مقالات

خطوات بسيطة لتعليم طفلي الإدخار

كتبت: هدى خميس

المال او النقود هي الوسيلة الوحيدة التي يجنيها الفرد مقابل العمل الذي يقوم به، والتي تمكنه من توفير الاحتياجات والضروريات المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهي المأكل و الملبس و مكان المعيشة.

ويبذل الجميع جهدهم للحرص على وضع خطط لإدخار جزء من هذا المال وذلك للحصول على استقرار مالي آمن على المدى الطويل ولتحقيق وتلبية رغبات واحتياجات مستقبلية قادمة، لذلك كان من المهم أن يتم تمرير تلك الرسالة إلى الأطفال في سن مبكرة لكي ينشأ لديهم وعي مبكر عن أهمية المال وتوفيره وكيف يقون بالإدخار ووكيف سوف يأثر وينعكس على شكل حياتهم المستقبلية.

يبدأ الأطفال ما بين سن الثالثة والسابعة الاستيعاب بأن الأوراق التي يرون والديهم يتداولونها في تعاملاتهم ويتحصلون في مقابلها على الاحتياجات الضرورية وأيضا تلبي رغباتهم وأمنياتهم الأخرى.

لذلك من الأفضل استغلال تلك الفترة لمونه تفكيره وتقبله كل جديد يدور حوله، والبدء بتعليم الطفل على التوفير وتعويده عليها، وأيضا ليتعلم أسس التعامل المالي بالتدريج حسب مراحل العمر، بخاصة أنه لا يملك التعقيدات والمشاكل المالية التي يملكها الكبار في حياتهم، لذلك هو سيتقبل الفكرة ويقتنع بها بسلاسة.

لكن هناك بعض الخطوات التي يجب اتباعها عند تنفيذ الأمر، لكي تسهل عليك الأمور:

من أين يأتي المال؟

يجب على الوالدين التحدث مع أطفالهم عن الأموال ومصادرها، حيث على الكبار البالغين العمل حتى يحصلوا على الأموال الكافية لتوفير الاحتياجات التي يجب على الأب والأم توفيرها للأطفال تباعاً ، أما الرغبات والطلبات الجانبية مثل الألعاب الإلكترونية والدراجة، فهذه رغبات و أمنيات نستطيع أن نبدأ التحدث مع الطفل عن التوفير لكي يحصل عليها.

خطوات بسيطة لتعليم طفلي الإدخار
خطوات بسيطة لتعليم طفلي الإدخار

أنتي القدوة

يقوم الأطفال بتقليد والديهم في كل ما يفعلون، لذلك أفضل طريقة لإقناع طفلك بفكرة الإدخار هي أن تقومي بتنفيذ الأمر أمامه بإحضار حصالة لكِ وضعي المال فيها، وأخبريه بأنك توفرين بعض الأموال في هذا الصندوق، لأن لديكِ رغبة في شراء ساعة ثمينة وعندها سيفكر في ما يريد شرائه لنفسه وما يرغب به ولكن لا يقدر على ثمنه، وبالتالي سيبدأ بالتفكير في التوفير ، هنا انتهز الفرصه وأعطيه صندوق آخر ليبدأ.

الهدف من التوفير

بداية يجب أن يفهم الطفل الغاية من توفير المال،حتى لا يشعر بالملل، فإذا اقتنع بأن هناك هدف وراء هذا التوفير، وخاصة إذا كان الأمر مفيد له بشكل مباشر، فسوف يتحمس ويبدأ بالتخطيط لشراء لعبة يرغب بها منذ مدة أو للذهاب لتجربة لعبة جديدة.

وانتِ تستطيعي أن تشاركيه وتساعديه في وضع هدف خاص به من الإدخار، مثلا شراء قصص يريد قراءتها أو حتى شراء هدية لأحد أفراد العائلة أو لأحد من أصدقائه حتى يبدأ عنده الإحساس بالمسؤولية.

ترتيب الأولويات

علمي طفلك أن يفرق ما بين الأولويات التي يدخر المال من أجل إنفاقه عليها وما ليس من الأولويات، حتى لا ينفق جميع ما وفره على أشياء غير مفيدة أو لا يرغب بها.

كما يمكن أن يتعلم عدم إنفاق جميع النقود التي وفرها في وقت واحد على غرض واحد لا يحتاجه الآن، فهو يستطيع أن يحتفظ بجزء من المال في حصالة النقود وجزء ينفقه وجزء يتعود أن يخصصه للتبرع.

حافز للتوفير

يمكن إعطاء الأطفال حافز لتشجيعهم على التوفير والإدخار، بأن نعطيه مكافأة صغيرة متفق عليها، عند فتح حصالة النقود ونجاحه في توفير مبلغ كبير؛أو لكي يعود على العمل والتكسب منه، يمكن أن يساهم أولادك في بعض أعمال المنزل أو تكليفهم بمهمة خارج المنزل وعندها تستطيعين أيضاً مكافأتهم بإعطائهم مبلغ مالي يتم اضافته إلى حصالة النقود، أو أن تتصرفي كبنك وتقومي باقراضهم المال ثم تتم اضافته لصندوق التوفيروهذا سيعلمهم تحمل المسؤولية بشكل جيد.

حددي وقت معين

في البداية، حددي تاريخ معين لفتح حصالة النقود تستطيعين أن تجعلي المدة قصيرة، خاصة إذا كان عمره صغير ومع الوقت اجعليها شهرياً، حتى يتعلم الصبر والانتظار للحصول على ما يريد وأيضا كي يتعلم الالتزام.

من المهم أن تتذكري، ألا تضغطي على طفلكِ من أجل أن يقوم بعملية الادخار بشكل صحيح، دعيه يتعلم من أخطائه، فإذا قام بتوفير مبلغ معين وقام بانفاقه في شيء غير مهم أو لا يحتاجه، أو أنفقها في شيء واحد، فلا تقسى عليه، دعيه يتعلم وقومي بتوجيه في المرة القادمة والتحدث معه عن كيفية التخطيط لإدارة أمواله، كي لا يجد نفسه مضطراً لطلب المال من أحد.

وأخيراً إليك بعض الجمل التحفيزية للأطفال لكي تشجعيهم على التوفير:
الإدخار مهم لبناء مستقبل أفضل!

التوفير يجعلني مرتاحاً نفسياً، فلا أقلق بخصوص أي مشكلة تتعلق بالمال!

التوفير أثر على حياتي بشكل إيجابي!

إقرأ أيضا:

أقر غياب القدوة في التربية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا