قراءة صحفية في التغييرات المناخية 4″الشرق الأوسط الأخضر”
كتب-أمير أبورفاعي
أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر يوم الاثنين 10/25 والتي قال إنها تهدف إلى استثمار 39 مليار ريال (10.4 مليار دولار) لخفض انبعاثات الكربون في المنطقة وحماية البيئة.
جاء ذلك بعد يوم من نشر الحلقة الثالثة من قراءة صحفية في التغييرات المناخية تحت عنوان “ الحياد الكربوني ” ، و بالقطع ما هذا إلا من باب التوفيق لا التنسيق مع المؤتمر الذي شهدته المملكة العربية السعودية في إطار محاولات جادة من الدول لأن يتحول الشرق الأوسط إلى الشرق الأوسط الأخضر إيماناً بأهمية تقليل الإنبعاثات الكربونية التي باتت خطراً يتعقب كافة قارات العالم و دوله .
المفارقة في هذا الأمر أن الدول الصناعية الكبرى الناجم عنها النسبة الأكبر من الإنبعاثات الكربونية عبر مداخن مصانعها و غاباتها التي تشهد حرائق من وقت لآخر بفعل التغييرات المناخية جراء تساقط أوراقها و تجمعها إضافة إلى نفايات الغابات التي تتفاعل غازاتها مع الإرتفاع لدرجات الحرارة الذي نجم عن النشاط البشري الصناعي مما يؤدي لإشتعال الغابات ، هذه الدول ذاتها لا تتأخذ من الإجراءات الحقيقية ما يساعد على تخفيض الإنبعاثات بل على العكس يزداد إستهلاكها من الوقود الأحفوري المستمد في كثير من الأحيان من دول كانت مستعمرات لها في مسلسل لإستنزاف الموارد لتحقيق عوائد إقتصادية و رفاهية على حساب دول و شعوب .
كان من بين الإجراءات التي لم تتجاوز الأوراق التي وقعت عليها ما حددته الدول الصناعية بإستثمار 100 مليار دولار لتخفيض الإنبعاثات الكربونية و هو بالقطع ما لم يحدث فكان بمثابة مغازلة للدول النامية من جهة و للناخب في الدول الصناعية من جهة أخرى و الذي يمثل أهمية قصوى بالنسبة لصانعي السياسات و الإقتصاد في هذه الدول ، و لعل نموذج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية و الإنتخابات الألمانية الأخيرين كانا خير دليل على أن القضايا البيئية و على رأسها التغييرات المناخية عامل مؤثراً غازل به المرشحون اصوات الناخبين .
و لعل تفاقم و تزايد الإنبعاثات الكربونية و مدى ما ألحقه من ظواهر و أضرار تعاني منها بشكل فج دول غلب عليها التصحر إضافة إلى ندرة مصادر المياه العذبة بات مهدداً لهذه الدول كان دافعاً و محركاً لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تمثل تعبير واضح عما لحق بالأرض من آثار ضارة لممارسات بشرية في ظل حضور غربي و ممثل للولايات المتحدة الأمريكية – جون كيري المبعوث الأمريكي للمناخ – و كذلك منظمات إقليمية و خبراء في مجالات عدة أملاً في أن تتواكب و تتوازى تحركات الدول الصناعية على الأرض مع ما تقوم به الدول الأخرى التي لا تتعدى نسبة الإنبعاثات الكربونية الناجمة عنها 5% مما ينتج على مستوى
العالم .
إقرأ إيضا
قراءة صحفية في التغييرات المناخية1