رؤية وابداع

كابوس منتصف الليل

 دعاء الزغبي

لغروب الشمس منظر جميل وساحر لكنه نذير لانتهاء النهار ومجيء الليل الذي يسدل ستائره معلناً قدومه مصطحباً الهدوء والسكون في كل مكان وعندما يركن الجميع للنوم والراحة من عناء يوم شاق جدا تبدأ الرحلة وكابوس منتصف الليل.

إنها رحلة مثيرة برغم الآلام التى نصادفها فهى مزيج من الذكريات الجميلة والمؤلمة وهنا يحين موعدي بعد منتصف الليل كعادتي يوميا حيث أسترجع جميع ذكرياتي ويبدأ شريط الذكريات وكل ما مر بي.

أقبع وحدي بحجرتي ويبدأ شريط كبير يمر بذاكرتي لكل الذكريات الجميلة والمؤلمة لكن وبكل أسف سرعان ماتذوب حلاوة الذكريات الجميلة أمام ذاك الكابوس الذى يحول بيني وبينها ..إنه المشهد الأخير والذكرى الأليمة..المشهد الذي قتل قلبي وأودى بي لمثل تلك الحالة التي باتت تحتلني يوماً بعد يوم في مثل ذاك الموعد.

فأجد النوم الهاديء أصبح حلماً صعب المنال وإن حدث ولو صدفة أفزع على كابوس أليم يؤلم جسدي ونفسي إنه كابوس المشهد الأخير من ذكرياتي التي لطالما تمنيت أن تظل جميلة ولكن هيهات كان المشهد قاسياً بما يكفي لأن أفزع منه وكأنه كابوس رهيب إنه الخيانة التي أمقتها جداً ذاك اللفظ المنفر والصفة الشنعاء .

إنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن نسيانه أبداً فكم من جميل شوهته تلك الصفة الذميمة التي ليس لها عندي أي مبررات حتى الحب لن يشفع لها لقناعتي أن من يحب بصدق لايخون أبداً مهما كانت الإغراءات فهى كالعروس الجميل في الشكل فقط لكن داخلها ماهو إلا إبليس ولا يقع فيها إلا ضعاف النفوس.

هنا أدرك موعدي مع الكابوس الذي بات كداء احتلً أركان جسدي يأبى مفارقتي وهنا أوقن أنه لا أمل في الخلاص فقد فشلت في الهروب فألقي بنفسي في سراديب النسيان علني أنسى لكن يبدو أنه ليس بالأمر السهل فالعذاب كل العذاب أن تجد نفسك مشتاقا لمن أحببته برغم مافعله بك من إيذاء قلبك وكسره بتلك الطريقة .

أتساءل كيف استطاع أن يفعل بي ذلك وكيف لعقلي استيعاب ذلك فبالأمس القريب كان يقاسمني كل شيء واليوم أصبح أكثر من يؤذيني ..أندهش كثيراً لذلك فكيف لنا أن نهون على من أحببناه ووهبناه كل شيء؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!….

تظل أسئلة لا يجيب عنها إلا كابوس منتصف الليل.

إقرأ أيضاً:

هي والماضي

ما رواه البحر

بعد أن التقينا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا