البعض لا يموت أبداً
بقلم/ رحمه الألفي
تعددت القصص والحكايات ومازالت الأسباب مخفية، كل منا يحاول جاهدا أن يدرك ما يحدث، تارة لا نتمنى وجود بعض الأشخاص معنا، وكثيرا نتمنى أن نلمح أحدهم ولو لمجرد لحظة، ربما هي واحدة من أبشع الحقائق في الحياة البعض يموت رغم كل محاولاته لإثبات أنه على قيد الحياة، والبعض لا يموت أبدا.
البعض لا يموت أبدا
كثيرا ما يفارقنا الأشخاص لكن بعدما يصبحوا جزءا من روحنا، أولئك الذين تركوا بداخلنا علامة هي مزيج بين الإمتنان والحب لا يمكن أن يموتوا أبدا، البعض لا يموت رغم أنه فارق الحياة وما فيها يظل حيا بداخلنا، يملأ قلوبنا بالحب للآخرين فقط لأنه أعطانا الحب ونحن في أمس الحاجة إليه، فكيف يمكن أن يموت إنسانا أحيا إنسانا أخر؟ هل يعقل أن يموت بداخلنا من أعطانا الحياة؟ إنها أحدى معجزات الله التي تجعلنا نشعر بأنه رغم بشاعة الموت إلا أنه ثمة أشياء يمكن أن تجعلنا لا ننسى.
البعض يموت رغم أنه على قيد الحياة
رغم أننا لا ننسى الذين جعلونا نحب الحياة كذلك لا يمكن أن ننسى أولئك الذين جعلوا الحياة أسوء مما كنا نتخيل، أولئك الذين حطموا قلوبنا، الذين جعلونا نتساءل إن كنا بهذا السوء أم أن ثمة أشياء جعلتنا لا ندرك ذاتنا، الإنسان يقدر كل من يعطيه الحياة والحب، و لا يتمنى أن يتقابل مرة أخرى مع الذين سلبوا منه الحب والطمأنينة حتى لو في خيالهم، أولئك الذين سلبوا منا الأمان ماتوا رغم أنهم مازالوا على قيد الحياة.
ليتها المعضلة
ليت المعضلة في كونهم أصبحوا غرباء، إن المعضلة في كونهم سلبوا منا الثقة في ذاتنا، وكذلك الأمان، في كونهم جعلونا نشعر بأنه علينا ألا نثق في الآخرين، وأننا يجب أن نغادر كل مكان بمجرد أن نبدأ في الشعور بالأمان، وكأن الأمان الذين من المفترض أن يعطينا الحياة هو ذاته الذي يسلبنا الحرية والأمان.
لم تكن المشكله في الأفعال بقدر ما هي في النتائج، في كل شعور ينتاب الشخص أغلب الأوقات، في كل تساؤل يجول بخاطرنا كأننا أذنبنا في حق أولئك الذين ملؤا قلوبنا باليأس والخوف، إنها قضية تحطيم القلوب وضياع الأمان التي لا يوجد لها عقاب، فقط لها عواقب.
