التاريخ والآثارمقالات

إختفاء هتلر الغامض

بقلم : عبدالعزيز مصطفى

وتظل النظريات القائلة بأن الزعيم النازى هتلر لم ينتحر ولكن بدلًا من ذلك قد هرب مع زوجته و حبيبته إيفا براون قد روجت لها فى البداية الحكومة السوفياتية عمدًا كجزء من سياسة التضليل التى كانت ترعاها الدولة حينها وقد كانت بداية هذه النظرية عندما أعلنها المارشال جوكوف فى مؤتمر صحفي فى 9 حزيران/يونيه 1945 بناءً على أوامر من الزعيم السوفييتى، جوزيف ستالين نفسه و هو أيضًا قد أعلنها فى مؤتمر بوتسدام، و بعد ذلك قد تلقى الرئيس الأمريكى الراحل هارى ترومان إنكارًا شخصى من جوزيف ستالين أن هتلر قد مات و وسط هذا الغموض تولدت نظريات المؤامرة حول فرار هتلر المزعوم على مر السنين، ذلك على الرغم من الإعلان الرسمى من قبل القوى الغربية أن هتلر قد انتحر فى نيسان/أبريل عام 1945 قبل دخول الحلفاء بأسبوعين فقط ..
وقد كانت أول دراسة مفصّلة من قبل القوى الغربية بدأت في تشرين الثانى/نوفمبر 1945 عندما قام الضابط ديك وايت -رئيس قطاع مكافحة الإستخبارات البريطانى فى برلين (وفي وقت لاحق رئيس MI5 وMI6 على الترتيب) بتوكيل العميل هيو تريفور روبر للتحقيق فى هذه المسألة لمواجهة إدعاءات قوات الإتحاد السوفيتى و قد نشرت النتائج التى توصل إليها بأن هتلر وبراون قد توفيا عن طريق الإنتحار فى برلين في تقرير ثم نشرت فى شكل كتاب فى عام 1947. كما قال تريفور-روبر في عام 1946: “الرغبة فى إبتكار أساطير وحكايات هى أكبر من حب الحقيقة ذاتها ..
إختفاء هتلر الغامض
و خلال البحث المستمر تبين أن وثائق مكتب التحقيقات الفدرالى الأمريكى السرية تحتوي على عدد من المزاعم برؤية هتلر جنبًا إلى جنب مع بعض النظريات عن هروبه من ألمانيا ، قبل إحتراق برلين و غزوها و تقول المباحث الفيدرالية الأمريكية أن المعلومات الواردة في تلك الوثائق المتعلقة بالهروب المزعوم للزعيم النازى ورؤية هتلر لا يمكن التحقق منها بالسلب أو بالإيجاب فى وقتها للأسف . و أما عن جزء الجمجمة المثقوبة عن طريق رصاصة التى قد وجدتها القوات السوفيتية خارج مخبأ هتلر ووضع فى روسيا الإتحادية وتم حفظه بالتحديد فى موسكو، وكان يعتقد لعقود أن هذه الجمجمة تخص هتلر .
فى عام 2009 تم إختبار عينات من الجمجمة عن طريق إختبار الحمض النووى في جامعة كونيتيكت من قبل عالم الآثار والمتخصص فى العظام نيك بى أنتونى . اتضح حينها أن العينة تعود لامرأة تحت سن الـ 40 و بذلك عادت فرضية هروب هتلر بعد سبع عقود من إنتهاء الحرب و بقوة إلى سطح النظريات المطروحة حول مصير قائد ألمانيا القوى ..
ومع كل ذلك، لم يدَّعِ أي من المسؤولين السوفييت السابقين ولا المسؤولين الروس أن الجمجمة هى أهم الأدلة، وبدلًا من ذلك تم ذكر عظم الفك وجسور الأسنان التى تم العثور عليها كأدلة أهم . تم عرض الأدلة على طبيب أسنان هتلر Hugo Blaschke، ومساعد طب الأسنان Käthe Herrmann، وفنى الأسنان Fritz Echtmann، الذين أكدوا على أن بقايا الأسنان هى تخص هتلر وزوجته إيفا براون . والجدير بالذكر أن الجزء من الجمجمة كان قد عُثِر عليه فى وقت لاحق، وبالتحديد فى عام 1946 عندما بدأ السوفييت التحقيق فى شائعات بقاء هتلر على قيد الحياة على عكس القول إنهم عثروا عليها فور دخولهم ألمانيا ..
الزعيم النازى هتلر
إختفاء هتلر الغامض

هروب هتلر إلى الأرجنتين

وفقاً لنظرية التى طرحها كتاب الذئب الرمادى، فمن الممكن و المفترض أن الزعيم النازى هتلر قد عاش بعض سنوات فى الأرجنتين داخل منزل مؤمن وذلك بعد العام 1945 أى بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة جداً و يقترح كتاب الذئب الرمادى: هروب أدولف هتلر بنظرية أقرب إلى الواقعية فقد عكف، المؤلفين سيمون دانستان وجيرارد ويليامز، بتحقق بأن هتلر وبراون لم ينتحرا، ولكن فى الحقيقة هربا إلى الأرجنتين . و قد كان السيناريو المقترح من قبل المؤلفين على النحو التالى:
“عدد من اليو بوت الباقية بعيداً عن زحام الحرب قد أخذوا بعض النازيين ومعهم بعض المسروقات إلى الأرجنتين حيث كان النازيون يحظون بدعم من الرئيس القادم خوان بيرون، حيث كان هو وزوجته “إيفيتا” (إيفا بيرون)، يتلقون المال من النازيين منذ بعض الوقت . وصل هتلر إلى الأرجنتين، واختار البقاء في Hacienda San Ramón، شرق سان كارلوس دي باريلوتشى . ثم انتقل هتلر بعدها إلى قصر مصمم تصميمًا بافاريًا فى “إنالكو” -وهو مكان بعيد وبالكاد يمكن الوصول إليه فى الجزء الشمالى الغربى من بحيرة ناهويل هوابى ، على مقربة من حدود تشيلى .
قرابة عام 1954، تركت إيفا براون هتلر وانتقلت إلى نيوكوين مع ابنتهما، أورسولا (“Uschi”)؛ وتوفى هتلر لظروف طبيعية فى شباط/فبراير 1962.” و دفن هناك فى مكان مجهول .
الزعيم النازى هتلر
إختفاء هتلر الغامض
رفض تيار كبير من المؤرخين هذه النظرية عن طيران هتلر إلى الأرجنتين، بما في ذلك غاي والترز وقد وصف غاي نظرية دانستان-ويليامز بأنها “محض هراء”، مضيفًا: “لا يوجد للنظرية أي أساس . تبدو أقرب لأوهام نظرية المؤامرة”.
يدعى والترز: “من المستحيل أن نعتقد أن الكثير من الناس يمكن أن يبقوا مثل هذا الأمر هادئًا”، وأضاف: “لا يمكن لمؤرخ جاد أن يعطي القصة أي مصداقية”.
ولكن بعد صدور الكتاب المثير للجدل، تم أيضا إنتاج فيلم روائى طويل يتناول رواية الذئب الرمادى من قبل الكاتب جيرارد ويليامز فى عام 2014، واحتوى الفيلم قائمة واسعة من الناس الذين ادعوا رؤية هتلر فى الأرجنتين .
حصل الفيلم على ردود فعل متباينة ما بين الرفض و اليقين ، و تسلط وثيقة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتاريخ 3 تشرين الأول/أكتوبر 1955 الضوء على مزاعم “جندى فرقة SS ألمانى سابق” يدعى فيليب سيتروين، أن “أدولف هتلر كان لا يزال على قيد الحياة” و”أنه سافر من كولومبيا إلى الأرجنتين تقريبًا في كانون الثاني/يناير 1955″. صاحب الوثيقة صورة مزعومة سيتروين مع هتلر .
يذكر التقرير أيضا أن وكالة المخابرات المركزية “ليست فى وضع يمكنها من إعطاء تقييم لهذه المعلومات المهمة و الغامضة “.
ليكون الزعيم النازى هتلر الأكثر أثارة للجدل في حياته وحتى بعد موته أو إختفاءه عن ساحة التاريخ في 30 من نيسان من العام 1945 .

إقرأ أيضًا :-

مملكة فارسكور القصة المنسية

إمبراطورية المنيا القصة المنسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا