مقالات

قلعة هوسكا الملعونة

 

كتبت: آيات مصطفى

 

بنيت قلعة هوسكا وسط غابات دولة التشيك في القرن الثاني عشر بأمر من الملك أوتوكار الثاني ملك التشيك .

وقد بنيت القلعة في منطقة نائيه بغابات التشيك فوق جرف صخري شاهق والغريب أن القلعة ليست بجوار المدينة أو حتى على حدودها لكي تستخدم بهدف حراسة وحماية المدينة وإنما هي بأعماق الغابة و وسط الأشجار الكثيفة المتكاتفة والظلام الدامس وفي منطقة منعزلة أذن فما الهدف من بنائها ؟
ولماذا اطلق عليها القلعة الملعونة ؟

قلعة هوسكا الملعونة
قلعة هوسكا الملعونة

 

يقال أن القلعة بنيت خصيصا لسد فوهة الشيطان حيث أن القلعة بنيت فوق حفرة عميقة لا قرار لها وكانت تخرج منها كائنات مخيفة ومتوحشة تهاجم الفلاحين من سكان القرى المجاورة للغابة بل وتخطف منهم أشخاصاً وتسحبهم إلى غياهب الحفرة العميقة بلا عودة .

وعندما وصلت شكاوى الفلاحين والأهالي إلى الملك أوتوكار الثاني لم يستطيع تصديق ما سمع من شكاوى الفلاحين فقرر القدوم بنفسه لمعاينة وفحص تلك الحفرة العميقة وقد أمر الملك بجلب أحد السجناء ممن هو محكوم عليهم بالأعدام بشرط أن يكون شاب يافع وبصحة جيدة بهدف استكشاف الحفرة العميقة .

قلعة هوسكا الملعونة
قلعة هوسكا الملعونة

 

وأخبره أنه إذا نزل الى الحفرة واستكشفها ويعود ليخبرهم ما بداخلها فسيعفو عنه ويخلي سبيله فوافق السجين في مقابل حريته أن يتفقد الحفرة ويتفحصها فما أن ربطوه من خاصرته بحبلاً متيناً وأنزلوه بداخلها حتى غاب عن نظرهم وسط الظلام الدامس الذي يملأ الحفرة حتى بدأ صراخه يزلزل المكان ويملأ الغابة متوسلاً أن يرفعوه من الحفرة وبالفعل تم سحبه بأقصى سرعة وما أن خرج حتى صدم كل من كان متواجد وعلى رأسهم الملك أوتوكار فلقد خرج الشاب من الحفرة ولكنه تحول إلى كهلاً عجوزاً و تحول شعره بالكامل إلى اللون الأبيض وكأنه مر عليه في الحفرة زمناً حتى هرم بداخلها وصار كهلاً على مشارف الموت وهو في الحقيقة لم يتعدى نزوله في الحفرة دقائق معدودة .

قلعة هوسكا الملعونة
قلعة هوسكا الملعونة

 

وعند سؤاله عما رأى بداخل الحفرة فلم يستطيع إخبارهم بشيء وأخذ يهذي و كأنه قد سلب عقله فتم إيداعة في مصحة عقلية وتوفى بعد الحادث بيومين .

وبعد هذه الواقعة أمر الملك ببناء قلعة فوق الحفرة لسد فوهتها وعدم خروج قوى الشر من داخلها ولمنع الحوادث التي كان يشكو منها الفلاحين .

وبالفعل يتم بناء القلعة ولكن بدون مطابخ أو دورات مياة  وكل نوافذها مغلقة لا تطل على شيء فقط زجاج مرسوم ومزخرف ومنقوش عليه طلاسم وتعاويز لحبس قوى الشر داخل القلعه .

وتمر الأيام والسنون وتبقى القلعة شامخة وسط الغابات صامده بدون أي زائر أو ساكن لها فلقد كان الهدف من بنائها هو سد فوهة الشيطان فقط لا غير .

ولكن تأتي القوات النازية وتسكن القلعة ويقال أنهم أجروا تجارب عديدة سرية لمحاولة السيطرة وتسخير قوى الشر التي تقبع أسفل القلعة وأستغلالها لصالحهم ويقال أنهم أجبروا السجناء وأسرى الحرب للنزول إلى الحفرة بهدف اكتشافها وكان كل من ينزل إلى الحفرة لا يعود أو يقطع نصفة وكأن وحشاً قد قضمه نصفين في مشهد دموي مرعب فأيقن النازيين أن هذه القلعة ما هي إلا بوابة للجحيم فتركوها.

وظلت القلعة صامدة الى يومنا هذا بل إن الدولة التشيكية قد قررت الاستفادة من القلعة و فتح أبواب القلعة للسياح ومحبي الاستكشاف للغموض الذي بداخلها ويقال أن كل من يدخل إلى القلعة يسمع أصوات صادرة من أسفل بهو القلعة لصرخات مخيفه وطرق وخطوات وكأن القوى التي تقبع أسفل القلعة تحاول الخروج من محبسها لتبقى القلعة الملعونة سر من أسرار الدنيا لم يجرؤ على فك طلاسمه أحد حتى وقتنا هذا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا