التاريخ والآثار

المومياء المنحوسة

 

بقلم : إسراء حامد غالى 


سنتحدث عن مومياء غامضة ترعب كل من سمع عنها والتى تسببت في مقتل كل من تحدث عنها بأسطورة تسمى لعنة الفراعنة .

لعنة الفراعنة عنوانا ضخما آثار جدلاً واسعًا على مر العصور بينما آراء تؤمن بها وأخرى تربطها بشكل وثيق بمسائل علمية بحته .
الطرف الأول : المصريين القدماء ولا سيما كهنتهم كانوا متمرسين بالسحر بأنواعه وكانوا يحصون المقابر بالتعاويذ لحماية ثروات الملوك وضمان الراحة الأبدية لهم من دون أن يزعجهم أحد ولا سيما اللصوص .
الطرف الثانى : يؤمن أن المواد الكيميائية والمشعة التى كان يستخدمها الفراعنة فى تحنيط مومياواتهم هى السبب فى حالات الوفاة التى تم تسجيلها لافتين إلى أنهم تم العثور فى الكثير من المقابر على بكتيريا سامة تشكل بدورها سبب في وفاة كل من يدخل القبر .
سواء كانت لعنة الفراعنة حقيقة أم نسج من الخيال فهى ترتبط بشكل وثيق بمومياء الأميرة آمن رع التى تصدرت المشهد العربى والعالمي على حد سواء باسم المومياء المنحوسة .

لعنة هذه الأميرة مرتبطة بغطاء خشبى ملون قد يعود إلى جزء من تابوتها أو جزء داخلى منها يبلغ طوله ١٦٢سم وتحليل القطعة الخشبية قد بين أنها عاشت فى الفترة الممتدة بين العام (٩٠٠-١٥٠٠)ق.م ، وأنها ذات شأن فى المجتمع المصرى القديم من خلال نوعية الخشب الفاخرة والرسم والألوان المستخدمة بتزين تابوتها ما يؤكد أكثر أن التابوت يعود إلى سيدة وليس رجل من خلال الايدى المحفورة على اللوحة الخشبية تحديدا الاظافر ونعومة ملامح الوجه ، هويتها مجهولة فلا يوجد وثائق تتحدث عنها أو تاريخها الا ان بعض النصوص الهيروغليفية تشير أنها من كهنة معبد آمن رع .
لكن أحد المتخصصين فى الحضارة المصرية القديمة فى المتحف البريطانى والمدعو (سير أرنيست الفريد تومسون واليس بادج ) كان قد توقع أنها صاحبة دم ملكى ولكن هذا الدليل لم يكن له أى دليل خطى ملموس .
ووجدوا بعض الكتابات على جدران قبرها أكدت هذه الأحداث (أنا المومياء ستتسبب بالنحس لكل من يزعجها ).

المومياء المنحوسة

تعود القصة إلى عام ١٩١٠ حينها اشترى العالم الانجليزى دوجلاس موراى من رجل تمكن من تهريبها خارج مصر وذلك بسعر بخس للغاية ٤ آلاف دولار بالنسبة لمومياء فرعونية ، لم يصرف هذا الشيك أبدا ففى نفس الليلة توفى البائع الأمريكى فى ظروف غامضة ، ففى ليلة حصول دوجلاس على المومياء خرج فى رحلة صيد فقد انفجرت البندقية فى يده دون سبب واضح ! وبعد أسابيع من العذاب انتهت ببتر ذراعه بالكامل .
قد مات اثنين من العمال الذين حملوا المومياء للعالم دوجلاس حينها شعر بشئ غريب بشأن تلك المومياء ! .
فقرر التخلص منها وإهداها إلى صديقته فكانت المأساة ثلاثية الأبعاد .
١-توفت والدتها وتركها خطيبها فى نفس الاسبوع الذى استلمت فيه المومياء .
٢-لم يمضى يومين حتى ماتت هى الأخرى فى ظروف غامضة !!

عادت ملكية المومياء إليه مرة أخرى قرر أهداءها إلى المتحف البريطانى للتخلص منها . فى نفس اليوم توفى العديد من الموظفين ابتداء من من استلمها وصولا إلى من حاول التقاط صورا لها وحتى من حاول مسح الغبار .قرر المتحف ارسال هذه المومياء إلى متحف فى نيويورك كهدية على متن رحلة سفينة تيتانيك الأولى وأن لعنتها السبب فى غرق السفينة انقسمت الآراء حول مؤيد ومعارض لهذه المسألة .

المومياء المنحوسة

كتب الكاتب اللبنانى ميشال كرم يرى أن هذه المومياء وضعت فى سرية تامة حاملة معها لعنتها منها (أفيقى من هذه الغيبوبة التى ترقضين فيها فنظرة من عينيك كفيلة بالانتصار على كل ما ارتكب ضدك ) ، وأيضا فى تصرفات قبطان السفينة الغريبة والغامضة التى تبدأ بخط السير والسرعة العالية وطريقة طلب النجدة .
سرد أيضا الكاتب عدة روايات مرعبة وغريبة !!!
١- كان يصدر من النعش أصوات غريبة ليلا .
٢- عندما حاول الصحفى تصوير نعش الأميرة بعد أن ذاع سيطها عندما قام بتصغير الصورة لم يخيل إليه أنه سيرى صورة مرعبة لإنسان وليس فتاة جميلة كما هو مصور على النقش الخشبى . هذه الصورة طردت مخيلة الصحفى أدت إلى إنهاء حياته برصاصة فى الرأس.

وكان مارجورى كايجل معارضا لهذه القضية وذكر فى كتابه (كنوز المتحف البريطانى ) الصادر عام ١٩٨٥ عن أحد مسئولى المتحف البريطانى قوله “أنه لم يكن بالمتحف مومياء والغطاء لم يذهب على الإطلاق على تيتانيك إلى أمريكا لكن مسئولى تفسيرا مرضيا لكيفية اختفاء المومياء صاحبة الغطاء الذى لازال الآلاف يزورنه سنويا وكان رقم تسلسله هو ٢٢٥٤٢ ”
فتح ثغرة فى اعتقاد أن هذا الغطاء يخص الأميرة سيئة الحظ التى تقبع الآن فى هدوء داخل المحيط الأطلنطى .

بالمقابل الصحف الأمريكية ومن بينهم (واشنطن بوست ، نيويورك تايميز ) نشرت قصة الأميرة كما رواها ركاب نجوا من كارثة غرق تيتانيك منهم فريدريك كيمبر وصديقه ويليام ستيد تحدث عن قصة لعنة المومياء المصرية فى الليلة السابقة من غرق السفينة .

ولكن أن لجنة تقصى حقائق غرق تيتانيك كانت قد فحصت سجل السفينة ولم تجد ذكر لشحن مومياء على ظهر السفينة على حد تعبيرها .
هذه بعض القصص انتشرت فى مختلف أنحاء العالم للمومياء المنحوسة وقد اعتبر أن من لايؤمن بها أنها وسيلة يلجأ إليها الإنسان لتفسير الأحداث المأساوية فى محاولة منه للاستمرار والإطمئنان وبأنه سيكون بأمان إن كان بعيدا عن العوامل التى قد تسببت بالكوراث كالمومياء المنحوسة .

فما رأيكم هل لعنة الأميرة آمن رع حقيقة أم نسج من الخيال ؟!!
وإن كانت حقيقة هل السبب فى غرق تيتانيك ؟؟
والسؤال الأبرز أين توجد هذه المومياء ؟؟ هل فى المحيط الأطلنطى كما ذكرنا ؟؟!!

إقرأ أيضًا:_

جامع الخسروية

الملكة تويا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا