تقارير وتحقيقات

المرشدين مع حورس في جولة بمعالم التراث المصري اليهودي القاهري

تقرير – أمير أبورفاعي

هناك و على الجانب الآخر من تمثال لمحارب يتوسط الميدان حاملاً إسم الشهيد عبدالمنعم رياض و على مقربة من محطة إنتظار حافلات سفر و رحلات كان عدداً من المرشدين السياحيين على موعدهم المحدد في التاسعة و النصف صباحاً مستقلين حافلة لا مع سائحين هذه المرة ليشرحوا لهم معالم القاهرة الأثرية بل هم من يستمعون إلى الأستاذ منير محمود المشرف العام على الأنشطة الثقافية والتعليمية في حورس أكاديمي لتعليم اللغات و التدريب ، حيث زيارة و رحلة علمية ميدانية لمعالم أثرية من التراث المصري .

مقابر المصريين اليهود في منطقة البساتين ، كانت أولى محطات توقف الحافلة التي قطعت الطريق بسيولة نسبية رغم إزدحام الطريق نوعاً ما سهل عليهم كلمات الأستاذ منير محمود الطريق و هو يعطي نبذة عن تاريخ الطائفة اليهودية في مصر قبل أن يدخلوا إلى مقابرهم .

جولة مصحوبة بالشرح الوافي لكيفية الدفن عند الطائفة اليهودية و شروطه في هذه المقابر التي تقلصت مساحتها إلى 37 فدان بعد أن كانت 140 فدان بفعل تعديات طالت الكثير من التراث المصري لا هذه المقابر وحدها تسعى الدولة جاهدة الآن إلى وقف التعديات في عدة مناطق حفاظاً على التراث المصري الخاضع لعملية إهتمام و إحياء .

مقابر عامة تحمل تاريخ حقب تاريخية مرت على مصر قبل أن يبدأ تنطلق المجموعة لزيارة مقابر الأثرياء ثم مقابر القرائين التي خضعت لتطوير جعلها في صورة بهية و نسق حضاري تنشد عملية التطوير أن يكون هو الغالب على منطقة المقابر بعد إنهاء عمليات الكشف عن المقابر العامة التي طالها الدفن بفعل عوامل التعرية و تراكم الأتربة التي تحولت لطبقات إعتلتها إضافة لإهمال تعالجه الدولة كمعالجتها لإهمال قطاعات شتى على مدار عقود .

عودة للحافلة مرة أخرى و هوائها البارد بفعل مبرد الهواء – التكيف – إحتمائاً من طقس خريفي نوعاً ما كانت الشمس و حرارتها في بعض أوقاته عاملاً محفزاً لتصبب العرق على وجوه المرشدين السياحيين و لكن التشويق و المعلومات التي ينصتون إليها بتركيز أنستهم حالة الطقس الذي لولا مبرد هواء الحافلة ما عرفوه .

من جديد نبذة تاريخية عن معبد بوابة السماء – شاعار هشامايم – قبل أن تتوقف الحافلة أمامه لتبدأ الجولة محطتها الثانية بين أروقة التاريخ و التراث المصري داخل المعبد ، و يبدأ الشرح لطقوس الصلاة و إقامة الشعائر و المناسبات داخل معبد بوابة السماء الذي تروي جدرانه و أعمدته و مقاعده نسق طرازي يحمل تفاصيل نقشت على الزجاج الملون و الأعمدة الرخامية و الأعمال الخشبية في بناء معماري بروح مصرية ، الشرح كان ممتعماً مثرياً محفزاً لأسئلة المرشدين السياحيين ليجدوا ردوداً منطقية تساعدهم على شرح المكان مستقبلاً للسائحيين بصورة تقطع على الصائدين في الماء العكر كل السبل فيما يروجونه من معلومات مغلوطة عن مصر و عن الطائفة اليهودية و حياتها في مصر و التي تأثرت و إنصهرت في الثقافة المصرية فأصبح لها طابع مختلف عن مثيلتها في دول أخرى حتى و إن كانت عربية .

من جديد كانت الحافلة أمام بوابة المعبد الكائن بشارع عدلي بوسط البلد و لكن هذه المرة هو في إنتظار خروج المجموعة من المعبد لتبدأ محطة جديدة في برنامج الزيارات لمعالم الطائفة اليهودية في القاهرة .

على الجانب المواجه للجامع الأزهر توقفت الحافلة ليخطوا المرشدين السياحيين يتقدمهم الأستاذ منير محمود ، مترجلين على أقدامهم في جولة إلى حارة اليهود بعد أن ألقوا التحية على مشهد الإمام الحسين و هم يتجهون إلى شارع المعز و منه إلى الخرنفش ليقف المارة إلى جوارهم و هم يستمعون إلى شرح المنطقة و المعروفة بالجمالية و التي عاش بها عدد من أبناء الطائفة اليهودية جنباً إلى جنب مع المسلمين و المسيحيين كعادة الشعب الذي علم البشرية أسس المواطنة .

معبد موسى بن ميمون ، كان المحطة الأخيرة التي سبقها شرح لبعض المساكن و البنايات التي حملت على أبوابها و شرفاتها رموز تعكس للطائفة اليهودية كان أبرزها النجمة السداسية التي غابت عن سور لدار مناسبات كانت تمارس بها الإحتفالات و العزاءات للطائفة اليهودية و بالقطع كان سكان الحي على مختلف معتقداتهم الدينية يشاركون بها .

موسى بن ميمون ، الطبيب ذائع الصيت الذي وصل إلى مكانة عالية و مرموقة جعلت منه الطبيب الخاص للقائد صلاح الدين الأيوبي و أسرته ، إستهل بهذه العبارة الأستاذ منير محمود شرحه في تصحيح لمعلومة مغلوطة بأن موسى بن ميمون كان حاخاماً ، و لكن لمكانة الرجل تحول مكانه لمعبد و ضريح قبل أن ينقل رفاته إلى فلسطين في وقت غير معلوم .

بذات الإثارة و المعلومات الكثيفة التي حملت تصحيح لكثير من المغالطات و ردود عقلية كانت نهاية الجولة التي لم تخلو من الأسئلة و الأجوبة التي كانت الإبتسامة شعارها و العلم منهجها في شرح لتراث مصري أصيل على الأرض المصرية يروي فصول التاريخ و الحضارة في ظل معركة وعي يسعى سفراء الداخل من المرشدين السياحيين أن يكونوا أحد جنودها في تصحيح الصورة الذهنية عن مصر و معالمها و مقاصدها السياحية و تراثها الثقافي و الحضاري أمام السائحين و الزائرين من جنسيات شتى بلغات عدة .

اقرا ايضا

السودان و سوريا و الشرق الأوسط مباحثات بين سفير ألمانيا و أحمد أبو الغيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا