التاريخ والآثار

الموروث من الحضارة المصرية القديمة فى حياتنا المعاصرة

بقلم أماني حمام زغلول 

المصرى القديم والمصرى الحديث هما شخص واحد مهما اختلف الزمان أو تغير ات العقيدة , فلم نرث من أجدادنا الذهب والفضة فقط ,ولكن تركو لنا كنوزا اخري ,وهى العادات والتقاليد فلاا يزال المصرى يحمل عن أجداده الكثير وهو لا يعلم حتى وقتنا الحاضر ,وحتى فى لغتنا العربية أدخلنا إليها الفاظ مصرية وأصبغنها بالصبغة العربية الكاملة ونحن لا ندري حتى ظن البعض أنها عربية خالصة .
والسؤال هنا يطرح نفسه ,ما الذى جعل تلك العادات والموروثات الثقافية والاجتماعية تظل معنا حتى الان فى وقتنا الحاضر مع العلم بأن مع دخول المسيحية والاسلام قد حرموا الكثير من تلك العادات واعتبروها وثنية ؟

وماهى تلك الموروثات التى نغفل عنها وهى فى حياتنا اليومية ؟

السبب فى وجود تلك المورثات من وجهة نظري هو طبيعة المصري القديم والحديث فى التمسك بالعادات والتقاليد ,وحبه للقديم والمحافظة عليها .فتلك العادات تورثتها الأجيال جيل بعد جيل فلم تختفى على مر العصور ,وأيضا على الرغم من أن مصر احتلت من أكثر من بلاد بدأ من الهكسوس وحتى الفرس والرومان والبطالمة . إلا أن تلك الحضارات أخذت من الحضاره المصرية .وبالرغم من ذلك لم يتخلى المصري القديم عن عاداته وتقاليده وظل متمسكًا بها .وحتى عند دخول الإسلام والمسيحية إلى مصر عمل المصريين على صبغ عادتهم وتقاليدهم حتى تتفق مع مبادىء الديانات السماوية .
فتلك الموروثات التى تركها المصرى القديم قد خلد ذكرها المصري الحديث جيلا بعد جيل .

اسم مصر فى اللغات الأجنبية:

منذ القرن التاسع قبل الميلاد تقريبا , وفى إحدي ملحمتي الشاعرالإغريقى “هوميروس” وهى “الأوديسيا ” ظهر اسم ” ايجوبتس” مشيرا إلى مصر.وبدراسة الاسم اتضح أنه مشتق من الاسم المصرى القديم :”حت-كا –بتاح”والواضح أن اليونانيين قد وجدو صعوبة فى نطق حرف الحاء فى بداية ونهاية الكلمة فنطقوها ألف مكسورة,كما أنهم استبدلوا الجيم بحرف الكاف وهذا الاستبدال قائم فى اللغات القديمة والحديثة.وهكذا أصبحو ينطقون الاسم ” ايجوبت “ثم أضافو إليه (كما هو بالنسبة لأسماء الأعلام ) فى نهاية الكلمة حرف “س”مسبوقا بحرف من حروف الحركة,ليصبح “إيجوبتس”ومن النطق اليونانى للاسم “إيجوبتس”اشتقت اللغات الأوربية الحديثة الكلمة الدالة على مصر, مثل EGYPT , ومن كلمة ” إيجوبتس” جاءت النسبة “إيجوبتى ” أي : مصري ,أو بمعنى المواطن الذى يعيش فى إيجوبتس , وذلك باستخدام ياء النسب كما هو الحال فى اللغة العربية , مثل مصر ومصري , واسكندرية وسكندري, و أسوان وأسوانى…الخ.
أما الاسم الذى تعرف به مصر حاليا , فهو الاسم الذى ورد فى القرآن الكريم والتوراة ,فكلمة مصر كلمة عربية وتعنى “قطر”وتجمع على أمصار .ورأى أصحاب هذا الرأى أن المسمى عربي علي أساس وروده فى القرآن الكريم ,وأن المسلمين كانوا يطلقون على أى بلد يفتحونها ” مصر”ولما كان من الواضح أنه ليس هناك بلد اسلامى آخر أطلق عليه هذا الاسم أو احتفظ به, فإن هذا الاسم يخص مصر وحدها .ولقد ورد هذا الاسم ولقد ورد هذا الاسم فى الكثير من اللغات فى بلدان الشرق الادنى القديم بحروفه الساكنة كما هى . فمنذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد وردت فى اللغات الأكدية والآشورية والبابلية والفينقية والعربيىة القديمة مسميات مصر على النحو التالى :مصرى,مشر ,مصر,مصور,مصرايم….الخ,وكلمة مجر ومشر هى كلمة مصرية قديمة تعنى المحروسة أو المكنونة, وهو مسمى يعبر على أن مصر حباها الله بحدود طبيعية آمنه ,أما عن الابدال بين حروف الجيم والشين والصاد فهو قائم فى لغتنا الحالية العامية.
 بنتكلم مصرى (كلمات عامية

وهناك أيضا كلمات عادية ننطقها أو نصف بها شيء وهى كلمات مصرية قديمة وعلي سبيل المثال :

 كركر بمعنى ضحك عاليا أو قهقه بالعامية
 بح بمعنى انتهى
 ست بمعنى سيده
 ننه بمعن طفل صغير
 خمه بمعنى جاهل
 ورور بمعنى أخضر
 طاش بمعنى حد (الحدود الفاصلة فى الحقول )وهى كلمة منتشره فى الأرياف والصعيد
 رخى رخى وأصل كلمة (رخى )وكما يقال ( يامطره رخى رخى ) فى العامية المصرية وهو (رخ) وهو رخ فى الهروغليفية بمعنى نزل
 صهد وهى كلمة قبطيه بمعنى التار
 كحكح وهى مرحلة الشيب فى الإنسان
 مأأ بمعنى يدقق النظر
 مأهور حزين
 إدي بمعنى يعطى
 همهم بمعنى تكلم بصوت واطى
 سك (سك الباب ) وهى بنفس النطق وتعنى أغلق أو أقفل
 عف بمعنى ذباب فنقول حتى الآن “عف الذباب ”
 عتبة من الكلمة (تب)ومعناها المقدمة أو البداية وقد تحولت فى القبطية إلى أتبا ثم إلى عتبة فى العربية وهى بنفس المعنى
 طين مأخوذة من الكلمة (سين ) بمعنى طين
 شوية مأخوذه من الكلمة (شوا )بمعنى قليل أو فقير
 أما عن كلمة وحى يا وحوى فلها حكاية طويلة نستعرضها باختصار : الحكاية انه بعد انتصار أحمس على الهكسوس خرج الشعب يحى الملكة اياح حتب ام الملك احمس فكانوا يقولون واح واح اياح بمعنى تعيش تعيش اياح , أو بمعن جه القمر جه القمر ….مع الزمن الكلمة صارت وحوى يا وحوي إياحه وصرنا نقولها احتفالا برمضان

الطعام وأنواع المأكولات الباقية حتى الآن:

كان المصرى القديم فى مائدته اليومية وفى كل وجبه لابد أن يتوفر شئين الأول وهو الخبز والثانى وهو الجعة والتى تعرف الآن باسم ( البيرة ) أو مشروب الشعير وبالمناسبة (الجعة ليست مسكره إنما النبيذ هو المسكر ).وأيضا من أهم وأشهى المأكولات البط والاوز ولحوم الثور, وهى أيضا لا تزال باقية إلى الآن فى مصر الحديثة.
وفى عيد شم النسيم التى ترجع تسميته إلى الكلمة الفرعونية ” شمو” بمعنى عيد الحصاد يخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات , حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التى يتناولونها فى ذلك اليوم , مثل (البيض , والسمك المملح , والفسيخ ,والخص , والبصل . وهذه الأطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة .فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد ,وقد صورت بعض برديات منف الإله بتاح، إلخ

إقرأ أيضًا:-

الكلاب في مصر القديمة

فلسفة الخلود عند المصري القديم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا