التاريخ والآثارمقالات

إنجازات الحضارة المصرية القديمة

بقلم المرشدة السياحية : رنا إسماعيل الصيرفى .

 

تظهر إنجازات الحضارة المِصْرية القديمة فى ابتكارِهم الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية، وفى الرياضيات والهندسة المعمارية، وابتكار أساليب حديثة للزراعة والري، وهذا توضيح لبعض إنجازاتهم فى مُختلف المجالات:

نهر النِّيل

تمحورت حياة مصر القديمة حول نهر النيل، فطور المزارعون طرق الري للتحكم فى تدفق المياه، مما يتيح للمحاصيل النمو سواء فى الفصول الجافة أو الممطرة، وكان وادى نهر النيل ينتج الكثير من المحاصيل بسبب خصوبة أراضيه، واستخدمت الأموال الناتجة عن بيع المحاصيل فى بناء الأهرامات والمعابد، وفى تطوير التّجارة ودفع ثمن الغزوات، أما الفيضانات الّتى كانت تحدث فى النهر فقد استغلها المصريون فى ري المزروعات والأراضى المجاورة.

الحكومة

شملت المملكة المصرية الموحدة آلاف الأميال المربعة التى يقطنها ملايين السكان، وكان المصرى القديم الحاكم هو الكاهن الأعلى لكل معبد، والمسؤول عن الجيش حتى أنه كان يشارك فى الحروب، وفى عصر المصريين القدماء تم تطوير نظام الخدمة المدنية الذى شمل كل أفراد الشعب والحكومة، وقُسمت مصر إلى 42 مقاطعة، وكان المصرى القديم يُقيم فى قصره ويُحيط به كبار المسؤولين والحكام، ويخدمه رئيس الوزراء.

إنجازات الحضارة المصرية القديمة

الدين

تعددت الآلهة عند المصريين القدماء، فقد كان هناك إله الشمس رع، وأوزوريس إله الموتى وغيرهم، وكانت هذه الآلهة تتغير تدريجيًا مع تغيير العصور، وكانت توضع فى مكان مغلق ولا تظهر للناس إلا فى مناسبات معينة، وللعبادة فى المنازل استخدم المصريون تماثيل مصغرة للآلهة، وربط المصريون الحياة الآخرة بالتحنيط للحفاظ على الجسد بعد الموت.

الإقتصاد

قام إقتصاد مصر على الزراعة، وذلك بسبب خصوبة الأرض فى وادى النيل، وكان إنتاجها الزراعى كبيرًا لدرجة أن الأموال التى كانت تُجنى من الزراعة استخدمت فى بناء المعابد والأهرامات كما ذكرنا ، أما بالنسبة للتجارة فقد ساعد نهر النيل بشكل كبير على تطورها، فإنتشرت الأسواق على ضفاف النهر، وكانت تكلفة نقل السلع التّجارية عبر النهر أقل من تكلفة النقل عبر البر، وتطورت التجارة فى العصر البرونزى فأصبح النيل نقطة الوصل التى تنتقل البضائع من خلالها من إفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط، أما الحملات التجارية بين الجنوب والبحر الأحمر فقد كانت للبحث عن السلع الثمينة التى تعطى قيمة كبيرة لنفوذ مصر، مثل: العاج، والذهب، والعبيد السود.

الكتابة

ظهرت الكتابة الهيروغليفية فى 3100 ق.م، وتمثل رموزًا محفورة ومقدسة تحمل أقوال الآلهة وتعبر عن المعنى المنطوق وعن الرموز والأصوات بالرسم، والهيروغليفية كلمة يونانية مركبة من مقطعين هما هيروس ومعناها مقدس، وغليفو ومعناها الخط فتصبح بمعناها الكامل الخط المُقدس، حافظت الهيروغليفية على إستعمالها حتى أواخر القرن الرابع الميلادى، مع تغيرات فى بعض مصطلحاتها تبعًا لتطور الزّمن، وتوقف إستعمالها عندما أغلق الأمبراطور المعابد ثيودس وحرم عبادة الأوثان.

الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية
إنجازات الحضارة المصرية القديمة

الفن

اشتهر المصريون القدامى بفن المقابر والجداريات، حيث اعتقدوا أن الحياة تستمر بعد الموت، وتفننوا في المقابر ليتمتع الميت بالرفاهية بعد الموت حسب اعتقادهم، وتمثل الفن المصري أيضًا في التماثيل المحفورة من الصخر مع طلائها بالمعادن، والرسومات على جدران المنازل، والتصاميم الهندسية المُختلفة.

علم الفلك

بدأ اكتشاف الدوائر الحجرية والتي يعود تاريخها إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد، واستخدمت في التنبؤ بحدوث الفيضانات في وادي النِّيل، كما وضع المصريون نظام للأبراج، ووضعوا نظام تقويم خاص بهم.

أهم آثار حضارة مصر القديمة

الأهرامات

بُنيت الأهرامات لدفن المصريون القدماء فيها، وكانت عبارة عن قبور مبنية من الحجر الجيرى قاعدتها مربعة الشكل، بنى المصريون الأهرامات، ووضعوا فيها الكنوز والزينة التي يحتاجها المصرى القديم لينعموا بالراحة فى الحياة الآخرة حسب إعتقادهم، واعتبر علماء الآثار أن سبب وجود السلالم فى الأهرامات هو لإعتقاد المصريين القدماء أنها تستخدم لصعود المصرى القديم إلى إله الشمس، وبنى المصريون حوالى 138 من الأهرامات المتفاوتة فى الحجم، أكبرها هو هرم خوفو فى الجيزة.

المعابِد

بُنيت المعابد لتكون منازل للآلهة المصرية، وكان هناك نوعان منها هما: معبد كولتوس (Cultus) لتسكن فيه آلهه معينة، ومعبد الجنائزية لعبادة المصريون القدماء الموتى، ومع مرور الوقت إزداد حجم المعابد لتصبح مجمعات كبيرة يضاف إليها مصريون قدماء جُدد، ويوضع داخل كل معبد تمثال للإله الذى يسكنه.

الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية
إنجازات الحضارة المصرية القديمة

حجر رشيد

اكتُشِف حجر رشيد فى عام 1799م، ولولاه لما استطاع علماء الآثار قراءة مدونات المصريين القدامى، ولبقيت الحضارة المصرية مجهولة، إحتوى الحجر نصًا واحدًا ولكن بثلاثة خطوط مختلفة مرتبة من الأعلى إلى الأسفل كما يلى: ( الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية ) وقد حصل عالم الآثار الفرنسى ” چان فرانسو شامبليون ” على نسخة من الحجر، ودرس النصوص المكتوبة فيه، ومع مواجهة الكثير من الفرضيات والتحديات أعلن في عام 1822م أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، ووضع الأساسات للغة المصرية القديمة التى أكمل بنائها من بعده المئات من الباحثين فى العالم.

المصادر :- الكتاب : حضارة مصر القديمة وآثارها. المؤلف : د/ عبد العزيز صالح. الناشر : مكتبة الأنجلو المصرية. سنة النشر : 2014.

 

إقرأ أيضًا :-

الفراعنة لصوص حضارة !!

التمائم فى مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا