التاريخ والآثار

كنيسة القيامة

بقلم الأثرية/ أسماء أحمد أبو قرن 

كنيسة القيامة من الكنائس المسيحية القديمة التي تتمتع بتاريخ حافل، وبمميزات معمارية وفنية قيمة ، حيث تقع في قلب البلدة القديمة ( القدس) ، وقد بنيت في موقع “الجلجثة” وهو مكان الصخرة التي يعتقد أن المسيح قد صلب عليها.
تعتبر هذه الكنيسة اقدس الكنائس المسيحية وأكثرها أهمية، وهي واحدة من أشهر مواقع الحج علي وجه الأرض.
وهي تخص جميع الطوائف المسيحية ، ومقدسة من قبلها جميعا وكما يدل اسمها ، فهي موقع قيامة المسيح بعد موته، إضافة إلي كونها موقع صلبه ومعاناته وموته وقبره حسب العقيدة المسيحية.
وهي أيضا مجمع معماري كبير يضم مجموعة كبيرة من الكنائس الصغيرة .
بدأ البناء في عام 326، وانتهي عام 335
شاركوا المعمارون أو الحرفيون في تصميم المبني بالإشراف الإداري قسيس من القسطنطينية يدعي اوستاتيوس (Eustathius) ومهندس البناء زنوبيوس .
وهذه الكنيسة تعود للعصر البيزنطي

تأسيس الكنيسة بعد اكتشاف الجلجلة..

في عام 314 اعلن الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية بعد أن ظهر الصليب المقدس لوالدته (القديسة هيلاني) في الحلم بعد صلاتها وطلباتها بعودة ابنها سالما من معركة مهمة في حينها .فبدءا في تأسيس كنيسة القيامة من الإمبراطور قسطنطين ووالدته هيلاني، وذلك بعد اكتشاف “الجلجلة” وهي مكان الصخرة التي صلب عليها السيد المسيح؛ حيث بعث قسطنطين مهندساً، يدعى زنوبيوس، لبناء كنيسة القيامة. وقد بدأ في بناء كنيسة قسطنطين في سنة 326، واستمر بناؤها لمدة عشر سنوات إلي أن افتتحت سنة 335.

تضم الكنيسة أربعة عناصر معمارية أساسية: فناءً متقدماً يتوصل إليه عبر ثلاثة أبواب يتقدمهم درج، بازيليكا مشكلة من خمسة أروقة وحنية واحدة، وساحة مكشوفة عبارة عن حديقة، يعتقد أن مكان الصلب (الجمجمة) كان في زاويتها الجنوبية الشرقية، ثم القبر المقدس الذي توسط مبنى دائرياً، وقام أسقف القدس بزخرفة القبر أولا ثم أضاف إليه رواقا، وهذا تم في 384 بعد الافتتاح.

 

موقعها “تلة الجمجمة”

تقع كنيسة القيامة في الحي المسيحي بالبلدة القديمة في القدس الشريف والمذكورة في العهد الجديد؛ حيث يعرف هذا المكان باسم “تلّة الجمجمة”، وهي تنقسم بين الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الأرثوذكسية المشرقية.

لماذا سميت هذه الكنيسة بهذا الاسم؟

سميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبةً إلى قيامة المسيح بعد صلبه وموته من بين الأموات، وذلك حسب الديانة المسيحية، إذ يُعتقَد أنه صُلب يوم الجمعة، ثمّ قام وصعد إلى السماء يوم الأحد، فكان بناء الكنيسة في نفس المكان الذي دفن فيه، وقام منه، وهو ما يطلق عليه حالياً اسم “القبر المقدس”؛ حيث يطلق على الكنيسة أيضا اسم “كنيسة القبر المقدس”.

كنيسة القيامة

النور المقدس وعيد القيامة

يظهر النور المقدس من القبر المقدس سنويا في الوقت نفسه والمكان (أيام عيد القيامة)؛ حيث يكون المكان مزدحما بالحجاج القادمون من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هذه الأعجوبة، وأن ظهوره يكون بأشكال مختلفة لكن عادة يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح، أما أهم صفات هذا النور، يظهرفي البداية على شكل لون أزرق ثم ينقلب إلى ألوان أخرى ولا يحرق، يطير النور بنفسه ليشعل القناديل كذلك يشعل شموع بعض الحاضرين بنفسه حسب التراث أول ظهور للنور المقدس يرجع إلى القرن الرابع أثناء البحث والتنقيب بإشراف القديسة هيلانى قبل بناء الكنيسة.

صلاة عمر بن الخطاب بجانب الكنيسة

تروي بعض المصادر التاريخية أنه حينما دخل سيدنا عمر بن الخطاب أورشليم “القدس”، استقبله المسيحيون وعلى رأسهم البطريرك صفرونيوس الذي سلمه مفتاح القدس، حينها عهد الخليفة الإسلامي على حماية حقوقهم ومعابدهم وحريتهم حسب خطبته التي قال فيها: “يا أهل إيليا لكم مالنا وعليكم ما علينا”. ثم دعاه البطريرك لزيارة كنيسة القيامة، فلبى دعوته، ولما حان وقت صلاة، التفت إلى البطريرك أين أصلي؟ فأجابه البطريرك: في مكانك. ففطن عمر إلى أمر قد

في مكانك. ففطن عمر إلى أمر قد يسبب مشكلة بين المسيحيين والمسلمين فقال: ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا.
وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا المسمى بمسجد عمر.

أشهر الحوادث التي مرت بها

– في عام 614م، احترقت الكنيسة على يد الفرس ليعيد بناءها الراهب “مود ستوس” بعد عامين من الحريق.
– تعرضت لحريق آخر في عهد “الإخشيدي” سلطان مصر 965م. وتم إعادة إعمارها عام 980م، ثم هدمت بكاملها، وبنيت مرة أخرى. حتى جاء الصليبيون وأجروا عليها الترميمات اللازمة، ووحدوا أبنيتها ومعابدها، وجمعوها في بناية واحدة.
– لم يتعرض لها القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من الصليبيين، بل حافظ عليها، واحترم مكانتها الدينية. وفي عام 1808م، أتى عليها حريق كبير، دمر جوانب فنية عديدة، حيث رممت فيما بعد.
– وفي عام 1834م، ضربها زلزال كبير، وتعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل إعادة تعميرها، على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية.
– ثم جاء زلزال آخر عام 1927م أثر على أساساته؛ مما حدا بسلطات الانتداب البريطاني أن تضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية.
– كانت كنيسة القيامة أغلقت أبوابها يوم الأحد الماضي الموافق 25 فبراير 2018 احتجاجا على إجراءات ضريبية فرضتها إسرائيل ومشروع قانون سيسمح لإسرائيل بمصادرة الأراضي التابعة للكنيسة، ثم تمت إعادة فتحها اليوم الأربعاء.

إقرأ أيضًا:_

لا تترك الماضي يأكل الحاضر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا