أخبار العالم

الإمارات تقدم نموذجاً ملهماً في مجال المسئولية الاجتماعية خلال عام 2020م

 

طالب غلوم طالب

كاتب وباحث إماراتيّ

تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تاريخها الحضاري بالسخاء والكرم والعطاء دولة وشعباً ، ويظهر هذا جلياً من ممارسات الآباء المؤسسين في مجال العمل الإنساني لترسم حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إطاراً تشريعياً وتنفيذياً لترسيخ دور الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الخيري وتعزيز قيم العطاء والكرم عالمياً .

و تقدم دولة الإمارات منذ تأسيسها ما يقرب من (320) مليار درهم كمساعدات دولية لتأكيد استجابتها الدائمة للدول المتعثرة ولكافة الطوارئ والأزمات على مستوى العالم ، فقد تم إرسال مساعدات إنسانية إلى ما يقرب من (117) دولة على مدار عام 2020م

فأبعاد المسئولية الاجتماعية ليست بعيدة عن ديننا الإسلامي السمح الذي حثّ الناس على التعاون من أجل خير المجتمع والحفاظ على البيئة وركّز على عدم إهمال حق الأجيال القادمة

وتكتسب المسئولية الاجتماعية أهميتها في دبي باعتبارها حجر الزاوية والأساس الذي انطلقت منه المبادرات والمشاريع الخيرية للهيئات والمؤسسات في كافة القطاعات ، وأداة مهمة للتخفيف من وطأة الصراعات الدولية والكوارث و المجاعات ،ومحاولة تحسين جودة حياة الإنسان في شتى بقاع الأرض لإرساء أسس حياة كريمة بما تتضمنه من نشر التعليم والحياة الصحية وتمكين المجتمعات دون التحيز إلى عرق معين أو دين معين.

وفي هذا السياق أصدرت دائرة الشئون الإسلامية بدبي تقريرها السنوي في قطاع العمل الخيري لعام 2020م والذي يلقي الضوء على إنجازات المسئولية الاجتماعية بدبي، والتي اضطلعت بها مؤسسات العمل الخيري والهيئات الحكومية والخاصة والتي ساهمت في توفير جودة الحياة في الكثير من بلدان العالم ، حيث أشار التقرير إلى أن إجمالي تمويل (1267) مشروعاً ومبادرة خيرية تعدى الثلاثة مليارات درهم ليستفيد منها ما يقرب من (98) مليون فرداً حول العالم شارك فيها ما يقرب من (171) ألف متطوع استطاعوا أن يقدموا أكثر من مليون ساعة تطوعية سواء إلكترونيا ً أو ميدانياً ما يشير إلى ارتقاء الوعي الإماراتي بثقافة العمل الإنساني، ويشير التقرير في طياته إلى أن هذه القطاعات الخيرية بدبي استطاعت أن تحول القيم الإماراتية النبيلة إلى منجزات حقيقية على أرض الواقع وتبعث الأمل في نفوس البشر المعسرين المحتاجين.

فقد كرست الجمعيات والمؤسسات الخيرية عملها الإنساني في دعم الإنسان في المجتمعات التي تتعرض لكوارث وصراعات وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم

أما الجهات الحكومية فقد ساهمت بحزمة من المبادرات والبرامج التي دعمت ثقافة التكافل حيث بلغ عدد المشاريع لكل من المؤسسات الخيرية والجهات الحكومية ما يقرب من (988) مشروعاً ومبادرة بقيمة إجماليها (1184) مليون درهم وصلت إلى ما يقرب من (ثمانية ملايين وثلاثة آلاف وستمائة) فرد حول العالم شارك فيها (48107) متطوعين قدموا خلالها (1001151) ساعة تطوعية.

ولم يعد تقييم شركات القطاع الخاص يعتمد ربحيتها فحسب ولم تعد تلك الشركات تعتمد على بناء سمعتها على مراكزها المالية فقد بلور مفهوم المسئولية الاجتماعية الذي ساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب الاقتصادية والتقنية والإدارية في أنحاء العالم وتبلورت معه عدة مرتكزات وأسس عمل باتت تعد من قبيل المقارنات المرجعية في تحديد نطاق وأبعاد المسئولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص والتي اعتمدت على ثلاثة اتجاهات:

• المساهمة المجتمعية التطوعية : ويلقى هذا المجال اهتمام

معظم شركات القطاع الخاص بدبي التي تتضمن الهبات الخيرية وبرامج التطوع والاستثمارات المجتمعية طويلة الأمد في الصحة والتعليم والمبادرات ذات المردود المجتمعي .

• العمليات الجوهرية للأعمال وسلسلة القيمة : والتي غالباً ما تكون رؤية القيادة العليا في شركات القطاع الخاص والتي تسمح لها بالتفاعل النشط مع موظفيها وتحسين الظروف والأوضاع وتعظيم فرص التنمية المهنية ومن ذلك تطبيق إجراءات لتقليل استهلاك الطاقة والمخلفات واستخدام الطاقة الخضراء المتجددة

• حشد التأييد المؤسسي وحوار السياسات والبناء المؤسسي : بحيث تضع قيادات المسئولية الاجتماعية الرؤية وتهيئ المناخ العام الذي يمكن الموظفين من تحقيق التوازن المسئول بين المتطلبات المتعارضة لزيادة الأرباح وترسيخ المبادئ التي قامت من أجلها

وبفعل تلك المسئولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون ضمن الـ5 الكبار عالمياً في “العمل اللائق ونمو الاقتصاد” في مؤشرات التنافسية العالمية

وحيث إن القطاع الخاص والشركات يمثلان الجزء الأكبر والأساسي في النظام الاقتصادي بدبي وعليه فقد كانت لتبرعات ومنح القطاع الخاص على مدار عام 2020م أهمية بالغة حيث وصل عدد المشاريع والمبادرات التي تبناها القطاع الخاص (740) مشروعاً ومبادرة لتتجاوز القيمة الإجمالية (634) درهم استفاد منها ما يقرب من (3500) فرد حول العالم وقد شارك في تلك المبادرات مجموعة كبيرة من الشباب المتطوع بلغ عددهم (107) قدموا عدد (1151) ساعة تطوعية ،

وبفضل ما تقدمه دبي وأبوظبي والإمارات الأخرى من نماذج ملهمة في مجال المسئولية الاجتماعية استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحتل المرتبة الثالثة عشرة في مؤشر العطاء العالمى وجاءت في المرتبة السادسة عشرة فيما يتعلق بفكرة التبرع بالمال من مجموع (100 دولة)

اقرأ أيضاً

نواب ليبيا تحذر بريطانيا و تركيا من التدخل في الشئون الداخلية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا