مقالات

أم لأول مرة، هذا الكلام يهمك

هدى عبدالله

أجمل الأخبار هو تلقي الخبر السعيد بحملك وسريعا ما تمُر شهور وأيام الحمل ، وتجدين نفسك على وشك استلام أعظم هدية والحصول على أنبل لقب وهو الأم، وتبدأ هذه المرحلة والتي هي عبارة عن الدخول في مراحل وخطوات جديدة عليكِ ولكن الأمر يستحق .

وتتسم هذه المرحلة بانفعالات مختلفة ضحكات و بكاء و غضب وعصبية وقليل من الاكتئاب ، كل هذا والمجهود الذي سوف تقومين به مع هذا المولود، سوف يمتد أثره إلى آخر العمر إن شاء الله ، وسوف تبدأ مرحلة المسؤولية والإلتزام والبدء في تقبل تغييرات لا بد منها.

وأغلب هذه التغييرات سوف تكون إيجابية وقد لا تكون ، وسيكون مشوارك أنتِ ووالده شاقاً وطويلاً ولكن لا بد منه ،سوف تكوني متعبة بعض الشيء وسوف تشعرين بالملل ولكن ما أن تبدئي في ضم هذا المخلوق الصغير إلى حضنك وتضعيه قرب قلبك،يتغير كل شئ، كم الحب الذي سوف تشعرين به ، سيجعلك قادرة على تخطي الأيام والسنوات بسهولة ويُسر.

ولكي تكون بداية رحلة هذا الطفل غير معقدة وسليمة، جمعنا لكِ الملاحظات التالية للإنتباه إليها عندما تبدئي خطواتك الأولى معه:

أم لأول مرة، هذا الكلام يهمك
أم لأول مرة، هذا الكلام يهمك

تحضيرات وترتيبات مهمة
أم لأول مرة

غالبية العائلات الصغيرة الجديدة، تبدأ هذه المرحلة في فترة ما قبل وصول الطفل إلى المنزل، بإعداد غرفة خاصة للمولود الصغير أو تجهيز سرير صغير ليكون معكِ في نفس غرفة نومك وأياً كان، فمن المهم تجهيز الأساسيات التي سوف تحتاج اليها الأم مُسبقاً لأنكِ سوف تكوني متعبة بعد الولادة ،وكل لحظة من وقتك ستكون مكرسة للملاك الصغير، فلا تضطري لتأجيل شرائها إلى وقت آخر قد لا تملكين الوقت الكافي لذلك في مراحل تالية .

لذلك يجب تحضير الملابس المناسبة، مثل الملابس الداخلية والجوارب وأيضا الرضاعات المناسبة لهذه المرحلة وأيضاً أدوات الإعتناء بالطفل الشخصية والنظافة مثل الحفاظات ، الشامبو، الكريمات وغيرها.

علاقتك مع الضيف الجديد
أم لأول مرة

منذ اللحظة الأولى والتي سوف تنفردين فيها بمولودك، إنها بداية أجمل علاقة في الكون ، سوف تكتشفين الهدية الجميلة التي بين يديكِ، كيف أن هذا الصغير الضعيف يحتاجك ويعتمد عليك في كل خطوة وكل حركة ، ومن أول لمسة ومن أول حضن، سوف يبدأ بتمييز رائحتك وصوتك وهنا يبدأ بتمييز نبرة صوتك ويحفظها .

ومن المؤكد أن الالتقاء البصري بالعينين عند الرضاعة يجعله متعلق بك وهذه هي طريقته في التعرف عليك والتمسك بك في جميع حالاته سواء كان خائفاً أو باكيا أو إذا كان يشتكي من عِلةُ ما، إنه يتعلق بك في جميع حالاته، أنتِ وسيلتَهُ للتعرف على هذا العالم وأنت أيضا درع الحماية والأمان من أي غريب يأتي من الخارج.

وهنا مع تكرار الروتين وبمرور الأيام، سوف تلاحظين أن ليس كل بكاء بسبب جوعه أو بحاجة لتغيير حفاظته ، قد يكون بسبب ألم يشتكي منه ولا يستطيع التعبير عنه ، أو أن يكون بسبب حاجته إليك لتأخذيه في حضنك أو أن تكوني بقربه وكما ذكرنا سابقاً لكي يشعر بالأمان أنك بجانبه.

أم لأول مرة، هذا الكلام يهمك
أم لأول مرة، هذا الكلام يهمك

لماذا الرضاعة الطبيعية
أم لأول مرة

دائماً وأبداً ينصح أخصائيو التغذية والأطباء بأن تقوم الأم بإرضاع طفلها طبيعياً والابتعاد عن الرضاعة الصناعية إذا لم يكن هناك أي سبب يمنع الأم من إرضاعه، إن حليب الأم درع حماية للطفل من العدوى من الأمراض الموسمية مثل نزلات البرد ، فهو أيضا يحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات التي تساعد في نمو الطفل بشكل صحيح، كما يساعد على تطور نمو جهازه المناعي والأهم أن حليب الأم الذي لا يوجد له مثيل، يستمر أثره في جسم طفلك على مدى طويل حتى يكبر.

ولكي تكون الأمور مبسطة ، ضعي جدول لروتين يومي تتبعيه، مثلا الوقت الذي يستغرقه الصغير في النوم، متى موعد الرضاعة، وغالبا في فترة الست أشهر الأولى يكون النوم عميق و يستيقظ للرضاعة فقط، فلو كنتَ متفرغة له تماما، فسوف يكون الأمر سهلا بالنسبة لك لضبط وترتيب يومك على هذا الأساس.

اهتمامك ليس فقط بطفلك
أم لأول مرة

بسبب ظهور هذا الوافد الجديد إلى البيت، تكون الفرحة مشتركة من الأب والأم ، ولكن خذي حذرك لا تعيشي قصة حب جديدة مع طفلك وبالتالي تُهملي زوجك، لا تقعي في هذا الفخ، فكما تخصصين الوقت لطفلك، حاولي أن تجدي الوقت للزوج أيضاً وأشركيه معك في المسؤولية الجديدة، حتى يتعرف على المصاعب التي تواجهك وأيضاً كي يلتمس لك الأعذار في حالة تقصيرك في واجباته.

وتذكري اذا وجدتِ من يعرض عليك المساعدة سواء زوجك أو أحد قريب لكِ، فرحبي وتقبليها، لأنك بحاجة لأي مساعدة ممكنة لتحصلي على قليل من الراحة، لمواصلة الرحلة.

لا تهملي نفسك
أم لأول مرة

حتى لا تفقدي شغفك بالحياة ولا تشعري بالملل ويؤدي بك للوصول إلى مرحلة الإكتئاب، لا تنعزلي وتجعلي محيط حياتك فقط يدور حول المولود واحتياجاته ومن ثم المبالغة في حمايته وابقائه بعيداً عن العالم الخارجي، نعم لديك وضع جديد ولكن يجب أن تتأقلمي معه ولا تنعزلي بسببه .

وبالتأكيد لا تنسي في هذه المرحلة أن تهتمي بنفسك، ، اهتمي بمظهرك ولا تضغطي على أعصابك، اخرجي في نزهة انتي وطفلك والعائلة، وتعودي على قضاء احتياجاتك بنفسك من الخارج حتى لو اصطحبت الطفل معك، فالحياة لن تتوقف عليه وحاولي التعرف على أمهات جديدة لتبادل الخبرات والنصائح ولكي تعرفي أنك لستِ وحدك في هذا الوضع.

وأخيراً

لا تكوني قاسية على نفسك ولا تحاولي الوصول لمرحلة الكمال.

ولا تسمحي لأحد أن يؤثر عليكي ويصدر أحكاما عليكي ويضعك في حيرة وتساؤل، هل ما فعلت خطأ أم صح؟ أنتي أمه وأنت الوحيدة التي سوف يظل يحبها مهما حدث وأنت التي سوف تحبه وتبحث عن ما يفيده طوال الوقت، المهم لا يوجد كتيب يأتي مع المولود، عند وصوله للمنزل ليخبرك تعليمات عن أفعالك وتصرفاتك.

أنت إنسانة معرضة للخطأ وطالما أنك لا تؤذي طفلك، ولم تعضيه للخطر، فلا يوجد حرج في أن تبحثي عن المعرفة للوصول إلى أفضل الطرق لتربية ومتابعة أولادك، لأن كل يوم هناك شيء جديد لتكتشفيه؛ شيء جديد للتعلم وكل هذا للوصول إلى أفضل النتائج في تنشئة هذا الملاك الصغير.

مراجعة : حنان مرسي

إقرأ أيضا:

كيفية التعامل مع الطفل المصاب بكورونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا