تقارير وتحقيقات

 قراءة صحفية في التغييرات المناخية 3″الحياد الكربوني”

 

كتب- أمير أبورفاعي

كانت للثورة الصناعية بالغ الأثر في إحداث طفرة في الحياة البشرية بصور إيجابية كبيرة و هو ما كان محركاً إلى تطور أكبر و أسرع بتنا نعيشه في هذه الألفية الجديدة بعد عدة قرون مضت على تلك الثورة التي شهدتها أوروبا لتخرج معها من قرون الظلام إلى آفاق جديدة ، و مع سرعة الوتيرة بعد ظهور مصادر طاقة جديدة – النفط و مشتقاته – و أملا أن تكون هذه المصادر بديلاً عن الفحم الذي ظل الإعتماد عليه قائماً دون توقف مما أدى إلى تزايد الإنبعاثات الناجمة عن كل هذه المصادر .

 

و في سباق مع التطور و النجاح و تحقيق الرفاهية إنتبه العالم أن كل ذلك يحدث على حساب أشياء أخرى تهدد بقاء الأرض لدرجة يمكن معها أن يتلاشى الإنسان ذاته لا منجزاته و حسب ، فمع كل إنبعاثات الصناعة و المصانع و تزايدها وفقاً لما تدره على الحسابات البنكية كانت نسبة إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون هي الأخرى تسجل أرقاماً توشي بأن الأشجار و المحيطات و البحار لم تعد قادرة على إمتصاص هذه الإنبعاثات بنفس الكفاءة و التوازن حيث أنها تمثل المصدر و الطريقة الطبيعية لإمتصاص الإنبعاثات و التي لم يستطيع الإنسان حتى الآن من أن يوجد طريقة بديلة لها رغم كل ما وصله من صناعة و علم .

و هنا يجدر الإشارة إلى أحد الأرقام التي تعج بها مراكز الأبحاث و التقارير المتابعة للتغييرات المناخية و التي تلقي الضوء على نسبة الإنبعاثات و حجمها و حجم الإمتصاص المتاح لها ،ففي عام 2019 وصلت الإنبعاثات في الكرة الأرضية إلى 38جيجا طن و ما تم إمتصاصه منها 9.5جيجا طن ، ليبقى الفارق بينهما خطراً يهدد كوكب الأرض و مسبباً رئيساً التغييرات المناخية التي نحياها و نرى تأثيراتها في كل أمور حياتنا بداية من إرتفاع و إنخفاض درجات الحرارة مروراً بحرائق الغابات وصولاً لتصحر بعض المناطق و عدة ظواهر لم نألفها كانت هذه نماذج منها مما يؤثر على حياتنا اليومية بشكل كبير يمكن أن يصل معه الأمر لأزمة غذاء و ماء يدفع سكان الأرض فاتورتها.

 قراءة صحفية في التغييرات المناخية 3"الحياد الكربوني"
قراءة صحفية في التغييرات المناخية 3″الحياد الكربوني”

و لما كانت هذه الإنبعاثات في تزايد و زيادة بدأ ظهور مصطلح جديد متمثل في الحياد الكربوني و هو في أبسط تعريف له أن تسعى الدول للرقم صفر بما يعني أن تكون نتيجة إنبعاثاتها من الكربون و ما يتم إمتصاصه صفر في النهاية و هو بالقطع ما تغازل به الدول الصناعية الكبرى العالم في محاولة جديدة منها أن تبقي على ماكينات مصانعها لا تتوقف عن العمل و من ثم جني الأرباح .

الحياد الكربوني ، المصطلح الأحدث بعد الطاقة الخضراء أو الطاقة صديقة البيئة التي ترفعها الدول الصناعية شعاراً لا أكثر في وجه دول العالم و هي ذاتها أبعد ما يكون عن تطبيقها بصورة تتناسب مع التطور الذي تعيشه و هو ما سيدفع سكان الأرض كلهم ثمنه عاجلاً أم آجلاً في وقت ستكون فيه الأزمات أعقد و أصعب من السيطرة عليها

 قراءة صحفية في التغييرات المناخية 3"الحياد الكربوني"
قراءة صحفية في التغييرات المناخية 3″الحياد الكربوني”

إقرأ إيضا

قراءة صحفية في التغييرات المناخية1

قراءة صحفية في التغييرات المناخية 2 “الظواهر الطبيعية بين التوازن والخلل”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا