التاريخ والآثارمقالات

أسرار حجر رشيد

بقلم : أمل حسين

 

يعد حجر رشيد من أشهر الأحجار الأثرية ومن حسن حظ الحضارة المصرية أن تم إكتشافه في 19 يوليو عام 1799 م ، أثناء تواجد الحملة الفرنسية بمصر ، وكان المفتاح لاكتشاف اللغة المصرية القديمة ولولا هذا الإكتشاف لظلت الحضارة المصرية غامضة لا نعرف عنها شئ ، لاننا لا نستطيع ان نقرأ الكتابات التي دونها المصريون القدماء علي آثارهم .

 

مكان العثور علي الحجر :- كان هناك مجموعة من الجنود الفرنسيين مكلفين بأعمال هندسية في إحدى القلاع الموجودة بمنطقة رشيد ، وأحد الجنود يدعي “بوشار” لاحظ حجرًا أسود عملاق مكتوب عليه بلغات غريبة وكان موجود وسط أحجار البناء فأدرك أنه حجر أثرى مهم ، وقام بإبلاغ قيادته وتم نشر الخبر في الصحف الفرنسية الخاصة بالحملة وأطلقوا عليه إسم “حجر رشيد”، وأمر نابليون بعمل نسخة من الحجر حتى يتمكن العلماء من اكتشاف اللغات الموجودة فيه ، وعندما نجحت بريطانيا فى هزيمة فرنسا عملو اتفاقية تنص على خروج الفرنسيين من مصر وتسليم كل القطع الأثرية ومن ضمنها حجر رشيد ، وكان من الصعب فك الرموز التي كانت علي الحجر لأن هذه اللغات كانت غير معروفة وغير متداولة وقتها .

حجر رشيد
أسرار حجر رشيد

 

أول من حاول فك الرموز :- كان “توماس يونج” العالم البريطانى الفيزيائى هو أول من وضع خطوات فك الرموز على الرغم من أنه كان فيزيائى إلا أنه كان محب للغة الهيروغليفية القديمة ، واكتشف توماس عام 1815 أن الأشكال البيضاوية الملونة ما هي إلا أسماء الملوك وتمكن من تكوين الأشكال حتى حصل على إسم بطليموس ، ولكن توقفت إنجازاته هنا .

 

دور شامبليون في فك رموز حجر رشيد :- حصل الشاب الفرنسي “چان فرانسوا شامبليون” علي نسخة من الحجر وكان مهتم بالخط الهيروغليفي وبدأ يحاول فك الرموز فوجد اربع لغات أولها اللغة الهيروغليفية وثانيها اللغه اليونانية حتي توصل في النهاية بأنه نص واحد وبدأ فى مقارنة النص اليونانى بالنص الهيروغليفى ومقارنة الكلمة اليونانية بالرمز المقابل لها في الهيروغليفية ، حتي نجح في فك رموز حجر رشيد الذى يعتبر المفتاح لاكتشاف الحضارة الفرعونية القديمة .

 

مكان الحفظ :- محفوظ حالياً في المتحف البريطاني .

حجر رشيد
أسرار حجر رشيد

مادة الصنع :- من حجر الجرانوديوريت الأسود وهو غير منتظم الشكل وارتفاعه 113 سن وعرضه 75 سن وسمكه 27,5 سم ، وقد فقدت أجزاء منه في أعلاه وأسفله ، وقد كتب عليه نص واحد بثلاثة خطوط وهى كالاتي فى الاعلى بالكتابة الهيروغليفية وقد فقد اغلب هذا الجزء . وفى الوسط النص بالكتابة الديموطيقية. وفى الاسفل النص بالكتابة الاغريقية (اليونانية) وقد فقد جزء بسيط من هذا الجزء .

 

الغرض من نقوش ورموز الحجر : يتضمن الحجر مرسوم رسالة شكر من الكهنة المجتمعين في مدينة منف للملك بطليموس الخامس ( إبيڤانس ) عام ١٩٦ ق.م لقيامه بوقف الأوقاف علي المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات ، وسجل هذا المرسوم بثلاث لغات وحسب ترتيب كتابتها من أعلي لأسفل هي ” الهيروغليفية ، الديموطيقية ، اليونانية ” .

وقد أراد الكهنة أن يسجلو بالخط الهيروغليفي لانه الخط الرسمي ، وبالديموطيقي لانه خط الحياة اليومية السائد في هذه الفترة ، وبالخط اليوناني لأنه الخط الذي تكتب به لغة البطالمه الذين كانو يحتلون مصر . وقد فقد الجزء الأكبر من الخط الهيروغليفي وجرء بسيط من النص اليوناني .

المراجعة اللغوية : ناريمان حامد .

 

إقرأ أيضًا :-

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية “الجزء السادس”

صناعة الفخار فى مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا