تقارير وتحقيقات

ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي

 

تقرير: رحمه الألفي

 

انتشر في الآونة الأخيرة الزواج الثاني، خصوصا بين المشهورين، وكأنه أصبح حق لكل من استطاع، مؤكدين على الآية الكريمة

“فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ”

متناسين الجزء الأخر منها

“فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً [النساء:3]

ربما للنساء دور في انتشار الأمر بسرعة بسبب صمتهم في أغلب الأحيان، لكن على الزوج أن يدرك أنه لا توجد إمرأة تستطيع أن تتحمل مأساة وجود امرأة أخرى تشاركها زوجها.

ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي
ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي

أراء حول الزواج الثاني:

إنقسمت الآراء حول الزواج الثاني إلى ثلاثة آراء كعادة مجتمعنا العربي، البعض يؤيد والبعض الآخر يرفض وبشدة، والبعض لا يعنيه الأمر من الأساس، ولكل منهم وجهة نظره الخاصة.

 

أولا آراء تؤيد الزواج الثاني

يرى البعض أنه لا مانع من الزواج الثاني مادام الشخص في مقدرته المالية ذلك، كما أن الشرع قد حلل للرجل الزواج من واحدة واثنين وأربعة، فما المانع من الزواج الثاني إذا، كما يرى أصحاب تلك الرؤية أنه من الطبيعي أن يتزوج الرجل وللمرأة الحرية في اختيار أن تكمل أو أن تطلب الطلاق، متبعين الجزء الاول من الآية متناسين الأخر.

ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي
ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي

ثانيا آراء ترفض الزواج الثاني

أما أصحاب تلك الرؤية يروا أن الزواج الثاني عدم تقدير للمرأة، خصوصا لو كان الرجل في بداية حياته غير مقتدر ماليا ومع ذلك تقف زوجته معه في كل الصعاب التي تواجهه، وعندما يصبح ذو قدرة مالية أول ما يفكر به هو الزواج الثاني، وذلك إن دل على شيء دل على عدم عرفانه لما قدمته الزوجة من تضحيات في سبيل الحياة معه، وتفضيل الحياة بجانبه رغم كل ما يمر به من ظروف عسيرة، ذاكرين الآية الكريمة

وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ [النساء:129]

 

ثالثا أشخاص لا يعنيهم الأمر

في كل معضلة لابد من وجود أشخاص لا يعنيهم الأمر، إما لأنهم لم يجربوا الشعور، أو لأن لفقدانهم الشغف تجاه كل ما في الحياة، دائما ثمة أشخاص لا تهتم إلا بما يحدث لهم فقط، مادام الأمر لا يمسهم فكل شيء على ما يرام، من وجهة نظري أولئك الأشخاص من أهم الأسباب في إزدياد الأمر سوءا.

ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي
ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي

الزواج الثاني بوجهة نظر مختلفة

لا يمكن أن ننكر حقيقة أن الشرع قد حلل الزواج من أربع، لكن أيضا لا يجب أن ننسى أنه ثمة شروط للزواج أهمها العدل بين الزوجات، فالرجل لابد أن يكون قادرا على العدل بينهما سواء في المعاملة الحسنة أو في الماديات أو غير ذلك، جميعنا ننظر من جانب واحد، ذلك الجانب الذي يجبرنا على أخذ الموضوع كأنه حرب بين الرجال والنساء، ليتحول الوضع من كونه زواج ثاني إلى اضطهاد نسوي، لذلك وجب علينا أن نظهر الحقيقة ونغير وجهة نظرنا لمرة، ونكن منصفين للجميع، ثمة أشياء بين الرجل والمرأة لا يعلمها سواهم، ثمة زوجات تحملن العديد من أفعال الرجال التي لا يتحملها ولا يقبلها أحد، وكذلك ثمة أزواج تحملوا العديد من أفعال زوجاتهم حتى فاض بهم وأصبح الزواج الثاني هو الحل الأمثل، لا يوجد بشر بلا أخطاء، لكن يوجد من يعفو ومن لا يستطيع العفو.

ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي
ما وراء الزواج الثاني بعد التحسن المادي

 

الزواج الثاني هو قصة لا يعاني فيها أحد أكثر من الأبناء، ومن ثم الزوجة، ربما ذكرت الأبناء قبل الزوجات لأنهم يتأثروا بكل ما حولهم بحزن الأم بعد الأب و بالحدث ذاته، إن لزم التفكير في أحدهم أثناء خطوة الزواج الثاني فيلزم التفكير في هؤلاء الأبرياء الذين تحطمهم عائلتهم وتحطم نظرتهم المثالية في الحياة بدون قصد، الزواج الثاني ربما يجعل المرأة أقوى لكنه يجعل الأبناء أكثر ضعفا وهشاشة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا