إنتحار المشاعر في زمن الماديات
كتبت : منى حافظ
تعتبر المشاعر البشرية جزء مهم من النشاط الفسيولوجي نتيجة وجود تغيرات سلوكية إدراكية، وردود أفعال عن أحداث داخلية وخارجية.
إضافة إلى ذلك أن المشاعر هي القوة المحركة وراء الدوافع الإيجابية والسلبية التي تؤثر بشكل كبير على التغيرات الجسدية والنفسية المؤثرة على صحة الفرد .
فكيف تنتحر المشاعر في زمن الماديات؟؟
مشاعر متنوعة
يرى البعض أن المشاعر هي فقط المتحكمة في الحب والكره ولكن في حقيقة الأمر هي سيل هائل من الأحاسيس المتنوعة والمختلفة التي يشعر بها الإنسان تجاه من حوله كمشاعر الغيرة ، الفرح ، السعاده ، الرحمة ، الشعور بالذنب ، الخوف ، الحيرة ، الغضب والامتنان فهي حالة داخلية تظهر عليه خارجيا نتيجة ردود أفعاله من خلال ما يطرأ عليه من الخارج ومحاولة فهمه، وإدراكه وتحليله ومراقبته ويستشعر به ويقوم بتخزينه وإظهاره في الوقت المناسب المسموح به .
الماديات تطغى على المشاعر
للأسف الشديد أصبحت الماديات هنا وفي وقتنا هذا في بعض الأحيان هى المؤدية للمشاعر السلبية المسببة للحزن و الكآبة والتعاسة واليأس وفقدان الأمل والحماس نتيجة عدم الرضا بالمكتوب والمقسوم وعدم الثقة في النفس.
بالاضافة إلى جلد الذات طوال الوقت والخروج عن تحمل الصبر بما يقدره الله والامتنان له والشكر في الضراء قبل السراء ، والضراء هى الطريق الأمثل للوصول إلى ما يسر العين وترتاح له القلوب.
ولذلك في هذه الحالة تعتبر الماديات هى وسيلة واداة نقوم بها لشراء كل ما يلفت الأنظار ماعدا المشاعر فهى نعمة كبيرة لا يفهمها ولا يدركها إلا مايقدرها فإن لم تستطع الحفاظ على تلك المشاعر، وتنقيها ولا تستطيع الماديات إسعادك حتى وإن ملكت أموال العالم كله طيلة حياتك ربما تكون هى القفل المغلق على المشاعر الذي ضاع مفتاحه .
إنتحار المشاعر
مصطلح جديد أعجبتني مفرداته وهو إنتحار المشاعر في زمن الماديات بل يكون تلقائيا بشكل غير مباشر وغير متوقع ولكنه محسوس يحدث بعد معاناة تلك المشاعر الرقيقة الذابلة من قساوة القلوب مرة تلو الأخرى فتكون نقطة سوداء في بداية الأمر.
ثم تكبر وتغطى القلوب وتتلاشى ملامحها ولم يظهر سوى نقطة القلب المتبقية ليدق من خلالها حتى يأمل انه مازال ينبض و يتأكد أنه على قيد الحياة ، فتأتي به الصحوة وتقوده للإفاقة من الضباب الذى ملأ قلبه ليرجع للحياة بعد إنتحار المشاعر أسفل أعماق البحر حتى تذوب مع أملاحه وتتلاشى ولم نستطيع أن نسترجعها مرة أخرى .
ختاماً
المشاعر حق من حقوق الإنسانية فإن استهنت بها وتركتها تبحر بعيداً فقدت إتزانك بذاتك، وثقتك بنفسك فهى جزء لا يتجزأ من الأحاسيس التي تنبض داخلك فإن فقدتها أصبحت جسد بلا روح ، عامل من حولك كما تحب أن تعامل ، فالدنيا إن قست فالله ولى من قست عليه ويجبر خاطره ولو بعد حين.
