التاريخ والآثارمقالات

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

بقلم الكاتبة والباحثة الأثرية : ندى محمود غريب .

 

العصر المتأخر 1080 – 15 ق.م

بعدما هزم الملك رعمسيس الثالث شعوب البحر والقبائل الليبية ، فى هذه الفترة دخل هؤلاء الأجانب مصر كأسرى حرب وجُند مرتزقة وتجار ومزارعين وحرفيين مما دفع الملوك لإقامة العديد من التحصينات على حدود مصر ، لكنها وإن نجحت فى الحد من دخولهم إلا أنها لم تمنع تسللهم السلمى ، فأقطعهم الملك رعمسيس الثالث أرضًا غرب الدلتا إستقروا بها وبدأ الملوك يعتمدون عليهم فى قضاء أغراضهم حتى تبوءوا مناصب عليا فى الدولة ومن ثم تمرّسوا حياة الجندية مما أكسبهم القوة والخشونة مع الخبرة ، وبمرور الوقت أصبحت لهم الكلمة العُليا سياسيًا وإداريًا على حسب سلطان الملوك والكهنة ..

أما العصر فسُميَ بذلك الإسم نظرًا للتدهور الذى أصاب مصر فى هذه الفترة حضاريًا وكذلك لتأخره زمنيًا ، فيرى البعض أن هذا العصر يبدأ بعد إنكماش نفوذ مصر أى بانتهاء عصر الدولة الحديثة وبداية الأسرة 21 ، بينما يرى البعض الآخر أنه بدأ منذ عصر الأسرة 22 عندما بدأ الحكم من أصل أجنبى ..

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

الأسرة الحادية والعشرين

حكمت هذه الأسرة من مدينة بر- رعمسيس “تانيس”، وامتدت فى الفترة مابين (1080 – 950 ق.م)، وفى مطلعها كان على رأس مصر ملكان أحدهما على الشمال وهو “سِمندس” والآخر على الجنوب وهو الكاهن “حريحور”، وظهرت هذه الأسرة كأسرة قوية فى الدلتا واضطر الملك رعمسيس الحادى عشر للفرار إلى طيبة بجوار الملك حريحور ..

 

الملك حريحور :- حمل عدة ألقاب منها الكاهن الأكبر لأمون والقائد الأعلى ورئيس طوائف الأجانب ؛ وانقسم الؤرخون تجاه نسبه بين مؤيد ومعارض حول نسبته للبيت المالك وقرابته لرعمسيس نخت وكان من بين أفراد هذه الأسرة أمنحتب إبن رعمسيس نخت ثم حريحور ولكننا لا نعرف ما صلة حريحور به ولا إسم أمه ولا أبيه ، ولكننا نجده مثل الملك “آي” حيث تمكن من طيبة منذ أواخر عصر رعمسيس الحادى عشر ، وقد أعطى حريحور مقاليد الوزارة لشخص يُدعى “نماعت رع نخت” وأبقى لنفسه السلطة وقيادة الجيش فى بلاد النوبة ، وبعدما تولى عرش مصرأعطى إبنه “بعنخى” وظائفه الحربية ، وكان حريحور شيخًا فمات وتولى بعده إبنه بعنخى “بى عنخ” ولكنه لم يُعمر أيضًا فمات وتولى بعده إبنه “باى نجم”، وفى تلك الأثناء كان سِمندس قد وصل للحكم عندما تزوج من الأميرة “تانت أمون” من الأسرة المالكة وبعدما مات أيضًا تولى بعده إبنه “بسوسنس الأول” ..

 

وعلى الرغم من أن الغموض يكتنف ترتيب ملوك هذه الأسرة إلا أن أهم إنجازاتها هو “خبيئة الدير البحرى” ونعنى بذلك مشروع تجميع مومياوات الملوك ونقلها وإعادة دفنهم فى مكان آخر فى مقبرة قرب الدير البحرى ، وقد نفّذ هذا المشروع الكبير “الكاهن بينزم” وقد بقيت هذه الخبيئة على حالتها كما هى إلى أن ظهرت فى أسواق أوروبا بعض التماثيل والبرديات ، وبالتحريات تبين أن أحد أفراد عائلة عبدالرسول “أشهر مُهربى الآثار بقرية عبد القُرنة” واثنين من إخوته ترددوا على هذه المقبرة ثلاث مرات خلال عشر سنوات وتعاونوا مع القنصل الإنجليزى فى الأقصر ، فتم القبض على أحدهم ولم يعترف رغم التعذيب وبعد خروجه طالب إخوته بزيادة نصيبه نظير سجنه وتعذيبه فرفضوا واختلفوا فما كان عليه إلا أن أبلغ الشرطة وأرشد عن المكان ، وحدثت المعجزة والحلم والخيال ، وخرج للواقع مومياوات الملوك سقنن رع ، وأحمس ، وتحتمس الثالث ، وسيتى الأول ، ورعمسيس الأول ، ورعمسيس الثانى ، .. وغيرهم فضلاً عن التماثيل والبرديات . كما أرشد أيضًا عن مقبرة أخرى للكهنة والكاهنات داخل معبد الدير البحرى ، كما كشفت مصلحة الآثار عن مقبرة لإحدى عائلات كهنة الأسرة 21 ، وقامت البعثة الفرنسية عام 1939م بالحفائر فى مدينة تانيس وكشفت عن مقبرة الملك بسوسينس الأول وزوجته وكبير كهنته ، ومن المدهش أن ماعثر عليه من محتويات المقابر من حُلي وأثاث يوحى بتطور الفن وبذوق رفيع فى الصناعة رغم حالة التدهور والإضطرابات التى أصابت البلاد فى هذا الوقت ..

 

الأسرة الإثنان والعشرون

وامتدت فى الفترة مابين(950 – 730 ق.م) وكان أهم ملوكها ( شيشنق الأول – أوسركون الأول – تاكلوت الأول – أوسركون الثانى – شيشنق الثانى – تاكلوت الثانى – شيشنق الثالث – شيشنق الخامس – أوسركون الرابع )..

من أهم الأسر التى دخلت مصر فى عصر الأسرة 21 أسرة يتزعمها شخص يُدعى “يويو واوا” زعيم قبيلة الماشوش وهى إحدى القبائل الليبية وقد استقروا فى إهناسيا ، كان من بين هؤلاء شيشنق الأول وكان يعيش أيام رئيس الكهنة “بينزم” ..

 

الملك شيشنق الأول :- تمكن من إعتلاء عرش مصر فتأسست الأسرة الثانية والعشرين ويبدو أنه إعتلى العرش دون مقاومة حيث كانت كل الأمور فى قبضة الأسرة الليبية والتى كانت حريصة على التقاليد والعادات المصرية ، كذلك وباعتبار إبنه أوسركون الأول متزوجًا من إبنة بسوسنس آخر ملوك الأسرة السابقة ، فانتقل إليه الحكم فى هدوء ، وعندما تولى الحكم فعليًا رأى فريق من المؤرخين أن كهنة آمون رفضوا الإعتراف بشيشنق كحاكم بصفته أجنبى ، ففر هؤلاء الكهنة للنوبة وعاشوا فى مدينة نِباتا واتخذوها عاصمة لمملكة هناك (وهؤلاء من سيؤسسون الأسرة النِبتية فى مصر)، فحدثت مفاوضات  بين الطرفين للحصول على مزيد من السلطات للكهنة وتقليص سلطات شيشنق ، فعمد شيشنق على إصلاح أحوال البلاد وتطهيرها من نفوذ كهنة آمون ..

أما عن الشئون الخارجية فقد كان وقت تولى شيشنق الحكم كان سيدنا سُليمان خلف أباه داوود -عليهما السلام- بعد أن هجم العبرانيين على فلسطين ووطدوا لحكمهم هناك ، وكان النبى أشعيا قد تنبأ ل”يربعام” وهو أحد أمراء إسرائيل ، وعندما دخل يربعام فى عداء مع سُليمان فر إلى مصر ولجأ إلى شيشنق ، فاستغل شيشنق الفرصة لإعادة نفوذ مصر فى فلسطين وحاول مساعدة يربعام بل وزوجه إبنته ، فى هذا الوقت كان قد خلف “رحبعام” والده سُليمان وقد إنقسم مُلك سُليمان إلى مملكتين فانتهز شيشنق الفرصة وتقدم بجيش مصر واستولى على مجموعة من المدن التى كانت مهرًا لإبنته ، وكانت نتائج هذه الحملة العظيمة أن عادت بالثروات على الخزانة المصرية بعد أن ساءت الأحوال الإقتصادية حيث استولوا على كنوز أورشليم وبدا هذا واضحًا فيما أقامته هذه الأسرة من عمائر ، كما أنها أعادت لمصر بعض نفوذها الغابر فى فلسطين والذى لم نسمع عنه منذ منتصف عصر الأسرة العشرين ..

الملك رعمسيس الثالث
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

بعد وفاة شيشنق الأول خلفه إبنه أوسركون الأول ، ثم تبعه على العرش تاكلوت الأول ومن الجدير بالذكر أنه حدث نزاع بين الملك تاكلوت الأول وأخيه شيشنق وعندما مات تاكلوت خلفه إبنه أوسركون الثانى وحدث نزاع أيضًا بينه وبين عمه شيشنق ، إلى أن أشرك أوسركون الثانى إبنه شيشنق الثانى معه فى الحكم ليضمن الولاء كما فعل معه أبوه من قبل ، ثم تلاه شيشنق الثالث والذى كثرت فى أواخر عهده الثورات واستطاع رجل يُدعى “با – دى – باست” تأسيس أسرة جديدة ألا وهى الأسرة الثالثة والعشرين وكانت معاصرة لأواخر الأسرة الثانية والعشرين بل واستمرت 47 عامًا بعد تأسيس الأسرة الجديدة ، ولا ندرى عن كيفية نشاتها ولا عن نشأة الأسرة الرابعة والعشرين وما صلة كل أسرة بسابقتها ؟؟. كما أشارت النصوص إلى أن عصور آخر ثلاثة ملوك فى هذه الأسرة سادها التدهور وخربت العاصمة وعمّ هذه المرحلة الغموض وقد فقدت مصر سلطانها فى فلسطين والنوبة ولم تعد ترد الجزية من آسيا ولا الذهب من النوبة واضطر الملوك لنهب آثار أسلافهم وهدمها وأحيانًا محو أسماء أصحابها وكتابة أسمائهم عليها ..

 

الأسرة الثالثة والعشرون

وهنا تأسست أسرة جديدة اتخذت من مدينة “صاالحجر” فى غرب الدلتا عاصمة لها ، وامتدت فى الفترة مابين (817 – 730 ق.م)، وكان أهم ملوكها ( با – دى – باست ، شيشنق الرابع ، أوسركون الثالث ، تاكلوت الثالث ، شيشنق السادس )..

وعندما تولى الملك شيشنق الرابع خليفة با – دى – باست كان الحكام يتناطحون فيما بينهم لكسب المزيد من السلطان حتى عجز با – دى – باست عن حقن الدماء ، وعندما تولى أوسركون الثالث كانت البلاد مقسمة إلى إمارات حتى أن الملك نفسه أصبح سلطانه لايتعدى العاصمة .. ثم تولى  عرش مصر أوسركون الثالث ولاندرى الكثير عن عهده لما يشوبه من غموض ، ولكن الجدير بالذكر أن فى عصره حدث فيضان للنيل والذى أحدث ضررًا بالغًا بمعبد الأقصر فأمر الملك بترميمه ، كذلك ألغى الملك منصب “كبير كهنة أمون” بعد أن رأى خطورة هذا المنصب وماسببه من متاعب وانقسامات بل وعيّن إبنته زوجةً لأمون تحت لقب “زوجة أمون الإلهية”..

 

الأسرة الرابعة والعشرون

وامتدت فى الفترة (730 – 715 ق.م) وكان ملوكها ( تف نخت ، باكن رنف ، تف نخت الثانى ، نكاو با ، نكاو الأول )، فى تلك الفترة كانت البلاد تسير من سيء إلى أسوأ حيث سادت الإضطرابات والإنقسامات كما عرضنا سابقًا وقد استمر خلفاء أوسركون الثالث الضعفاء يحكمون حتى ظهر أمير قوى فى مدينة “سايس” غرب الدلتا يُدعى “تف نخت” إستطاع توحيد شرق وغرب الدلتا حتى وصل إلى منطقة بنى حسن وترك من كان مواليًا له من حكام الأقاليم ، وبذلك أعلن نفسه ملكًا على مصر السفلى وشمال مصر العليا .. فى هذا الوقت كان الملك “كاشتا” هو ملك على نِباتا وبعد وفاته خلفه إبنه “بعنخى” والذى هزم تف نخت والجيش المصرى واستولى على الأشمونين ومنف وامتد مُلكه من نِباتا جنوبًا حتى شمال الدلتا ، ولكن لم يلبث بعنخى إلا أن عاد مسرعًا إلى نِباتا ولا ندرى ما الذى دعاه لذلك ، وما إن عاد حتى إدعى تف نخت ملك مصر ..

فإذا نظرنا إلى الوضع فى مصر فى ذلك الوقت وجدنا تف نخت يحكم من سايس غرب الدلتا ، والأسرة 23 تحكم من بوبسطة شرق الدلتا ، والأسرة 25 تحكم الصعيد ، فضلاً عن نفوذ زوجة أمون الإلهية فى طيبة والذى كان عاملاً مساعدًا وقويًا فى زيادة نفوذ مملكة نِباتا وذلك لأنها تبنت أخت بعنخى .. واستمر الحال هكذا إلى أن توفى تف نخت وتولى إبنه “بخورس” عرش مصر من سايس ورأى أن يقوم بتوطيد علاقته مع آشور برئاسة الملك “سرجون الثانى” لعله يحتاج لها ضد نِباتا ، فقدم لها الهدايا لكن سرجون إدعى خضوع مصر له واعتبر هذه الهدايا بمثابة جزية ، هكذا وقد تأسست أسرة جديدة فى مصر وهى الأسرة النِبتاوية ..

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

الأسرة الخامسة والعشرون

وامتدت فى الفترة مابين (751 – 565 ق.م) ، وينقسم المؤرخون تجاه أصل هذه الأسرة عدة أقاسم ، فيرى فريق أن أصل هذه الأسرة محلى فهم من أهل كوش خاصة أن ملامحهم زنجية ذات الأنف الأفطس والشعرالمجعد والرأس العريض والهيكل العظمى الضخم ، وفريق أخر يرى أنهم ذات أصول ليبية مصرية حيث هاجر ليبو الواحات إلى الجنوب أثناء حكم الأسرات 22 و 23 ، أما الفريق الثالث فيرى أن أصل هذه الأسرة مصرى حيث هاجر كهنة أمون من طيبة أثناء الحكم الليبى لمصر ورفضوا الخضوع للحكم الأجنبى وحملوا معهم الكثير من ثروات معابد أمون فنعموا بالعيش هناك فى كوش وتزوجوا من أهل البلاد وفى وقت قصير أعلنوا أنفسهم سادة على الجنوب وطيبة وظلوا يقدسون أمون ..

أول الملوك المعروفين لبيت نباتا فى الجنوب كان الملك “ألارا” ثم إبنه الملك “كاشتا” ثم “بيعنخى”، وكان ألارا تربطه علاقات ود وصداقة مع طيبة إلى أن بدأ “تف نخت” يزحف بجيشة نحو الجنوب كما ذكرنا آنفًا . والجدير بالذكر أن الملك بيعنخى أمرهم باحترام المعابد وتقديس آمون وأن يدخلوا طيبة بخشوع قائلاً:”عندما تصلون إلى طيبة قبالة الكرنك انزلوا الماء وطهروا أنفسكم فى النهر ، ……، وشدوا القوس وارموا السهم ولا تفخروا بأنكم أرباب القوة لأنه بدونه لايكون لشجاعٍ قوة ….”، فإذا نظرنا لصيغ المديح والتقديس لأمون التى أثنى بها بيعنخى عليه نجد أنه ليس فاتح أجنبى وكأن مصر بلده وأمون ربه فلم يكن أبدًا غازيًا ولم يُخرب ولم يقتل بل وحّد مصر وعاد مسرعًا إلى نباتا .

وبعد عودة بيعنخى أعلن تف نخت نفسه ملكاً على مصر ولكنه مات بعد فترة وجيزة وخلفه إبنه الملك باك إن رنف “بخوريس” وهكذا استمرت الأسرة 24 معاصرة للأسرة 25 كلٌ منها تحاول بسط نفوذها على مصر ولكن دون جدوى وإن إجتهدا فى العمل لصالح مصر . وسار بخوريس على نفس سياسة أبيه فى دعم مدن فلسطين وسوريا ضد آشور كما سنّ القوانين وباشر القضاء ولكنه هُزم أشر هزيمة ؛ فى هذا الوقت كان قد مات بيعنخى فى نباتا وخلفه أخوه شباكا ..

الملك رعمسيس الثالث
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

الملك شباكا :- وحكم إثني عشر سنة واعتبره مانيتون أول ملوك الأسرة 25 ربما لأنه أول من حكم مصر من الأسرة النبتاوية  وأول من سجل مقاييس النيل ، ولكن نجد آثاره تدل على أنه حكم أكثر من إثني عشر سنة إذ عُثر على آثار مؤرخة بالعام الخامس عشر من حكمه . وجدير بالذكر أنه خرج على رأس حملة وأسر بخوريس وحرقه حيًا ، بعد ذلك حاول تأمين مصر خارجيًا خاصة وأن آشور تعاود هجومها على المدن السورية ، فأرسل إلى ملك آشور “سرجون الثانى” بالهدايا ورد عليه الآخر بالهدايا ورُسم ذلك على آثاره معتبرًا الأسيويين عبيدًا له ..

إلى أن مات شباكا وخلفه أخوه الملك “شبتكو” على نباتا وفى عهده مات سرجون الثانى وخلفه على عرش آشور الملك “سنحريب” الذى خرج لغزو سوريا وفلسطين وكوّن حلفًا بقيادة حزقيال وساندهم شبتكو بجيش من مصر يقوده “طهارقا” الأخ الأصغر للملك شبتكو ، وقد ذكرت التوراة أخبار تلك الغزوة ، ونذكر أن حلّ الطاعون وانتهت حياة سنحريب نهاية مفجعة إذ قتله أحد أبنائه وخلفه إبنًا آخر وهو “أوسرحدون”، وفى نفس العام مات شبتكو وتولى بعده أخوه طهارقا ..

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

الملك طهارقا :- وكان رجل حرب ويُعد أعظم ملوك الأسرة النبتاوية فكان ملكًا طموحًا أرد أن يمتد نفوذه ناحية الجنوب ويضم سوريا القديمة إلى سلطته وتوحيد مصر ، ويُقال أنه تخلص من أخيه شبتكو ليعتلى العرش ؛ وعندما قام أوسرحدون بعمل هجمات على مصر قام طهارقا بقيادة جيش مصر وإشعال الفتن ضد الآشوريين ، وتتوالى الأحداث إلى أن مات أوسرحدون وتولى “آشور بانيبال” والذى خرج على قيادة جيش آشور متجهًا لمصر واحتل طيبة وقضى على “نكاو”، فى ذلك الوقت مات طهارقا فى النوبة وحزن عليه كهنة طيبة ومنف فكانوا يعتبرونه الحاكم الشرعى للبلاد ويؤرخون باسمه ، والجدير بالذكر أنه فى عهده حدث إرتفاع بمنسوب نهرالنيل مما أدى إلى فيضان وحدوث خسائر كبيرة ، وعلى أية حال فمات طهارقا فى عام 662 ق.م وخلفه أخيه “تانوت امون”..

الملك رعمسيس الثالث
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السابع)

 

الملك تانوت أمون :- فذكرت لنا النقوش قصة حلمه بأنه سيصبح ملكًا يوحد مصر ويُخلصها مما تُعانيه ، ولكن عندما تولى خرج على رأس الجيش ودخل طيبة وواصل سيره حتى منف ودخل فى صراع مع أمراء الدلتا ، وعندما وصل ذلك إلى أسماع ملك آشور جاء إلى مصر ودخل الدلتا ففر تانوت أمون إلى الجنوب ودخل الآشوريين طيبة مرة أخرى ولم يحاول تانوت أمون توحيد مصر مرة أخرى ..

الجدير بالذكر أن حكام الأسرة 25 كانوا يجلّون المعبود أمون ويعملون على إحياء التراث المصرى القديم فى مجالات عديدة منها الفن والأدب والدين حيث نطلق على ذلك العصر “عودة كل ماهو قديم ومهجور”، فنرى شباكا قد سجل نظرية منف فى الخلق على إحدى لوحاته ، كما أحيوا أسلوب الدولة الوسطى فى الفن ، واستحدثوا الخط الديموطيقى فى الكتابة ..

 

يُتبع..

المراجعة اللغوية : ندى غريب .

إقرأ أيضًا :-

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء السادس)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الخامس)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الرابع)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثانى)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الأول)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا