مقالات

الكأس المر

بقلم : دعاء الزغبي

 

الكأس المٌر..هو الكأس الذي لابد وحتماً أن نتجرعه بكل رضا رغم مرارته.مجبورون على ذلك ليس لنا أى خيار.مجبورون امتثالاً لأوامر الله عزّوجل وذلك لأنه كأس رغم مرارته إلا أن ثماره حلوة فى الدنيا والآخرة.
إنه الصبر..نعم..الكأس المر هو الصبر ولقد أمرنا الله به وحثنا عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .ذلك لأن الصبر فيه رضا وعدم اعتراض وذلك يحمينا من غضب الله وخسارة الدنيا والآخرة.
والآن…أبحر بكم أعزائى القٌراء فى رحلة قصيرة نتعرف من خلالها عن الصبر وكل مايتعلق به.

 

مفهوم الصبر :

الصبر هو قوة التحمل وعدم الجزع وحبس النفس عن كل ما يٌغضب الله وهو تحمل البلاء وعدم الشكوى من آلالام البلاء.وهو أيضاحبس النفس على فرائض الله .
والصبرمن أكثر الأعمال التى دعا إليها الله واهتم بها لذلك تحدثَّ عنه القرآن الكريم في مواضع كثيرة.

الكأس المر
الكأس المر

أنواع الصبر :

هناك الصبر على عبادة الله وتأديتها كما أمرنا الله تعالى فيثاب الصابر على ذلك ثواباً عظيماً.
وهناك الصبر على معصية الله وفيها يحبس الإنسان نفسه عن الوقوع فيما يغضب الله ويبتعد كل البعد عن كل ما يضر دينه ومجتمعه.
وهناك الصبر على أقدار الله وعلى أى هموم أو ابتلاءات قد تصيبه ويستقبل كل ذلك بنفس راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره ولايقابلها بالغضب والسخط حتى لايفعل مثلما كانوا يفعلون فى الجاهلية من الجزع وعدم الصبر.
ويكون على يقين أن البلاء إنما أنزله الله لحكمة وأسباب لايعلمها إلا الله من أهمها اللجوء إلى الله والتوسل إليه.
قال تعالى : (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شىء عليم).

وهناك أسباب عديدة تساعدنا على الصبر ومنها :
١-الخوف من عقاب الله والرجاء في نيل الثواب والمغفرة.
٢-حب الله عزّ وجل من أقوى الأسباب لأنه يبعدنا تماما عن كل ما يخالف أوامر الله وتجنبها مما يؤدي إلى زيادة طاعة الله.
٣-ذكاء النفس هو الذي يتحكم بها فتختار الطريق الصحيح وهو طريق الطاعات والبعد عن طريق المعاصي.
٤-اليقين بسوء عاقبة الجزع وعدم الصبروما ينتج عن ذلك من شدة الحسرة والحزن والغم والألم وزيادة القلق وظلمة القلب.
٥-الاعتراف بنعم الله علينا والحفاظ عليها حيث أن الذنوب تزيل النعم أما الطاعات فتزيدها.
٦-الحياء من الله لمعرفتنا أن الله يراقب جميع تصرفاتنا بالتالى نستحي منه أن نرتكب معاصي.

 

منزلة الصبر :

للصبر منزلة كبيرة وفضل عظيم فهو من شروط الإيمان فلا إيمان لمن لا صبر له .
ومن فضل الصبر الثواب العظيم الذى أعدَّه الله للصابرين المحتسبين وذلك لأنهم صبروا على قضاء الله ولم يجزعوا وبالتالى كان لابد أن يرضيهم الله جزاءً لصبرهم.
ومن هذا الثواب رضا الله على الصابر فيعطيه الجنة ويصبح فى معية الله دائما ويمنحه لذة العطاء ويذيقه حلاوة الإيمان ويرزقه الاستقامة وحسن الخاتمة ويجنبه سوء الخاتمة.كما يرزقه شعور السعادة والطمأنينة والهدوء والسكينة لأنه فى معية الله.

تكريم الله والرسول صلى الله عليه وسلم للصابرين :

ذلك يتضح فى القرآن الكريم حيث أثنى الله على الصابرين ومكانتهم في كثير من الآيات ولم يٌذكر الصبر إلا ومعه الأجر والثواب.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أحاديث كثيرة حثت على الصبر ودعت المؤمنين إلى التمسك به في كل أمورهم.

 

الصبر ليس سهلاً :

حقيقةً الصبر ليس بالأمر اليسير لكنه يحتاج إلى تدريب نفسى كبير جدا حتى يستطيع الثبات عليه وعدم الشكوى أو الجزع .
وأهم مايعين على الصبر تقوية الإيمان بالله واليقين بأن الحياة فانية لا محالة والأصل فيها الصبر وعدم الجزع وتجاوز أزماتها بالتوكل على الله .
كما أن استشعار ثواب الصبر وأجره من أهم ما يعين عليه.وأيضاً الدعاء والتوسل إلى الله بالصبر الجميل وهو الصبر الخالي من أى يأس أو جزع فتكون النتيجة الفرج القريب .
والإنسان على مدار حياته يكتشف أنه ليس الوحيد الذى يعاني من مصائب وابتلاءات لكن الكثير من الناس يتعرض لمثل ذلك والذكر المستمر والصلاة على النبي تعين على الصبر ويكفينا أن نتذكر الدار الآخرة وأنها هى نهاية رحلة الإنسان فالحياة فانية.لذلك لابد أن نتمرس على الصبر كى نستطيع مواجهة أى شىء بنفس قوية ثابتة مؤمنة بقضاء الله وراضية بحكمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا