تنم عن غمازته الساحرة .

وبصوته الحنون الرخيم قال السلام عليكم أنا سيف الدين صديق خالد ونورين اعمل معهما بنفس البنك فوجدتني أرد أنا وعليك السلام أنا د خديجة ابنة خالة نورين أهلًا بك

قلتها بصوت يرتجف من الخجل ومحاولة لاتزان النفس طرقنا الباب فتح خالد بابتسامته البشوشة كعادته ونوع من التعجب وجاءت نورين تستقبلني وهي تضمني بابتسامه ماكرة تهمس لي كيف التقيتم؟! فتخضب وجهي بحمرة الخجل وقلت لا أعرف، لكن ركبت معه المصعد ووجدته يعرفني هذا كل ماحدث وفقط والتزمت الصمت طيلة الوقت وهو لم ينزلني من عينه لحظة وياللعجب فطيلة الوقت يضحكان هو وخالد كم هو ساحر حديثه عذب وخفيف الظل صوته يدغدغ مشاعري ابتسامته تسحر لبي وقلبي استاذنت نورين وغادرت مودعة إياهم وقلبي تركته لديه تمنيت حينئٍذ أن الوقت لايمر ولا أفارقه لكن هكذا القدر لكنه سرعان مالحق بي وودعني وهو يبتسم ابتسامة غامضة

في اليوم التالي وجدته عند باب الجامعه يطلب مقابلتي رفضت لكن مع إصراره قبلت وتعددت اللقاءات وازداد حبي له وتعاهدنا على الخطبة وقد تمت في نطاق عائلي بسيط كم أحببته كم أول لمسة يد أول كل شئ أول رجل يدخل لقلبي

وبدأنا التخطيط لحياتنا وتجهيز منزلنا ومرت الأيام هادئة إلى أن ظهرت هي خالته السيدة صافيناز شركس سيدة الأعمال والتي كانت بامريكا ومعها ابنتها نهال فتاة رقيقة بارعة الجمال حينما التقينا بادرتني خالته بنظرة متفحصة غاضبة تحمل حسرة وتكبر ومشاعر لا أعرف كيف أصفها

وبدأت مآساتي فبدأت خالته تبحث عن قصة موت أبي وأمي وعرفت الحادث المروع وأنه قد توفي بعد أزمة قلبية بعد اتهامه باختلاس مبلغ ما من محل عمله لكن هو برئ لكن لم تظهر براءته إلا بعد موته بسنوات حينما اعترف السارق وهو يحتضر بظلمه للسيد أحمد منصور والدي الغالي لكن ولم تتحمل أمي فراقه و ماتت بعده بشهور قليله وأصبحت أنا ابنة السارق أعيش مع جدتي في حزني ولا أعرف كيف أثبت براءتي ووالدي الغالي حتى بعد تبرئته ضمنيًا لم ينس المجتمع ذلك ووجدتها فرصة السيدة صافيناز للتفرقة بيني وبين حبيبي الذي هالني موقفه كيف أحبني ويتركني هكذا دون التحري دون أن يتمسك بي لكن كفكفت دمعي ولملمت حزني ورحلت في صمت وخيبة كل احلامي معه اندثرت

وتواريت أحمل الحزن وأحاول القوة والثبات والتحقت بالعمل الحكومي بأحد المستشفبات وشركة أدوية شهيرة وكرست حياتي للدراسة والعمل ولكن بقلبي وخزة لأني لازلت أحبه

أتذكره لا أنساه ودعوت ربي أن أنساه وستمضي الأيام قطعًا وساجتاز تلك المحنة لكن هل سألتقي بمن يجعلني أنسى حبه فهو تركني مع أول موقف وهنا يعرف من يحبك فالأمان أهم من الحب فقط.

تمت.

إقرأ أيضاً:

سجين

عودة للحياة

صنيعة القدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا