التاريخ والآثار

« فلسفة الخلود عند المصري القديم »

 

بقلم المرشدة السياحية / رنا إسماعيل الصيرفي

لقد ارتبطت الديانة المصرية بعقيدة البعث والخلود بأن الموت هو باب للعبور إلى عالم الحياة الدائمة وكانوا مولعين بها، لقد أسموها حياة الجنة الأبدية وأسمى ما يتوقون إليه هو الذهاب السفلي، مما جعل المصريين يبحثون عن طريقة لسر الخلود فقاموا باختراع فن التحنيط، فكلمة التحنيط حولها علامات استفهام وملامح غموض عندما تذكر بين الناس، فالتحنيط هو أحد الأسرار الذي اختص به فئة من المصريون القدماء وحاولوا حفظ هذا السر ومحاولة عدم إطلاع أي إنسان من الدول المجاورة عليه لكن السر لم يستمر حتى النهاية إذ تمكن الباحثون من التعرف على هذه الأسرار عن طريق سجلات الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون الذين زاروا مصر والمعلومات التي قدمها العلم الحديث من خلال الاطلاع على الجُثث وتحليلها وما عثر في القبور من أدوات و عقاقير تستخدم في التحنيط، فالحقيقة رغم تقدم فن التحنيط إلا أن طرق التحنيط الجيدة من الدرجة الأولى والثانية بقيت حكرًا على الملوك والأمراء والأغنياء من الناس، أما المصريين العاديين فلم تحنط جثثهم بهذه الطرق بسبب تكاليفها الباهظة فلجأ المصريون لاختراع طريقة ثالثة للتحنيط رخيصة الثمن لهم لكنها لم تحافظ على سلامة الجثة مدة طويلة.

« فلسفة الخلود عند المصري القديم »

التطور في عمليات التحنيط :-

أولاً : في الدولة القديمة :- كان التحنيط يتم عن طريق تفريغ البطن ثم ملئها بالتوابل والراتينج ثم يلف الجسد بالكتان .

ثانيًا : في الدولة الوسطى :- كانت طريقة التحنيط باهضة الثمن بإستخدام الصموغ ذات الرائحة والتوابل والراتينج وبإزالة المخ والأعضاء الداخلية ثم ينقع في مادة النطرون لمدة 70 يومًا، وحاولوا حفظ الجسد بدون فتحة عن طريق حقن الجثة بزيت خشب الأرز ومادة التربنتين.

« فلسفة الخلود عند المصري القديم »

أنواع المواد والعقاقير التي كانت تستعمل في التحنيط :-

 

النطرون :
هي مادة تتكون من بيكربونات وكربونات الصوديوم وهي توجد في وادي النطرون وعندما يتبخر البحيرات تتكون طبقة بيضاء من الملح وهي النطرون، استخدمتها الأسرة الرابعة لتجفيف الجثث.

القار :
هي مادة توضع في جوف جسم الإنسان المحنط لحفظه من التحلل وجدت بعد الأسرة الحادية والعشرين.

المواد الراتنجية :
هي من المواد الأساسية في التحنيط وهي عبارة عن زيت ثخين مأخوذ من عصارة جذع النباتات من أنواعه : الصمغ والمر.

شمع النحل :
استخدمت هذه المادة في عملية التحنيط لقفل العينيين والأنف والفم ولصق الجرح وكمادة أشبه بالعازل.

خيار شنبرد (الكاسيا ) و القرفة : هي قشور مجففة من أشجار في الهند والصين وهي عبارة عن بهارات تستخدم كمواد مجففة.

النباتات :
مثل استخدام البصل للحفاظ على الجثة من العفن والتمر لتجفيف جوف الجثة واستخدام أنواع الأزهار لتعطير الجثة، ومن المواد النباتية هي نشارة الخشب والكتان لحشو جوف الجسم ونبات الحناء لتجميل الجثة .

العقاقير ذات الروائح الزكية : هي تستخدم كمواد مُعطرة ومنها زيت الزيتون واللبان وصمغ الراتنج كالمر.

الملح (كلوريد الصوديوم) :
يستخدم كبديل عن النطرون فهو يوجد في النطرون بنسبة 50%.

« فلسفة الخلود عند المصري القديم »

المصادر :-

الإهرامات المصرية عزب خالد ( عُين للدراسات و البحوث الإنسانية و الإجتماعية )، الطبعة الأولى
كتاب : التحنيط في مصر القديمة.

إقرأ أيضًا:-

لمحة حضارية في سطور تاريخية( الجزء السابع) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا