رؤية وابداع

لحن الخلود

 دينا توفيق

مراجعة لغوية:دعاء الزغبي

فاض بروحي من هلاك هذه  الحياة فشعرت بأن الجميع عزف لي لحن الخلود إما في الدنيا ودوام هذا السَدف،وإما في الآخرة لأزول أنا، مرهقاً يا الله حد البكاء،حد هذا الصقيع الذي يغطي أرجاء العالم، هذه المرة أنوي اللاعودة،أريد ذاك اللحن الذي عُزف لخلودي في مستقر غير الأرض، ما هذه البشرية التي تشعرني أنني كقطعة من الطعام سهلة لينة حتي إذا صُنعت بغير طريقتها فُرغت للحيوانات، هكذا حالي سهل في أن أُباع بأقل الأثمان، أيتها الحياة عليكي بالعزف مراراً وتكراراً حتي أذهب إلي خالقي فأشكو له من جراحي ودعواتي وأعيني الذابلة وكل إصابتي بهذا الكَمَد، لماذا يُخطئ الجميع بحقي وأنا لا أراهم كما يراني أحدهم،أري الأشياء والأشخاص ليسوا بجمالهم وإنما بمدي نقاء قلوبهم وبريقهم،إذاً فَلِم لم يراني أحدهم بهذا الحال، رُبما أنا أحمق وأبله ولست جميلاً ولا أملك الملامح التي تميزني عن الآخرين ولكني صادق في المحبة،لم أقترف ذنباً بأحدهم، ذنبي الوحيد هو أمنيتي في الحصول علي السعادة التي لا طالما تهفو إليها روحي المُتعبة، أريد الذهاب بروحي، كَفي ما لقيت، كَفي لا أريد رؤية نفسي حتي في المرآة، لِما توقفتي أيتها الحياة عن العزف علي لحن الخلود؟ أستحق الشفقة؟ حقاً؟ لا بل أعزفي أريد الذهاب فلقد طال كُل شئ حتي زاد عن المعتاد، سأشكو إلي خالقي كم مرة كنت وحيداً! وكم مرة استبعدني البشر عن طرقهم! وعن كل كلمة أبكتني لساعات، عن كل مرة استحال فيها صمتي حتي طغى الكتمان علي روحي،تلك الروح البريئة المتعبة المنهكة،لم يجدي إخفاء الحزن في طيات السطور أبداً، استحالت الحياة حقاً فَلِم البقاء؟ فَلِم الصمت أكثر! فقدت محبتي لضوء الشمس والأشجار والأغصان وتلك الفراشات الصغيرة وتلك الطبيعة الفاتنة،فماذا بعد؟ كطائر صغير كُسر جناحاي فلم أستطع التحليق ولا حتي السير علي قدمي، أريد الخلود عند الله، فليعزف الناس والدنيا والقدر جميعهم علي لحن الخلود، خلودي في مقبرة يظنها الجميع انتهاء لفترة الحياة وانما هي المستقر، أرغب بالذهاب إلي عالم آخر حتي وان لم يكن هناك أشخاص أو أشياء، أرغب بالخلود عند الله فعنده الراحة وإن حياتي عند الله هي المستراح حقاً..

إقرأ أيضاً:

الخطيئة

معركة الوعي

حين اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا