التاريخ والآثارمقالات

مهلاييل بن آدم وحرب القيامة

 

بقلم : عبدالعزيز مصطفي

 

نعرف جميعاً بأن التاريخ العربي يحتوي علي العديد من الزعماء و القادة و المجاهدين الذين قادوا النضال ضد الأعداء من أجل الحرية أو لنصرة آلامه، وهكذا في تاريخ كل الأمم و الشعوب علي مر الزمان إلا أن الغريب في حكايتي الجديدة هو أننا سننعرف سويآ علي قائداً ليس جديداً حما شعبة غو مدينتة بل حكاية قائدا وَحَّد البشرية كلها تحت رايتة وكوَّن جيشا لمحاربة الجن و الشياطين قبل أن يدون تاريخ الأمم و الشعوب بالالاف من السنين ..

مهلاييل بن آدم

 

حديثي اليوم عن معركة “حرب القيامة للبشرية ” و حكاية قائدها ” مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر”، اسم قد يبدو جديدا على مسامع البعض إلا أنه من أساس أهل الأرض تذكرة و ذُكر في كتب التاريخ كتاب البداية و النهاية لإبن كثير ، وقيل به إنه كان “ملك الأقاليم السبعة، وأول من قطع الأشجار، وأول من بنى المدائن و شيد والحصون الكبار لمنع الجن و الشياطين عن بني آدم”.

و لكن رغم بعده و تحصنه إلا أن إبليس لم يتركة بل عاث في الأرض بعد موت آدم وحواء عليهم السلام و لقد روى لنا الحافظ ابن كثير في موسوعة البداية والنهاية “عن بعض الأعاجم” أن مهلاييل بن ففيان أسس جيشا من الإنس، وكان الأول من نوعه على الأرض، للدفاع عن مدينتي بابل والسوس الأقصى، وقامت معركة بين جيشه وجيش إبليس، وكتب الرب النصر بها للإنس رغم ضراوة المعركة و الرعب فقط من تخيل ما قد دار بها ..

مهلاييل بن آدم وحرب القيامة

و من تفاصيل المعركة التي قد أوردها لنا ابن كثير هي أنها بدأت بعد موت آدم، حيث بدأ إبليس وقتها فى محاولة إغواء أبنائه بمساعدة شياطين الجن والمردة والغيلان، ليبسط نفوذه على الحياة في الأرض كلها ، ولما أدرك مهلاييل خطورة ذلك بنى المدن ليحافظ على البشر، وخاصة بعد ظهور الشياطين والمردة علنا لبني الإنسان و سيرهم بالشوارع و الغابات أمامهم ليرعبوا بني آدم

في الرواية الشهيرة لـ ” الحافظ ابن كثير ” عن كتابه الشهير ” البداية والنهاية ” ، التي تحدث فيها عن المعركة التي حدثت بين ” الإنس والجن ” على الأرض وقال من خلالها الآتي :

” أن مهلاييل قام بتأسيس أقوى جيش من ” الانس ” لمواجهة ” الجن ” في معركة كبيرة جداً ، إذا حاول الجن التعدي على الأرض والإستيلاء عليها ، وذلك للدفاع عن مدينتي ” بابل والسوس الأقصى ” ، عندما حاول ” ابليس ” والجنود الخاصة به الهجوم علي هذه المدن ، تصدي له جيش ” مهلاييل ” وقتل الكثير من جيش ” إبليس ” وفروا هاربين ، وكانت أهم نتائج هذه المعركة هي ، القضاء نهائيا على كائنات ” الغيلان ” التي ظلت حية في المخيلة العربية إلى جوار الرخ و غيرها من الكائنات الغريبة والمرعبة

و أنه لما حاول إبليس وجنوده العودة مرة أخرى لغزو هذه المدن، قامت معركة اخرى رهيبة بين الجيشين وانتصر الإنس، أيضاً، وقتل الكثير من المردة و أتباع ابليس ، وعدد كبير من الجن، وأحجم إبليس عن مواجهة مهلاييل وفر هاربا، كما ذكر ابن كثير إلى العزلة كما كان أيام آدم عليه السلام.

مهلاييل بن آدم وحرب القيامة

بقاء ذكر الغيلان “

و لقد عاشت بعض تلك المخلوقات بالذاكرة العالمية و العربية على وجه الخصوص و الغيلان رغم ذكر العهد القديم أنه تم القضاء عليها إلا أنها بقيت في الذاكرة العربية تروح و تشدوا و تجول بين السنين و الغول هي كلمة (مشتقة من غالو، وهي كائنات شيطانية في أساطير الحضارة السومرية والأكادية العتيقتين) و كانت تعد كلمة رائجة في المجتمع العربي قبل الإسلام

مقابلة الغيلان “

و بعد الإسلام عاد ذكر الغيلان في أحاديث نبوية بعينها
فقد أشار للغول كونه هو مخلوق يغول المسافرين و المبتعدين عن الطريق، المتعمِّقين في الأحراش. وهو يصفر صفرة شيطانية من أمامك ثم من خلفك. ويستطيع التمثل للإنسان بشكل صديقه وهو مشهور عنه هذا الفعل قبل الإسلام و بعده ..

و قال عنه ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ويروى: فيوماً يُجارِيني الهَوى، ويروى : يوافيني الهوى دون ماضي. وكلّ ما اغتال الإِنسانَ فأَهلكه فهو غُول. وتَغَوَّلتهم الغُول : تُوِّهوا. وفي حديث النبي: عليكم بالدُّلْجة فإِن الأَرض تطوى بالليل، وإِذا تَغَوَّلت لكم الغِيلان فبادروا بالأَذان، ولا تنزلوا على جوادِّ الطريق، ولا تصلّوا عليها، فإِنها مأْوى الحيات والسباع، أَي ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا يدل على أَنه لم يرد نفيها عدمَها. وفي تحفة الأحوذي، للمباركفوري باب ما جَاءَ في سُورَة الْبقَرَةِ وَآيَةِ الكُرْسِي..

عن أَبي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه قال: “أَنّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ فِيهَا تَمْرٌ، فَكَانَتْ تَجِيءُ الغُولُ، فَتَأْخُذَ مِنْهُ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى النبيّ، فَقَالَ: “إذْهَبْ فإِذَا رَأَيْتَهَا” فَقلْ: بِسْمِ الله أَجِيبِي رَسُولَ الله، قالَ: فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النبيّ فَقَالَ: “مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ”؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ قالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَأوِدَةٌ لِلكَذِبِ، قَالَ: فَأَخَذَهَا مَرّةً أُخْرَى، فَحَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى النبيّ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لاَ تَعُودَ، فَقَالَ: “كَذَبَتْ، وَهِيَ مُعَأوِدَةٌ لِلْكَذِبِ”. فَأَخَذَهَا فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَاركِكِ، حَتّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى النبيّ، فَقَالَتْ إِنّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئَاً. آيَةَ الكُرْسِيّ اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكَ، فَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ، وَلاَ غَيْرُهُ، قال فَجَاءَ إِلَى النبيّ فَقَالَ: “مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ” قالَ: فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ. قالَ: صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ”. قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ وفي الباب عن أُبّي بن كعبٍ .. و هو كما اخرجة لنا

 

إقرأ أيضًا:_

مساند الرأس في مصر القديمة

كنيسة القديسة البربارة

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا