التاريخ والآثارمقالات

الوشم فى مصر القديمة

بقلم : هايدى محمد جعفر

 

اشتهر المصريون القدماء بالأعمال الفنية ذات الرمزية العالية والأناقة الموجودة على جدران الآثار والمقابر، ولكنها أيضًا مصدر لبعض أقدم ظهور مسجل للوشم، فضلاً عن أطول تاريخ متتابع لفن الوشم ..

وشم المصريون القدماء صورًا لآلهتهم والموسيقى والرقص وطقوس الخصوبة والأنماط الهندسية على أجسادهم لأكثر من 4000 سنة . تعود العلامة الأولى للوشم المصرى إلى عام 2000 قبل الميلاد، وهو الوقت الذى كان يجرى فيه بناء أول الأهرامات . على الرغم من أنه كان هناك القليل جدًا عن الوشم المذكور فى النصوص الباقية من ذلك الوقت، ولم يتم اكتشاف سوى عدد قليل من المومياوات تحمل الوشم، ويعتقد أن الوشم لعب دورًا هامًا فى الثقافة المصرية ..

المصريون القدماء والأعمال الفنية
الوشم فى مصر القديمة

تم العثور على ثلاث مومياوات من تلك الفترة مع الوشم على بطونهن، و الفخذين، والحوض . وبسبب وضع الوشم، يُعتقد أنه تم استخدامه لطلب الحماية والمباركة من الآلهة أثناء الحمل والمخاض . كما وُجدت العديد من التماثيل الحجرية مع ما يبدو أنه وشوم رسمت على أجسادهم . كما تم العثور على هذه التماثيل فى مقابر الشخصيات التاريخية الهامة، مما يضفى عليها المصداقية والوزن فى الإعتقاد بأن الوشم كان يحدث بشكل منتظم بين الطبقات العليا . ويبدو أن معظم النساء ذوات المكانة العالية تم وشمها خلال تلك الفترة، حيث تم تحديد إحدى المومياوات على أنها كاهنة الإلهة حتحور، كان اسمها أمونيت، وكان جسدها محفوظ بشكل جيد وظهرت الوشوم فى أنماط هندسية بسيطة عبر بطنها، والفخذين، والثديين . كما كان الحال مع أمونيت، كانت معظم الأوشام المصرية الأولى ذات تصميم هندسى بسيط، مثل الخطوط المنقطة وأشكال الماس، وكانت سوداء أو زرقاء داكنة اللون ..

المصريون القدماء والأعمال الفنية
الوشم فى مصر القديمة

ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الأنماط المبسطة فى وقت مبكر تصاميم أكثر تعقيدًا، مثل شكل الإله بس، الذى قيل أنه راعى الموسيقى والرقص والخصوبة . كان شكل بس عادة ما يوشم على أفخاذ النساء، وقيل أنه يخفف الألم والخوف من المخاض والولادة . على الرغم من أنه يبدو أن الوشم لعب دورًا رئيسيًا في الخصوبة والولادة، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن معظم النساء هن اللواتى تلقين الوشم، ووضعهن على الجسم، وصُور بس، يعتقد أيضًا أنه كان من الممكن استخدام الوشم كشكل من أشكال الوخز بالإبر، ويمارس كوسيلة لتخفيف الألم بسبب التهاب المفاصل أو الحالات الطبية الأخرى ..

اعتقد العديد من المصريين أن الوشم لم يوفر الحماية الطبية فحسب، بل جعلهم أيضًا أقرب إلى الآلهة . رأوا الوشم كتمائم دائمة أشادت بآلهتهم المفضلة . كما رأوا وضع الوشم الذى يصور إلهًا كذبيحة، مما أكسبهم معروفًا خاصًا من الآلهة ..

المصريون القدماء والأعمال الفنية
الوشم فى مصر القديمة

حمل الوشم المصرى الكثير من المعنى والقوة لأولئك الذين حملوا الوشم، ليس من المستغرب أن عملية الوشم نفسها كانت مليئة بالأهمية والرمزية . بدأت عملية الوشم الشعائرى بإنشاء “فرشاة الوشم” المسطحة، والتى كانت تتألف من عدد فردى من الإبر، مضفرة معا فى حزمة . كانت فرش الوشم تتكون عادة من ثلاث أو سبع أو تسع إبر، حيث أولى المصريون أهمية خاصة لهذه الأرقام . ثم يتم غمس فرش الوشم فى سخام (هباب الفحم) الفحم أو مسحوق النيلة وتستخدم لثقب الجلد عدة مرات، من أجل إنشاء الوشم المطلوب . يحتوى السخام والنيلى على صفات مُطهرة، مما ساعد على منع العدوى . وبمجرد الإنتهاء من الوشم، تم فرك الوشم أيضًا بالأعشاب والزيوت المختلفة المعروفة لتعزيز الشفاء، وختم عوامل تلوين الوشم .

 

إقرأ أيضًا :-

معدن السماء “Pi3 m Pt”

نظم ومعايير فصل الشتاء عند المصريين القدماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا