رؤية وابداع

بعد أن التقينا

قلم/دينا توفيق

كم كنت تائهاً حتي وجدتها، رأيت النور مجدداً بعد أن التقينا، وجدت بجانبها الاطمئنان بعد الترنع، وجدت النور بعد السَدَف الذي أطفأ بداخلي شموع الحب، الروح تعشق ضحكاتها وعيناها الفاتنة يعجز الناظر إليها في التفريق بين الحق والباطل، لا يخيل لي كيف تكون الحياة لو لم ألتقي بها! لو لم نلتقي لفنت العوالم بعيناي، وبتُ سجيناً لقيود الحزن، كنت لا أهتم لنفسي ولا أنظر لتلك المرآة التي تراها عيني سوداء، أصبح البريق يشع بداخلي كلما رأيتها تتحدث بكلمات معسولة تشفي بحديثها المجنون، أحببت أيامي وكل الدقائق بجانبها، حتي جدران حجرتي التي كنت أراها قاتمة أصبحتُ أراها تشع باللمعان منذ مجيئها، صمتت حروف اللغة أمام كل ما أبدلته بروحي البالية، لقد جعلت مني شخصاً لا يخاف الحياة، لقد أمسكت بي حينما أفلت الجميع يدي، لقد فتحت أمامي آفاقاً بعيدة لم أرها من قبل، لقد أشعرتني أنني لا أستحق إلا السعادة والسكينة، كل العبارات مسكينة وغير كافية لحديثها فقط، فكيف لك بعينيها وجمالها، لم أكن أعلم بالحب حتي أحسست التلذذ بالحب حقاً بعد أن التقينا، لعلك أحببت من قبل ولكن لم تشعر بمعني الحب، ولكني شعرت بكل معاني العشق والغرام بجانبها، وكأن الحياة تقول لي من جديداستنشق هواء السعادة ولا تخف فقد تجرعت الكثير من الآهات، هي معلمة حروف التفاؤل والأمل بروحي كل يومٍ، هي تلك الضوء المنبعث من حجرتي البالية التي كان يملؤها السَدَف، جعلتني عاشقاً للكتابة في بحر عينيها، عاكفاً في غسق الليل أفكر في كلماتِ وحروفِ عميقة كي تصف ألوانها وبهجتها ويداها التي تزين الجدران بالأضواء المشعة، منذ أن التقينا أراها الحياة وكل الملاذ، في كل مرة أتمني ان يتجدد اللقاء كي أشعر بكل هذا الملاذ، أمتلك الدنيا وما عليها بها هي، ولكن ليس لي علي قلبي سلطاناً بجانبها، هي فقط تملكه منذ أن التقينا… ”

إقرأ أيضاً:

هي والماضي

ما رواه البحر 

سجين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا