أخبار العالم

دمج روح الاتحاد بروح المستقبل في اليوم الوطني الإماراتي

 

بقلم طالب غلوم طالب

كاتب وباحث إماراتي

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله : «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا يُنتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم».

هذه المقولة لسموه إنما تعكس اهتمام قيادات دولة الإمارات العربية المتحدة بتصميم مستقبلها ، وفي هذا السياق وتزامناً مع اليوم الوطني الإماراتي الخمسين اعتمدت (اليونسكو) يوم (2ديسمبر) يوماً عالمياً للمستقبل ليحتفي بذلك التاريخ ليس دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب بل العالم أجمع، وقد هدفت (اليونسكو) من هذا الاختيار دعوة دول العالم أن يحذوا حذو الدولة التي كانت ومازالت تهتم باستشراف وتصميم مستقبلها وتسعى دوماً لتطوير قدراتها في ميدان استشراف المستقبل وصنع سياسات استباقية متفردة تمكنها من تحقيق جودة الحياة للأجيال القادمة ، فهذا الاختيار يعد تقديراً لدولة الإمارات لدورها الريادي العالمي خلال خمسين عاماً في بناء المستقبل وجاهزيتها العالية لدعم القطاعات المستقبلية مثل (قطاع الفضاء – والمدن الذكية – الذكاء الاصطناعي – والروبوت) واستثمار هذه القطاعات لدعم قطاعات التعليم والصحة والبيئة وبناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل ، هذا بجانب الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية التي تمسّ حياة الإنسان وتحليلها ووضع مشاريع استباقية غير مسبوقة تمكنها من تبني الفرص المستقبلية لتحقيق قفزات نوعية لخدمة الإنسانية جمعاء .

كما يأتي هذا الاختيار لما احتلته دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة مرموقة على الصعيد الدولي ومشاركتها الدولية المستمرة في استشراف المستقبل وصناعته ، فبفضل الرؤية المستقبلية لقيادات دولة الإمارات العربية المتحدة تحقق هذا الإنجاز التاريخي ، وأثمر ما بذلوه من جهد على مدى خمسين عاماً رؤية مستقبلية رسّخ لها الآباء المؤسسون الكبار ركّزت بالأساس على تنمية الإنسان والاستثمار فيه ، لترسي دولة الإمارات نموذجاً عملياً يحفّز الدول على استثمار قدراتها الكامنة لاستشراف وتصميم مستقبلها .

فقد تطور استشراف المستقبل خلال الخمسين عاماً الماضية فمنذ قيام الاتحاد سعى الآباء المؤسسون إلى ترسيخ ثقافة المستقبل في الشعب الإماراتي لتصبح اليوم توجهاً حكومياً عزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كوجهة عالمية للمستقبل

ومن أهداف اليوم العالمي للمستقبل الذي تنظمه منظمة اليونسكو دعم الوعي بأهمية التفكير المستقبلي للدول والشعوب ما يساعد على رفع جاهزية الحكومات لمختلف التحديات ووضع خطط استباقية تسهم في ابتكار حلول جديدة تدعم تحقيق جودة الحياة للأجيال القادمة، إضافة إلى أنه من أهداف هذا اليوم دعم معرفة الدول بكيفية تصميم مستقبلها واستثمار الفرص المستقبلية ، وتوجيه شعوب العالم إلى أهمية استشراف المستقبل واستخدام الأدوات العلمية التي ترسم وتصنع المستقبل.

ولعل حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز التاسع عالمياً في المؤشر العالمي للقوة الناعمة من حيث اهتمام العالم بشئونها عام 2021م ، كان من أسباب اختيار اليوم الوطني للإمارات لتسجيله يوماً عالمياً للمستقبل ؛ لذا يعكس اختيار منظمة اليونسكو القوة الناعمة لدولة الإمارات من خلال إبراز صورة الإمارات كدولة تصنع وتصمم مستقبلها ، منفتحة على كافة الثقافات والحضارات كتحفيز لدول وشعوب العالم أن يحذوا حذوها باعتبارها نموذجاً واقعياً يؤسس لحالة من الابتكار والإبداع واستشراف المستقبل؛ ويتيح كافة الإمكانات لرسم ملامح مستقبل الإبداع والتميز .

ومن منطلق رؤية وفكر الشيخ محمد بن راشد المستقبلية وإخوانه الحكّام ، والتي تؤمن بالفكر الاستشرافي يقول في هذا السياق «الاعتراف الدولي بالإمارات كدولة للمستقبل ونموذج لاستشرافه ، ومحطة رئيسة لصناعته هو تقدير عالميّ يضع علينا مسؤولية أكبر في تطوير قدراتنا لنكون نموذجاً لاستشراف المستقبل ومواكبة متغيراته والاستفادة من فرصه أمام كافة حكومات العالم، كل عام ودولتنا بخير ومستقبلنا أفضل وأكبر وأعظم».

أخيراً يأتي هذا الاختيار كدمج تناغمي لروح الاتحاد مع روح المستقبل ليجمع العالم يوماً يشكّل ملامح غد أفضل للإنسانية وإشراك جميع دول العالم في هذه المسيرة الاستشرافية ، من أجل إلهام الأجيال القادمة ودعمها لإطلاق الابتكارات.

اقرأ أيضا

البيئة تستعرض تقرير حول أنشطة مشروع “الفيوم أفضل بدون بلاستيك”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا