التاريخ والآثار

” الملك سنفرو “

بقلم أمل حسين

 

من هو الملك سنفرو ؟

هو اول ملوك الأسرة الرابعة ومؤسسها خلال عصر الدولة القديمة ( 2613- 2589 ق.م ) ، وارتقي الي العرش بعد موت الملك حوني وتنسب بردية تورين له مدة حكم 24عام ولكن تختلف تقديرات مدة حكمه بين 24 سنة و48 سنة ، ويقال انه انجب من جاريه حيث اصبح حاكما شرعيا للبلاد لانه تزوج من الاميره حتب حرس ابنة الملك وزوجة ملك وام ملك والتي كانت تحمل لقب ابنة الاله حيث انها الوريثه المباشرة للدم الملكي وانها ابنة الملك حوني وأنجبت الملك خوفو ، واتخد سنفرو من العداله شعار له وكان يشار له بعدة صفات منها الملك المحسن ، الرحيم ، المحبوب ، الفاضل ، وكان متواضع ويميل الي المعرفه ويكرم العلماء .
وتميز عهده بالتوسع في التجارة الخارجية ، وإرسال الحملات التأديبية والتعدين .
بلإضافة الي اسم فرعون الشخصي اسم الولادة كان يتقلد عند اعتلائه العرش القاب ملكية اخري تصل الي خمسة القاب اسم التتويج سنفرو
من يجعل الأشياء ممتازة ، اسم حورس حور نب ماعت حيث حورس سيد العدالة ، الحقيقة(ماعت) ، الاسم النبتي نيسوت بيتي نب ماعت نبتي ملك الوجه القبلي والوجه البحري ، المنسوب للسيدتين ، اسم حورس الذهبي بيك نبو
الصقر الذهبي .
واعتبروه المصريون اله بعد وفاته بأكثر من 600 سنه وان بعض ملوك الاسره الثانية عشر اختارو منطقة دهشور ليشيدو فيها اهراماتهم ويكونو علي مقربه منه تيمنا به وتقديسا له .

" الملك سنفرو "

أكمل سنفرو هرم حوني في ميدوم وشيد لنفسه هرمين في دهشور .
حيث بني سنفرو العديد من الاهرامات بما في ذلك اول هرم حقيقي بدون جوانب مدرجه حيث ان هرم ميدوم هو اول محاوله للملك سنفرو لبناء هرم حقيقي ، وكانت المحاوله الثانيه في دهشور حيث حاول بناء الهرم ولكن في منتصف بناءه تغيرت زوايا الجانبين للهرم مما تسبب في انحناء الهرم واطلق عليه الهرم المائل ، أو المنحني او المنكسر ، وعلي بعد اقل من ميل من هرم دهشور وهو المحاولة الثالثه لبناء الهرم وهو الهرم الاحمر وبني علي نحو اكثر تدرج لزوياه من الهرمين السابقين فهو اول هرم حقيقي ويقال انه مكان دفن سنفرو .
ولكن هرم ميدوم شبه منهار مع كومه من الانقاض في قاعدته وتقول احدي النظريات ان الهرم انهار بينما كان تحت الانشاء وبجانبه معبد صغير لتقديم القرابين لروح الملك سنفرو ، ويمتاز الطريق الصاعد للهرم الثاني بوجود قائمه كامله لاغلب اقاليم مصر مرتبه من الجنوب الي الشمال وتعتبر اول وثيقه لتقسيمات مصر الاداريه .
ولكي يحقق الاستقرار في بناء الهرم يجب ازالة وتسوية القاعده الصخريه ووضع كتل الاساس ليتم بناء الهرم وكل من اهرامات سقارة وميدوم بنيت بهذه الطريقه للحفاظ علي الهرم من الانهيار واستخدم سنفرو عوارض أرز سميكه في غرفة الدفن وانتهي سنفرو من بناء الهرم ولكنه لم يستخدمه ابدا الا انه انتهي ليكون احد المكانين( هرمين ميدوم ، دهشور ) لدفن سنفرو حيث كان في عهد نعرمر كان يوجد لدي الفرعون قبريين يرموزان الي قيادته لكلا من مصر العليا ومصر السفلي .

" الملك سنفرو "

وظهر في عهده لاول مره لقب وزير واسنده الي الامير نفر ماعت وهو ابن الملكه الثانويه للملك لانه ليس من حقه وراثة العرش .

ومن أهم أعماله

السياسه الخارجيه للملك سنفرو ، حيث انه ارسل اسطولا بحريا مكون من اربعين سفينه لإحضار كتل من أخشاب شجر الارز من جبال لبنان ، وارسل ايضا اسطولا الي فينقيا لجلب خشب الارز لعدم وجود خشب عالي الجوده في مصر يصلح في المباني الضخمه مثل الاهرامات والمعابد ، وقد بقي كثيرا من تلك الاخشاب حتي الان داخل هرمه القبلي في دهشور وهي في حاله جيده رغم انها مضي عليها أكثر من اربعة الالف وستمائة سنه الا انها تؤدي المهمة التي اقيمت من اجلها ، وسجلت الحوليات مشروع 60 سفينه لكل سفينه 16 مجداف .
وكان يرسل حملات الي بلاد النوبه في الجنوب ليعيد الامن والطمأنينة الي حدود مصر الجنوبيه ، وكان يرسل ايضا حملات التعدين الي شبه جزيرة سيناء لجلب النحاس والفيروز وسجل رجاله ذكري تلك الحملات علي صخور جبل المغاره ، وارسل ايضا حملات لتأديب الخارجين عن القانون من البدو .
وبداية من الدوله الحديثه ظهرت منطقه تسمي “سرابيط الخادم “وقام سنفرو بتأمين الطرق البريه بين مصر و فلسطين .
والاجيال التاليه اعتبرته اله حاميا للمنطقه الي جانب المعبودين حتحور ، الاله سويد ؛ لان اعماله في تأمين حدود مصر الشرقيه وما قام به من تحصينات هناك واصبح المثل الذي يحتذي به ، و في احد النصوص التي كتبت هناك بعد وفاته وما يقرب من الف سنه يفتخر احد الملوك باعمال الملك سنفرو هناك و يؤكد لنا بأنه لم يقم احد بمثل ما قام به منذ ايام سنفرو .
وكان في عهده سياسة التوسع التجاري مع الشاطئ السوري والنوبه واستغلال المعادن مع تنظيم الامور الداخليه في البلاد .
و في عهد سنفرو كان يوجد تقدم في شتي المجالات واتصف عهده بالامن والاستقرار وبدات في مصر نهضه عامه وما تراه في الحياه الاجتماعيه للشعب بوجه عام وفي الفنون بوجه خاص ومنها الفن المعماري .

المصادر :
1. تاريخ وحضارة مصر القديمة
د. سمير أديب

 

إقرأ أيضًا:_

هل تعرف كم قتل هؤلاء، 197 ضحية لخمسة أشخاص فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا