مقالاتالمرأة والحياة

القاصرات زوجات تائهات بين العُرف والعادات

كتبت : منى حافظ

شرع الله سبحانه وتعالى الزواج للجميع فالزواج له أهدافه السامية التي من الضرورى أن نضعها في الاعتبار كالعفة والتكاثر، وبناء بيت يُبنى على أعمدة صلبة ثابتة متوقفة على المودة والرحمة والإنسانية وتكامل طرفين معا.

وكل منهما يمسك بطرف يزنه الطرف الآخر لكي تصبح حياة متوازنة خالية من وجود أي اهتزازات تؤدي إلى الانهيار عندما يتخلى أى منهم عن دوره داخل الأسرة.

وتُرمى المسئولية كاملة في ذلك الوقت للطرف الثاني فيصل به الحال إلى الانفجار، ولا يستطيع أن يفعل شئ بعد أن كان هو كل شئ ، فالحليم إذا قسى فإنه يقسو على من تجاوز معه و أخطأ في حقه لأنه امتلأ من الداخل فانفجرت طاقة صبره
ويحدث وقتها ما لا تُحمد عُقباه .

زواج القاصرات بين العرف والعادات
زواج القاصرات بين العرف والعادات

الزواج واحد في كل العصور :

من المُحقق أن الزواج واحد في كل العصور والأزمنة وهو الجمع بين شخصين يلتقيان بعد القبول والموافقة من جانب أهل العروس تحت مسئولية وليها، وهو ولي أمرها وأهل العريس وهو ماكان يحدث قديما.

وعلى الأغلب في معظم الحالات لم يرى العريس عروسه والعكس إلا بعد الزواج، ويتوقف على موافقة الأهل وهذا هو كان العُرف والعادات والتقاليد وتختلف طريقة الزواج من مكان لأخر .

قاصرات و زوجات وأمهات :

من بين العادات والعُرف الذي كان قائما عند الغالبية، هو زواج الفتيات الصغيرات الذي يُطلق عليه مصطلح ( زواج القاصرات ) وهو زواج الفتاة في سن صغير تحت سن ( ١٨) عام والتي لم تتم سن الرشد، وهو سن النضوج العقلي وفي أحوال كثيرة لم يكتمل جثمانها حتى تستطيع أن تكون أم ، فالتعليم قديما ليس مجرد شهادة ولكنه قديما كان كيفيه التعلم أن تستطيع الفتاة فتح بيت وتكون أم .

كان أيضاً قديما وخاصة في عهد الأنبياء والصحابة يتزوجون فتيات تصغرهم سننا ،وبالرغم من فوارق السن إلا أن بعض الفتيات كانت تتصارع على هذه الزيجات فكان شرف كبير لمن تتزوج من نبى او صحابى، وهناك أمثلة كثيرة لنماذج مشرفة موجودة في كل العقائد.

ولكن كان لها أسباب إلهية شرع الله بها في ذلك الوقت، ومنها تكاثر البشرية والإشهار وأسباب أخرى كثيرة لا يجوز إغفالها، ولكن نحذر من تقليدها دون جدوى فكل عهد يختلف عن الآخر، وأصبح هناك وسائل وطرق نستطيع من خلالها اكتساب إدراك ووعي فكري وعقلي عن مدى خطورة زواج القاصرات الذي كان قائم حتى قبل مائة عام سابق .

زواج القاصرات بين العرف والعادات
زواج القاصرات بين العرف والعادات

التعلم شئ مهم وليس التعليم:

من المؤكد أن الجميع لا يستطيع أن يحصل على قدر كافي من التعليم، ولكن الغالب يستطيع أن يتعلم من خبرات الحياة ووسائل الإعلام المختلفة التي أتاحت للجميع الإطلاع والتعرف، وتوخى الحذر من أخطاء يقع فيها البعض.

ومنها الزواج لمجرد أن تتزوج الفتاة فقط وتصبح مسئولة عن بيت كامل زوج وأبناء، وتفقد كل معاني الطفولة التي سُلبت منها تحت عنوان (الزواج ستره ) وإنما له عواقب جسيمة وضغوط نفسية تظهر في سن النضج بعد مرور سنوات وسنوات، وشيب القلب قبل شيب الشعر لمجرد الحفاظ على عادات وتقاليد ربما تهدم أشخاصاً قبل أن تبنى بيوتاً .

ختاماً : الزواج ليس إسم زوج مكتوب على رقم قومي للهروب من كلمة عفواً ( عانس) أو القطر ذهب ومضى ، بل هو بناء عالم صغير لابد وأن يتسم بالسعاده والرضا والتفاهم وإن إختفى التفاهم فوجود كل طرف في بيت أهله أكرم وأفضل من حياة خالية من الحياة .

مراجعة :حنان مرسي

إقرأ أيضا:

عادات الزواج في تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا