فضائل شهر رجب..الشهر الأصب

 

كتبت: دعاء الزغبي

 

لشهر رجب عديد من الفضائل التي نسعى جميعاً لاغتنامها.وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستقبله استقبال خاص نظراً لأهميته.هذا ما سنحاول عرضه بالمقال.

كلنا نسعد بقدوم شهر رجب وهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وسر سعادتنا به أنه يمهد لمجيء شهر رمضان الكريم ولأنه من الشهور التي لها مكانة عظيمة لما له من فضائل كثيرة فهو من الأشهر الحرم وهى :

محرم وذو الحجة وذو القعدة ورجب وسميت بالأشهر الحرم لأن الله منع فيها القتال إلا لو بدأ العدو كما حرم فيها انتهاك المحارم.

وسمى شهر رجب بأسماء عديدةوهى :

رجب :

من التعظيم حيث كان يعظمه الناس في الجاهلية.

الهرم :

لأن حرمته منذ زمن مضر بن نزار فهى قديمة.

المعلي :

لأنه كان شهراً مميزاً عندهم.

الأصب :

لأن الأرزاق والرحمات تصب فيه.

الأصم :

لأنه لا قتال فيه بالتالي لم يسمع فيه أصوات سلاح أو استغاثة.

رجم :

لأن الشياطين ترجم فيه بمعنى تطرد.

المقيم :

فحرمته لم تنسخ بل ثابتة لأنه من الأشهر الحرم الأربعة .

مضر :

نسبة إلى قبيلة مضر فهى القبيلة التي كانت لا تغيره ولا تبدله مع الشهور الأخرى كما كانت تفعل القبائل الأخرى .

المبريء :

لأنه لاقتال فيه ولاظلم فهو بريء من كل ذلك.

الفرد :

لأنه منفرد عن الشهور الحرم الأخرى فذو القعدة وذو الحجة ومحرم تأتي متوالية لكن رجب يأتي بعدهم بخمسة شهور.

 

أهم مايميز شهر رجب :

حدوث معجزة الإسراء والمعراج فيه فهى المعجزة الكبرى التي اختص بها الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى مشيراً إلى الإسراء :
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).

وأشار الله إلى المعراج في قوله تعالى :

(وهو بالأفق الأعلى . ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى.ما كذب الفؤاد ما رأى .أفتمارونه على ما يرى . ولقد رآه نزلة أخرى .عند سدرة المنتهى.عندها جنة المأوى . إذ يغشى السدرة مايغشى .مازاغ البصر وما طغى .لقد رأى من آيات ربه الكبرى).

كانت معجزة الإسراء والمعراج تكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم حيث أطلعه على ملكوت السماوات والأرض ولأن الله أرادأن يسري على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم ويخرجه من حزنه بسبب وفاة عمه أبي طالب وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد في عام الحزن وبعدما ذهب إلى الطائف واعتدى أهلها عليه.

 

فضائل شهر رجب :

يتسارع العباد علي عمل الطاعات والخير وآداء العبادات في شهر رجب وذلك بغرض التقرب من الله لأنه من الشهور التي خصها الله بالذكر فكما ذكرنا أنه من الأشهر الحرم وهو الشهر الذي حدثت فيه معجزة الإسراء والمعراج .

 

الأعمال المستحبة في شهر رجب :

١-النهي عن الظلم خاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من حسنات هذا الشهر الفضيل .
٢- الإكثار من الدعاء ومناجاة الله عز وجل.
٣-الإكثار من الطاعات والصيام والصدقات.
٤-الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن وسماعه.
٥-البعد عن فعل المعاصي وكل مانهانا الله عنه.
٦-المواظبة على آداء العبادات كالصلاة والصيام.

 

ماهى أهمية الدعاء في شهر رجب؟

يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في كتابه(وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال ..في ليلة الجمعة وليلة الآضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان).
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلال رجب كان يقول : (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام وحفظ اللسان وغض البصر ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش).

 

استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لشهر رجب :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رجب بفعل الطاعات والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله فكان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في رجب بالبركة وكذلك في شهر شعبان تمهيداً لشهر رمضان.

 

حكم الصوم في شهر رجب :

لم يصح شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في فصل الصوم في رجب لكن الصيام فيه كالصيام في غيره من الشهور كصيام يوم الاثنين والخميس والأيام البيض الثلاثة وصيام يوم وإفطار يوم.

 

من كل ذلك مايهمنا بحق هو اغتنام نفحات وروحانيات هذا الشهر والمواظبة والإكثار من العبادات والطاعات والصدقات والدعاء.