رؤية وابداع

شباب القمر

بقلم : أحمد فوزي

 

متىٰ آن الميقات فيُفارقني .. حتىٰ أعودُ لك يا نائب
و مالي في إيابي تتمايلُ .. ثم تنقلب علي غير مُرّحبِ
أ هان عليك ودادي الخالي .. أم أنك في حبي راهبِ ؟!

قُمرتي الآن جاء موعدي الشرعي أن ألتمس من نوارنكِ القرب و أعتذر و عيني تغضُّ جفنها عن العآلمين ثم تولي قريرتها إليك ..
متى حان اكتمالكِ تعودين إلي تقولين :
آيا المجروح أيناك دوني ؟
أ أخذك حبيب غيري ، أم أن سطوة الدنيا قد أغلقت عليك فلم تعد فَتوحًا لمقصد هيامي ؟
ما أخذك و ما شغلك و جعل في نياطك مني بُعدًا غير اقتراب ودود من طينتك يحمل لحمه لحمك و دمه دمك بل و إن لم يكنْ ما سبق يكفي أنه سرق روحك مني .

و لكن يا قُمرتي أينما أرحل أنا ؛ أنتِ صحيبتي .
و ليكن فيما قد عقلته من أحكام الدنيا عدم الترك
يقولون : ” من تركَ ملكَ ” .
لكن متى أنا تركت ملكت و متى أنا متروك مملوك ؟!
قد لا يتسنىٰ أن أعود عمَّا ضاق عليَّ من دنياي غير و رأيت شسوع الفرج أمامي .
قُمرتي حين الغياب ذاك أدركت لَّاحة تلحُّ على مهجتي أن اقعدْ حيث أنت فإن ما لك سيأتي مهما طالت السُبل و السويعات .

أدركت أن التركَ فيه خسارةٌ إذ كان المتروك هو أنا _ أنا من تركني – ، فإن النفس حقًا لا تملك أغلى من نفسها .
و أما الخليل الروحي و الحبيب القلبي لا نراه نفسًا أُخرى قدرما هو جزءٌ من أنفسنا .
و أسترقُ في شُغلي ريح وجداني فإذا الحقُّ أننا لا نُدرك غايتنا في فراغنا لا ؛ إنما في أعز مشاغلنا نرى بُغيتنا كأن أحمالَ الحياة التي كُلفنا هي مرآة ضمائرنا .

لربما اهتديت لطُرق شتّى ، لكن ما إن حملت همتي إلى السبيل إلا و علمت أنني تائهٌ ؛ ليس الطريق ما توَّهني بلا إنما القدم لا تخطو طريقًا غير آلف .

شباب القمر
شباب القمر

 

و هل يا قُمرتي الطريق الأليف هو الصحيح ؟
و هل الهوى هو الهدىٰ ؟
و هل القلوب دائمًا بُصلتها على حق فلا أُكذب منطقي إذا عارض هواي ؟

كي لا تملي من سُئلي المتكرر ؛
قلبي خاض بي في صُرطٍ لا أعلم نهايتها و لا أدرك مبتغاها أ وافقت بُغيتي أم آلت بي لما تعجزُ به نفسي أن تُصوره .
كل ما أستطيع قوله : أنني ماشٍ بقدمٍ ينبض يحمل في كل خطاهُ جوارحي و أفكاري ، ملامحي و طباعي ، فطرتي و تصنُّعي .
فكيف توافق جارحتي منطقي ؟
و كيف تتبع تصنُّعي سجيتي ؟

حقًا لا أعلم و لكن الآن أخطو و إن خطت قدمي بخطيئة فأُختها تمحُ ما أذنبت .

و لو أُخبركِ قُمرتي خبرًا .
فإن الحياة رغم سعة زمانها و مكانها فهي ضيقة بي ، كلّا بل نفسي ضاقت بي ليس قنوطًا لا سمح المولى ؛ و لكن وددت أن أبني أنقاضًا تُعيد بناء نفسي .
فلّو رجعت لما أصابني سأعلم حق العلم أنني قدير بحلها و عزيم بقضائها و لكن أوهمني شياطني أن كُلفتي أشد مني .
فإياي مردُّ ما كُلفت به من موجبات الحياة و إياي الفعل و القول .
فمتىٰ كانت شوكتي أشد صلَّح عملي و قولي و متى تراخت عظمتي استسلم مني ما ظننته قويًا .

قُمرتي :
إنني عُدت إليكِ فاحجبي الستار و أغلقي الأنوار إلا عليّ و اسمحي أن أسكن نورانك المُضاء الذي اشتقت لسراجه .
فإنني نفسي الضيقة لا تتحمل ظُلمات فوق ظُلماتها .
أو دُلّي عليّ بالبرهان على نوري حتى لا أُكمل حياتي مُظلمًا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا