الفرعون الفضي يزين المتحف المصري.
بقلم/ بسنت محمد بكر
شاهدنا جميعًا حدثًا مهيبًا أبهر العالم أجمع حين تم نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلي متحف الحضارة وافتتاحه، وفي انتظار حدث آخر مُبهر عند افتتاح المتحف الكبير وذلك بعدما تم نقل مجموعة الملك توت عنخ آمون إليه (الفرعون الذهبي) من المتحف المصري.
ولكن السؤال يطرح نفسه هنا، ما الذي سوف يحل محل مقتنيات الفرعون الذهبي توت عنخ آمون بالمتحف المصري؟
هل سيظل مكانه فارغ؟، أم هل سوف يتم عرض قطع ليست بنفس القيمة؟، أم سوف تغطي هذه المتاحف المُفتتحة حديثًا علي رونق وقيمة المتحف المصري بالتحرير؟
نُجيب علي كل هذه الأسئلة علي لسان الدكتورة ” صباح عبد الرازق” مدير عام المتحف المصري بالتحرير والتي أوضحت وصرحت أنه سوف يتم عرض مقتنيات الفرعون الفضي محل الفرعون الذهبي ألا وهو الملك” بيسوسنّس الأول” ملك تانيس ( صا الحجر حاليًا) بمحافظة الشرقية.
كما أن قناع الملك الذهبي وكرسي العرش خاصته سوف يظل عرضهم قائم بالمتحف المصري، كما أن عملية نقل المومياوات ونقل مقتنيات الملك توت عنخ آمون كانت بمثابة فرصة أفسحت المجال لعرض كثير من المقتنيات الثمينة الكامنة بمخازن المتحف المصري.
وبالحديث عن آثار تانيس فهي من أهم الاكتشافات في القرن الـ 20 ومن أهم المقابر المكتشفة ولا تقل أهمية عن اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وذلك لأنها أيضًا وُجدت كاملة، ولكن حدث ما حال دون جعل هذا الاكتشاف يأخذ حقه وهو أنه تزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، فلم يكن العالم علي استعداد للانبهار بهذا الاكتشاف وإعطاؤه حقه.
وبالحديث عن الفرعون الفضي ” الملك بسوسنّس الأول” فهو أحد ملوك الأسرة الثالثة والعشرين، وجاءت مقبرته علي درجة عالية من الروعة والجمال ومليئة بالقطع الفنية الفريدة من نوعها وجعلت مقبرته تحظي بمكانة عالية، وعلي الرغم من مقتنياته التي من الذهب وقناعه الذهبي ولكن أطلق عليه الفرعون الفضي نسبة إلي تابوته المصنوع من الفضة الخالصة الذي هو غاية في الجمال والدقة في النقوش الفنية والاهتمام بالتفاصيل وعدد من الرموز الجنائزية.
الحضارة المصرية القديمة دائما لديها ما تقدمه من تميز وفن ورقي للعالم، وكل اكتشاف لا يقل أهمية وعراقة عن الذي سبقه، ودائمًا ما كان المتحف المصري بالتحرير بمثابة المتحف الأم الذي يصدر التراث للعالم ومركز الإبهار الحقيقي وسيظل دائمًا كذلك لديه ما يقدمه وما يجذب به أنظار العالم.
إقرأ أيضًا:-
