التاريخ والآثار

نابليون والأزهر التاريخ الدامي

بقلم عبدالعزيز مصطفى

وبالقاهرة مدينة الألف مئذنة بمصر المحروسة من أعدائها أو من كانت محروسة تتعالى بها ألسنة اللهب إلى جانب العويل المتوالي من كل ضواحيها لتزيد من تصاعد سخونة الأحداث بأن القادم أسوأ بكثير من الحاضر الذي يعلوه الغبار وتزين الدماء كل شيء فيه حتى أن الهواء امتزجت فيها رائحة البارود مع الموت حتى ماء النيل نفسه الموجود في النهر العتيق نهر النيل يشهد على مأساة أخرى أحيكت في تلك الليلة وكأنها حدثت بالأمس القريب يقف أمام النيل المئات من المصريين على جانبي ضفافه وهم ينظرون والدموع تتساقط من أعينهم تباعاً إلي جيوش الفرنسيس كما أسموهم وهم يلقون أجساد ورثة الأنبياء علماء الأزهر الشريف بين طيات النيل الحزين انتقاماً منهم بعد قيامها بتحريض الأهالي على الثورة ورفض الظلم والخنوع بكل أنواعة كما فعلوا في ثورة بلبيس قبل أعوام قليلة وأن يكونوا يد واحدة ضد الاستعمار حتى وإن أتى لهم في ثياب الحداثة المعيوبة الكاشفة لعورات الشعوب فكانت تلك شرارة من شرارات أشعلها الأزهر الشريف بدماء علماء لإيقاظ أهل المحروسة بما قد أحيك لهم في أوروبا وهم في غفلة منه فما كان لي تقديراً و اعادة رسم الصورة الكاملة المقاومة التي قادها الأزهر الشريف إلا أن أستعيد معكم تلك الأيام بكل ما فيها من جراح و صعاب ..

نابليون والأزهر التاريخ الدامي

ثورة القاهرة الأولى و الجوسقي 

 

قبل ذلك اليوم بأيام قليلة جدا اندلعت في مصر ثورة القاهرة الأولى كما دونت في كتب التاريخ فيما بعد ولكن ما كانت تلك الثورة إلا أن كادت أن تزعزع هيمنه عساكر بونابرت في القارة بأكملها وهنا غضب نابليون غضبًا شديدًا، وأمر ضباط مدفعية القلعة بأن تسدد نيرانها إلى الأزهر الشريف وما حوله من أحياء فهي مركز الثورة، ثم بعدها وعلى الفور دخلت خيول جنود نابليون بونابرت الأزهر الشريف، وقد أعمل الجنود الفرنسيون بسيوفهم وبنادقهم في كل من كان داخل جدران الأزهر من طلبته وشيوخه، وللمأساة الشديدة فقد نهبوا الكتب ومزقوا المخطوطات العتيقة، بل ونهب بعض اليهود المرافقين للحمله تلك المخطوطات وافسدوا بعضها عن عمد وهؤلاء هم الذين كانوا فى خدمة جيش الاحتلال، ثم اتخذ الفرنسيين الازهر الشريف إسطبلا للخيل، حتى وبعد انقضاء أيام قليلة تشفع الشيخ الجوهرى عند نابليون طالبًا خروج الخيل من الأزهر، فأمر بالجلاء ثم بعدها كانت المأساه التي بدأت بها بأن ألقى القبض على عدد من المشايخ الكرام الأجلاء وقطع رءوسهم، وأعدم معهم شيخ طائفة العميان الشيخ الجوسقي الذي أصاب نابليون بونابرت بالإزعاج واستطاع من خلال الوشايا من بعض الخونة معرفة ان الجوسقي احد قادة المقاومة وأمر فوراً بالقبض على الشيخ الجوسقي، وعندما حاول استمالته بكل الطرق قام الشيخ الجوسقي بصفع نابليون على وجهه فأمر بإعدامه، أشتهرت هذه الحادثة في الثقافة الشعبية وسميت بـ”كف الجوسقي و الشيخ الجوسقي كان من أوائل المنشدين بين الناس وأهل القاهرة بضرورة مقاومة الإحتلال وجنوده مهما كلفنا من أثمان باهظه كتلك التي دفعها هو نفسه ”

نابليون والأزهر التاريخ الدامي

أول جهاد الأزهر ضد نابليون “

لم تكن أفعال الجوسقي والشيوخ الذين كانوا معه في الثورة هي أول الأمر فقبل ثورة القاهرة الأولي وبأعوام قليلة وبالتحديد عامين قبل انقضاء القرن الثامن عشر كانت مراكب الحملة الفرنسية قد نزلت أرض مصر وهنا وفي ذلك الوقت كانت الدعوة من الأزهر الشريف لعموم شعب مصر بالمقاومة وقد صار ذلك تحت قيادة عدد من شيوخ الأزهر الشريف مثل الشيخ عبدالله الشرقاوي والجوسقي والسادات والشيخ الفيومي و غيرهم من سادة الحل والربط في زمام البلاد وليزيلوا عن كاهل المصريين النازل الذي قد أصاب البلاد والعباد ولتكون هي وبحق شرارة الأمل الوحيدة في مصر لتحرر وقد كان الأزهر الشريف هو مقر الإجتماعات الدائمة لكل المقاومين مثل نقيب الأشراف عمر مكرم ومن كانوا على نهجه من التضحية والفداء بأرواحهم لأجل مصر والأسلام وكانت أول شرارات الثورة الثانية أيضا منبعها من الأزهر الشريف مناديا الله أكبر تلك الصيحات التي كانت ولازالت هي سلاح أصحاب العمامات البيضاء الذي تخشاهم كل من أراد بمصرنا سوءاً.

-مصادر المقال:

1- كتاب تاريخ الجبرتي
المؤرخ المصري عبدالرحمن الجبرتي.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

الموروث المصري القديم ” العيش الشمسي”

ثعلب الصحراء في الحرب العالمية الثانية. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا