مولد النبي ﷺ .
بقلم : آيه الشلقاني
مولد رسول الله صلي الله عليه وسلم :
يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل أو بعد ذلك بقليل في عام “٥٧٠ميلاديه تقريبا ” .
ولد سيدنا محمد بن عبد الله بمكة قبيل الفجر بشعب عامر بن لؤي .
وقيل إنه ولد “صلى الله عليه وسلم” في الليله الثانية عشرة من شهر ربيع الأول هذا هو الرأي المشهور وعليه الناس في تقاويمهم واحتفالاتهم بذكرى المولد النبوي إلى الآن .
وقد اتخذ أكثر المسلمين في جميع بقاع الأرض ليلة ولادته عيدا أسبغوا عليها من أنواع التكريم .
شق صدره الشريف -صلى الله عليه وسلم :
حدث له في أثناء رضاعته في السنة الثالثة أو الرابعة من مولده “صلي الله عليه وسلم” وهو عند حليمة السعدية من الحوادث الغريبة، وذلك أن شق صدره وأخرج منه علقه سوداء هي حظ الشيطان .
وقد شق صدره الشريف أيضاً وهو ابن عشر سنين ، ثم عند مبعثه ، ثم عند الإسراء ، ولكل حكمه .
«فالأولى، التي كانت في زمن الطفولة؛ لتطهيره من حالات الصبا حتى يتصف وهو في هذه السن بأوصاف الرجولة الكاملة . «والثانية» التي كانت وهو ابن عشر سنين ؛ لقرب زمن التكليف كيلا يتلبس بشيء مما يعاب عند الرجال .
«والثالثة» التي كانت عند مبعثه لزيادة الكرامة، وليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي وعزم ثابت . «والرابعة» التي كانت عند الإسراء؛ ليتأهب لمناجاة ربه، وما أطلعه الله عليه من عجائب الغيب، ليكون ثابت الفؤاد .
معیشته عليه الصلاة والسلام :
لم يرث عليه الصلاة والسلام من والده سوى خمسة جمال وبعض نعاج وجارية ويروى أقل من ذلك، ولما بلغ ﷺ سنا يمكنه معه أن يعمل عملا كان يرعى الغنم مع إخوته من الرضاع في البادية، وكذلك لما رجع إلى مكة كان يرعاها لأهلها على قراريط كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه .
مکان تعبده ﷺ :
کان ﷺ قبل النبوة يحب الخلوة؛ لأن معها فراغ القلب والانقطاع عن الخلق ؛ ليجد الوحي منه متمكنا كما قيل، فصادف قلبا خاليا فتمكن به ، وكان يخلو للتعبد في غار حراء وهو يقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى «جبل النور» أو «جبل الإسلام»، على ارتفاع 634 مترا ، والداخل لغار حراء يكون متجها نحو الكعبة، كما يمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها .
وكان عليه الصلاة والسلام يخلو بغار حراء دون غيره؛ لأن جده عبد المطلب أول من كان يخلو فيه من قريش، وكانوا يعظمونه لجلالته ومهابته وكبر سنه فتبعه على ذلك، فكان يخلو بمكان جده، وكان الزمن الذي يخلو فيه شهر رمضان، ولأنه كان محاذيا للكعبة التي كان يصلي إليها بعد البعثة، وقد كان منعطفا عن سائر الجبال لم يتصل به شيء، وفي ذلك من التنبيه على عظيم اعتناء الله تعالى به في تخصيصه بأشرف مقام من الانقطاع إليه بالعبادة وعدم الخوض فيما عليه طباع أهل الأرض في ذلك الزمان .
هجرة النبي ﷺ وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه المدينة :
لما علم كفار قريش أن رسول الله ﷺ صارت له شيعة وأنصار من غيرهم ورأوا هجرة أصحابه إلى أولئك الأنصار الذين بايعوه على المدافعة عنه حتى الموت ، اجتمع رؤساؤهم وكبارهم في دار الندوة ليتشاوروا فيما يصنعون بالنبي ﷺ، وأجمعوا أمرهم على أن يختاروا من كل قبيلة فتى جلدا ثم يضربه أولئك الفتيان ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل جميعا فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميع القبائل. وعينوا الفتيان والليلة التي أرادوا تنفيذ هذا الأمر في سحرها . فأعلم الله تعالى رسوله ﷺ بما أجمع عليه أعداؤه وأذن له سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . فذهب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأخبره، وأذن له أن يصحبه، واتفقا على إعداد الراحلتين اللتين هيأهما أبو بكر لذلك واختارا دليلا يسلك بهما أمن الطرق وتواعدا على أن يبتدئا السير في الليلة التي اتفقت قريش عليها، وفي تلك الليلة أمر عليه الصلاة والسلام ابن عمه علي بن أبي طالب أن ينام في مكانه ويتغطى بغطائه ،
حتى لا يشعر أحد بمبارحته بيته .
ثم خرج ﷺ وفتيان قريش متجمهرون على باب بيته وهو يتلو أول سورة «يس» فلم يكد يصل إليهم حتى بلغ قوله تعالى «فأغشينهم فهم لا يبصرون ) فجعل يكررها حتى ألقى الله تعالى عليهم النوم وعميت أبصارهم فلم يبصروه ولم يشعروا به، وتوجه إلى دار أبي بكر ، وخرجا معا من خوخه في ظهر البيت ، وتوجها إلي جبل ثور .
وقد أقام رسول الله وصاحبه بالغار ثلاث ليالٍ حتي انقطع طلب القوم عنهما .
وفي صبيحة الليلة الثالثة من مبيت رسول الله وصاحبه بالغار وهي صبيحة يوم الاثنين في الأسبوع الأول من ربيع الأول عام الهجرة .
حتي وصل رسول الله وصاحبه إلى المدينة يوم الاثنين من ربيع الأول ، وكان يحيط به الأنصار فرحين متقلدي سيوفهم ما بين ماشٍ وراكبٍ يتنازعون زمام ناقته، كل يريد أن ينزل في داره، والنساء والصبيان والولائد ينشدن:
طـلع البـدر عـليـنـا *** مـن ثـنـيـات الوداع
وجب الشكر علينا *** ما دعـا لله داع
ايها الـمـبعوث فينا *** جئت بالأمر الـمـطـاع
وكان ذلك في يوم الجمعة فأدركته صلاتها في ديار بني سالم بن عوف فنزل وصلاها .
وقد جعل موضع ذلك مسجدا لهم وخطبهم أول خطبة، وكان ذلك في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول .
أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة :
ظهرت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نشأته الخلالُ الحميدة ُ والشمائلُ الطيبه ُ .
وكان أظهر شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة «ثلاث خصال » تحلت بها نفسه الكريمة وجلعته خير أهل لأن يكون مهبط وحي ربه ورسولا بينه وبين خلقه .
الأولي : بعده أول نشأته عن الأوثان وقرابينها وحفلاتها وكل ملاهي السوء التي كان أهل الجاهلية يتلهون بها .
فقدت حبب إليه الخلوة والوحدة والنظر والتفكير .
الثانية: صدقه عليه الصلاه والسلام ، وقد شهد له بالصدق أعداؤه وأحباؤه .
الثالثة: أمانته صلي الله عليه وسلم حتي كان لقبه في الجاهلية بالأمين ، وكانوا يستحفظونه أماناتهم ويودعونه ودائعهم .
صفاته الخُلقية ﷺ :
أما خلقه ﷺ وکمال عقله فقد حباه الله تعالى من كمال الغريزة وسلامة الطبع ووفور العقل ووثاقة الحلم
إقرأ أيضًا:-
