التاريخ والآثار

حفل طريق الكباش.

 

كتبت/ أماني حمام زغلول 

جاءت مصر أولا ً ثم جاء التاريخ من بعدها
دقيقة صمت للتأمل في حضرة جمال الحضارة الأعظم على وجه الكرة الأرضية الحضارة المصرية العظيمة
لم يمر الكثير حتى ارتدت مصر ثوبها الجميل مرة أخرى فى موكب احتفالى لا يقل عظمة عن موكب الموامياوت الملكية!

سؤال مقترح من قبل بعض الناس؟
ماهو «طريق الكباش» الذى أثار كل هذه الضجه الكبيره والذى تمت له كل هذه الترتيبات ، هل هذا الطريق مهم لهذه الدرجة ؟لماذا يكون له كل هذه التجهيزات والاحتفالات الكبيره هذه ؟

 

جولة لطيفة وصغيرة سوف نعرف من خلالها ماهو طريق الكباش الذى اثار كل هذه الضجه «طريق الكباش» ولماذا كل هذه التجهيزات ؟

اليوم ولأول مرة من 3000 سنة ، يعود «طريق الكباش» ليظهر للنور ويرى الشمس مرة أخرى في طريقة احتفال تليق بمصر، وتليق بالطريق الملكي العظيم. .!
.
في البداية أود أن أوضح أن «طريق الكباش» هو في الأصل طريق ملكي كان يربط ما بين «معبد الأقصر» و «معبد الكرنك» ويبلغ طوله 2700 متر ، وكان ملوك مصر القديمة يستخدمونه في الاحتفالات والطقوس الدينية. . .!

الطريق وقتها كان له اسمين؛ الأول هو «وات نثر» ويعني طريق الرب، والثاني هو «تا مي رهنت» ويعني «طريق الكباش» هذا لأن الطريق كله مزين على الجانبين بتماثيل على هيئة كباش في وضعية أبو الهول ، والكبش هنا يرمز لإله آمون .

الطريق كان مجهول وغير معروف لا أحد يعرف عنه شئ ولا كان يُعرف أن هنا طريق يسمى [ طريق الكباش ظل الطريق مدفون تحت الأرض لقرون طويلة جدا.

و أول من اكتشف هذا الطريق كان الدكتور الأثري «زكريا غنيم» عام 1949 ، وفى هذا الوقت كان الدكتور زكريا ينقب عن الآثار فعثر على 14 كبش ، وفى هذا الوقت لم يكن أحد يعرف هذا الطريق (طريق الكباش ) ولكن بعد عدة سنوات وفي الستينات عثر الدكتور «محمد عبد الرازق» على 64 كبش أخرى، وأيضا لم يعرف أحد أنه توجد كباش مدفونة وأن هذا طريق .

لكن في عام 2002 توصل الدكتور «محمد الصغير» إلى الحقيقة أن هذا طريق كامل طوله 2.7 كم مزين على جانبيه بالكامل بــ 1200 كبش ،ومن هنا وبعد مجهود عظيم من الدكتور «محمد الصغير » استطاع أن يحدد مسار الطريق القديم الأصلي بدقة .

حفل طريق الكباش.

ولكن كان هناك مشكلة، المشكلة هي أن أغلب هذا الطريق كان قد دُفن تحت الأض، وأيضا تم بناء بيوت ومساكن وجوامع وكنائس فوق المسار الأثري وحتى مباني حكومية في المنطقة المعروفة بـ «نجع أبو عصبة» .

ومن هنا لكى تتم عملية إحياء الطريق القديم فكان لابد من إزالة كل هذه التعديات ، وهذاكان لابد له من ارادة سياسية حقيقية؛ لأن تكلفة نزع الملكيات هذه كلها وتعويض أصحابها وتوفير أماكن بديلة لهم هي تكلفة عالية جداً، وأيضًا الصعوبة الفنية في الكشف عن الطريق الأثري القديم وترميمه ، وكذلك ترميم الكباش التي تم اكتشافها وكان أغلبها في حالة يرثى لها .

ومن أجل كل الأسباب بفضل مشروع إحياء «طريق الكباش» مجرد حلم صعب التحقيق ، حتى من حوالي سنتين وهي نهاية سنة 2019، وبداية سنة 2020 عندما قررت الدولة أن تخوض التحدي الكبير هذا وتوفر له كل الإمكانيات المادية والفنية، وكان قرار و تحدي عظيم من الدولة أنها تُحيي طريق الكباش من جديد .

وهنا رجع المشروع مرة لدائرة الضوء والاهتمام ، وبالفعل تم إزالة مئات المباني من بيوت و مساجد و كنائس و مباني حكومية ، وبعدها بدأت أعمال الحفر الأثري المتخصص ، وبدأت معالم الطريق الأثري القديم تظهر واحدة تلو الأخرى وشيئًا فشيء، إلى أن خرج الطريق للنور مرة أخرى.

وتم ترميم الكباش الأثرية بواسطة المرممين المصريين والذى بلغ عددها 48 كبش بعضها كان مهمل و منكسر و بعضها تم جلبه من محافظات أخرى ، وبعد مجهود ظل مستمر لمدة سنتين نجحت البعثة المصرية في مهمتها بإعادة تلك الكباش لحالتها الأصلية .

بالإضافة إلي أنه، تم ترميم «معبد الكرنك» لإزالة الاتساخات وعوامل التعرية التي حدثت له عبر مئات السنين، كما تم إعادة الألوان الأصلية للنقوش الأثرية المحفورة على أعمدته الضخمة .

حفل طريق الكباش.

وأهم مايميز هذا الطريق، أنه سيجعل السائح يخرج من معبد الأقصر و يصل لمعبد الكرنك مباشرة أو العكس بدون الخروج من الأجواء التاريخية لمصر القديمة، لأن السائح سوف يستعمل هذا الطريق التاريخي العريق ، ولذلك لا يحتاج أن يسير في أي طرق حديثة .
وبعد الإنتهاء رسميًا من أعمال الترميم في نصف شهر 10 / 2021، قد تم تحديد موعد افتتاح «طريق الكباش» ليكون الخميس 4 نوفمبر 2021 ” لكن تم تأجيله ليوم 25 نوفمبر 2021″ في حفل أسطوري عالمي مهيب ومُشابه لموكب المومياوات الملكية .
وهنا ينطلق الموكب من معبد الكرنك مرورًا بطريق الكباش ووصولًا حتى معبد الأقصر، و المنصة الرئيسية ومكان تواجد كبار الزوار من قادة وزعماء الدول والشخصيات العامة .
ويضم الموكب عددا من المركبات والعجلات الحربية. وأكثر من 400 من الشباب والفتيات الذين ارتدوا الزي المصري القديم كما ارتديت الفتيات تيجانا فرعونية، ويسير هذا الموكب المهيب على أنغام «ترتيلة آمون» الشهيرة ، . .!
وشهد الحفل قادة سياسيين دوليين ومحليين ، وقامت بتغطيته كل وكالات الأنباء المصرية والعربية والأجنبية . .

ضم هذا الحفل الكبير عرضا للبالون الطائر الذى تم تصويره بواسطة طائرات «درونز»، أثناء إقلاع وهبوط البالون في سماء البر الغربي، . .هذا بمشاركة 15 شركة من شركات البالون الطائر ،. .!
وكما تم تسيير عدد من المراكب النيلية التى تحمل بعض اللافتات المزينة بشكل معين للمشاركة في الاحتفالية الكبرى لطريق الكباش من خلال تنفيذ بعض العروض في المياه بشكل مبهج بحيث يشاهدها الكثير من الأهالي والحضور والمارين بهذا الطريق على طول كورنيش النيل بمدينة الأقصر كما شاهدناها

بالاضافة لكل ما سبق ، ضم الحفل إقامة مسرح كبير على البحيرة المقدسة داخل معبد الكرنك لتنفيذ بعض العروض الاستعراضية في حالة بهيجة، وكما يستخدم منظمو الحفل مركبة أو «لانش نهري» داخل البحيرة للتنقل وتركيب المسرح وإقامته أعلاها، ليكون بذلك أول مركب ينزل هذه المياه منذ 4000 عام.
مصر.

إقرأ أيضًا:-

الملوك العظماء جاهزين للاحتفال. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا