المرأة والحياة

العنف ضد المرأة ….دوافع وآراء

هدى خميس

انتشرت في السنوات الأخيرة أعمال العُنف ضد المرأة وجرائم قتل ارتكبت ضد نساء عُزل والتي ارتكبها رجال لأسباب غير مفهومة إما بسبب الحالة النفسية أو بسبب ما يسمى بجرائم الشرف ،أو جرائم التحرش والإغتصاب الجنسي، والذي يؤدي إلى تقييد حرية أنثى لأسباب عديدة .

امرأة تُقتل كل ١١دقيقة

وهذه الجرائم التي تصنف تحت مُسمى العنف المنزلي ، فعلى سبيل المثال في الكويت، في شهر سبتمبر 2021 قتلت شابة من قبل أخيها لأنها تجرأت وأبلغت السلطات بأنه يحتجزها في البيت على غير إرادتها لما يقارب الشهرين وهددها مراراً بالقتل، وفي نفس الفترة الزمنية خلال خمس عشر يوم من وقوع هذه الجريمة، وقعت جريمتين أخريين، حيث أقدم رجل على قتل زوجته بعدة طعنات وآخر يقتل أم زوجته بعد ملاحقته لزوجته و والدتها إلى أن أطلق عليها ثلاث أعيرة نارية بسبب خلاف عائلي !

وفي الأردن في العام الماضي قادم رجل آخر بفقع عيني زوجته وأصبحت عمياء لأنها كانت تريد هجره بسبب العنف الجسدي والإهانة التي يمارسها سواء عليها أو على أطفالها في شهر يونيو الماضي، قام رجل بقتل ابنته الجامعية بسبب تدني علاماتها !؟

أما في مصر، فقد تصاعدت حدة جرائم العنف وازدادت شراسة ضد النساء خلال جائحة كورونا، فقد أعلنت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة في تقريرها الصادر في الربع الأول من شهر أبريل 2021 ، أن هناك امرأة تقتل في العالم كل 11 دقيقة من قبل قريبٌ لها.

العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة

يوم العنف ضد المرأة

وتجدر الإشارة هنا إلى أن قامت هيئة الأمم المتحدة ، بتخصيص يوم 25 نوفمبر من كل سنة ،والذي بدأ منذ عام 2008 وفي كل عام تستمر فعالياته لمدة ستة عشر يوماً إلى تاريخ 10 ديسمبر وينتشر اللون البرتقالي للتنويه، و لرفع الوعي وتوجيه الأنظار حول العالم تجاه مشكلة تصاعد العنف ضد النساء وخاصة العنف الأسري في محاولة إيجاد الحلول وإيقاف هذه النزيف .

خاصة خلال أيام انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19) والتي أدت لتزايد أعمال العنف ضد النساء إما بسبب تواجدهم معظم الوقت مع زوجاتهم أو بسبب فقدهم لأعمالهم أو بسبب فرض الحجر الصحي على البعض الآخر، أيًا كان السبب يجب أن ننتبه ونبحث في أسباب هذا العنف واستهداف المرأة بطرق وحشية وغير آدمية .

وغالباً تؤدي هذه الجرائم إلى خسارة المرأة لحياتها أو حريتها أو احترامها لذاتها والتي قد تكون لأسباب خارجة عن إرادتها أو بسبب نظرة المجتمع، أو الخوف من انتقام الزوج أو الأب أو الأخ أو ولي أمرها في حال حاولت أن تكشف عما تتعرض له أو حاولت البحث عن المساعدة.

المرأة مخلوق ضعيف وقوي

غالباً ما تتعرض المرأة لشتى أنواع العنف اللفظي والجسدي من الشريك وبجانب ذلك أيضا هناك العنف الجنسي والذي لا تستطيع غالبية النساء التحدث عنه بسبب خجلهم وبسبب البيئة التي نشأوا بها ، و تعرضهم للتعنيف والإسكان في حالة الإفصاح عنه وذلك بسبب تبعاً للعادات و التقاليد وبالتالي معظم النساء لا يستطعن الوصول للجهات المسؤولة أو للأشخاص المعنيين لتلقى الحماية مِن مَن يقوم بتعنيفهن.

وبسبب طبيعة المرأة ولأنها بحكم العادة تعتبر مخلوق ضعيف رقيق المشاعر ومغلوبة على أمرها لأنها تتبع الرجل، سواء الأب أو الأخ أو الزوج وفي بعض البيئات المجتمعية تعتبر تابع للرجل .

وبالتالي ليس لها رأي وتكون حريتها مقيدة ولا تستطيع إبداء رأيها بكل ما يتعلق بحياتها والذي يغذي هذه المبادئ والأفكار السلبية التربية الغير مسؤولة والبيئة التي تنشأ فيها ويعمل ولي الأمر على تغذية هذه النقاط، على إثبات إنها بحاجة للرجل في حياتها لكي تعيش وإلا لن تستطيع أن تفعل أي شيء يتعلق بها بشكل صحيح.

وبناء عليه يتم تسليم الراية من بعد الأب والأخ أو من يتولى أمرها إلى الزوج والذي لن يكون لها رأي فيه وبالتالي يتحول الرجل في حياتها من مصدر حماية وأمان إلى مصدر قلق وتوتر وخوف دائم، فتفقدالثقة في نفسها وتعبر نفسها تابع للرجل ومن غيره لا حياة لها.

لماذا تقبل الزوجة بالعنف؟

تعتقد بعض النساء أنهن يستحقن الضرب والأذى الجسدي والمعنوي الذي يحدث لهن، في ديننا الإسلامي الحنيف تم تكريم المرأة ومنع الزوج من ضرب المرأة ، خاصة على وجهها واتفق جميع علماء المسلمين على تحريم الضرب والنهي عنه وأيضا تأسياً عن الرسول الكريم، حين قال استوصوا بالنساء خيراً وأيضاً قال رسولنا الكريم لَنْ يَضْرِبَ خِيَارُكُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرَهُمْ كَانَ لاَ يَضْرِبُ.

اذاً الأصل التنبيه والتحذير وليس استعمال العنف والضرب والمبالغة فيه،وبسبب الموروثات والمعتقدات الحالية وأن الرجل له القوامة أو له الكلمة العليا مما يؤدي لفقد ثقتها بنفسها والخوف يمنعها من تقديم شكوى .

ويكون ذلك إما لأن أهلها يمنعونها ويطالبونها بالتحمل والصبر خاصة إذا كان لديها أطفال أو أن الزوجة لا يوجد لديها أهل أو أي شخص تعتمد عليه ليساندها أو أن يكون الزوج لديه أسباب صحية أو نفسية وهذا ما نناقشه تالياً.

لماذا يلجأ الرجل للعنف ؟

الأب أو الأخ أو الزوج أو من يتولى شؤون ابنة أخيه أو أخته أو أحد من قريباته يمارس عليها العنف الجسدى والمعنوي أو الاستغلال الجنسي، وطبعاً أصبح الختان نوع من أنواع العنف ضد الأطفال.

ولكن عادة ما تكون هذه الشخصية التي تمارس العنف المبرمج تعاني نفسياً إما بسبب تجارب سيئة عاشها في الصغر مثل التنمر أو مشاهدته والده وهو يضرب والدته وهي متقبلة لهذا الوضع المؤذي أو بسبب حرمانه من العطف والحنان في طفولته.

أسباب العنف ضد المرأة

واضافة إلى ما سبق فالبعض الآخر يرى أنه يجب أن يفرض سيطرته على زوجته باستخدام العنف، حتى تكون تحت سيطرته وتنفذ أوامره أو يكون هناك عقاب شديد، وهناك من تكون نشأته في صغره جعلته سيء الخلق وغير صبور وليس لديه أي وعي للتفاهم في حل مشاكله مع زوجته إلا العنف.

وما يزيد الطين بلة أن تكون الزوجة غير صبورة وعصبية وسليطة اللسان ولا تعرف كيف تحترم زوجها فيفقد الزوج أعصابه ويحدث ما لا يُحمد عقباه.

وقد يكون السبب غير منطقي، كأن يكره الرجل المرأة لأي سبب لإستقلالها أو لقوة شخصيتها ورفضها أن تكون تابعة لأحد.

وسواء كانت هذه الأسباب أو غيرها هذا لا يبرر أبداً أن له الحق في أن يؤذيها بطريقة وحشية وبشعة.
.

قبل النهاية يجب أن يتم تغليظ العقوبات لأن غالبية الجناة يتحصلون على حكم مخفف أو يتم إطلاق سراحهم بسبب جرائم الشرف وأيضاً يجب تثقيف النساء عن حقوقهن وكيف يبحثون عن المساعدة المناسبة لهم.

أخيراً

المرأة شخصية مستقلة وليست تابعة للرجل، لديها الحق في أن تعيش حياة تقرر لها بنفسها وأن يكون لديها رأي في اختياراتها حول شريك الحياة أو في التعليم أو في العمل.

يجب أن يفهم طرفي الزواج المبادئ الأساسية له،هو عبارة عن شركة مشتركة بينهم، تحتاج منهم التعامل بصبر شديد، فليس جميع الرجال سيئين وليست جميع النساء ضحايا.

يجب أن يستوعب الأب أو الأخ بأن ابنته أو أخته ليس لها ملجأ من يؤذيها إلا هم، فقدموا لها الدعم والحماية.

ولكِ سيدتي

لا تستسلمي ولا تتقبلِ العنف ولا تبحثي عن مبرر لمرتكبه، فلا يوجد للعنُف مبرر أبداً، انتي انسانة حُرة وأنتِ من تتحكمين في قرارتك التي قد تنقذ حياتك في النهاية، فابحثي عن المساعدة ولا تيأسي.

المصادر
بي بي سي العربية
جريدة العربي الجديد
جريدة الغد الأردنية
موقع الصحة العالمية التابع لهيئة الأمم المتحدة
موقع هيئة الأمم المتحدة
مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة

مراجعة حنان مرسي

إقرأ أيضا:

المرأة وجامعة المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا