رؤية وابداع

سوف تتذكرك الأشياء

قلم/ منار عبدالهادي

 

سوف تتحدث عنك الأشياء

سيقول الطريق : كان ثقيل، ثقيلا جدا يمر بي فيؤلمني كحاوية

و تقول السماء : كان مزعجا صوته عالٍ

أما الرصيف فيقول : كان مخلصا

اتخذني مجلسا كلما اختلس قبلة منها ثم ذهبت فلم أعد أراها أما هو فكان يأتي إلى هنا كل مساء يجلس فوقي ويبكي

سيقول عنك المال : لم أحبه قط وربما لم يحبني

سوف تتحدث عنك أعمدة الإنارة :كان غريب لم يكن له ظل على الأرض ربما كان شفافا لم يلحظه أحد ولا حتى أنا

ثقابك ستقول أنك كنت سريع الإشتعال ربما أسرع منها

فترد الأرض : بل جسد بارد ذاب كقطعة ثلج

ستحزن الشجرة وتقول كنت آخر من رآه

و كان آول من يراني

منذ ثلاثين عاما يأتي إلى ليطعمني يجلس أسفل مني ويتحدث طويلا ثم يتفقد أغصاني بشغف حتى آخر ليلة لم يتركني بل تعلق بأحد الأغصان متدليا منها ثم لم أره بعدها

هل مات ؟

فيصرخ البحر صديقك الأعظم يهيج ويرتطم موجه

هل مات ؟

كان يأتي إلى هنا كل ليلة يلقي إلى بقلبه فأغسله فيقول

أصبح أثقل من حجر

فأرد بل أخف من بيساريا

فيقول أنا مثقل

وأقول أنا قادر على حملك

فيلقي بنفسه في قلبي فأضمه يستلسم كقشة فألفظه يئست طول السباحة فانتحرت في شاطئ.

 

سوف ينساك أصدقاءك و تتحدث عنك الأشياء

وسادتك ومياه صنبورك و حذاءك وسلسلة المفاتيح

سوف تذكرك الأشياء

كل الأشياء

صدقني

إقرأ أيضاً:

مارسلين

صفحات مهملة

أنا وجدي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا